spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ.د.عماد شبلاق ـ الشعب يريد تعديل النظام!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق-رئيس الجمعية الأمريكية...

كارين عبد النور- الحسم لـ”الدونكيشوتية” والفرز السياسي في “مهندسي بيروت”

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «ما رأيناه...

رشا عمار ـ أستراليا و“اتفاقية أوكوس” ـ التحديات الأمنية في المحيطين الهندي والهادئ

مجلة عرب أستراليا سيدني

الكاتبة والصحفية رشا عمار
الكاتبة والصحفية رشا عمار

بقلم ـ رشا عمار

أستراليا و“اتفاقية أوكوس” ـ التحديات الأمنية في المحيطين الهندي والهادئ

ضمن الخطوات المتسارعة من جانب الولايات المتحدة، لتعزيز تحالفاتها الأمنية والعسكرية في مواجهة الصين، دشنت أميركا وأستراليا وبريطانيا في 15 سبتمبر 2021، اتفاقية “أوكوس”، العسكرية بهدف تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي وتدشين تحالف أقوى يستهدف حماية الأمن

والاستقرار وكذلك مصالح المعسكر الغربي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

التحالف العسكري قد أزعج الصين، كثيراً، خاصة أن التوتر بين بكين وواشنطن في حالة تصاعد مستمر، فيما تتوالي التحذيرات من احتمالية الصدام العسكري، المتوقع بين القوتين، في مناطق  تايوان وبحر الصين الجنوبي، الذي تفرض الصين سياداتها عليها، بينما تتنشر سفن وقطع بحرية تابعة للولايات المتحدة بشكل مكثف منذ مطلع 2021.

وقد قوبلت الخطوة الثلاثية الأميركية الأسترالية البريطانية، عام 2021 بانتقاد صيني حملته السفارة الصينية في واشنطن، مطالبة الدول الثلاث بـ”التخلص من عقلية الحرب الباردة والتحيز الأيديولوجي”، فيما أكدت الخارجية الصينية أن “التحالف يخاطر بإلحاق أضرار جسيمة بالسلام الإقليمي وتكثيف سباق التسلح”.

مضيق تايوان ـ نقطة التوتر
مضيق تايوان ـ نقطة التوتر

ما هي اتفاقية “أوكوس”؟

الاسم “أوكوس” مشتق من بعض الأحرف الأولى التي ترمز اختصاراً لكل من أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ويشير إلى تحالف يهدف إلى مواجهة التحديات الأمنية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

تشمل الاتفاقية تبادل معلومات وتقنيات في عدد من المجالات، من بينها الاستخبارات والحوسبة الكمية، فضلاً عن تزويد أستراليا بصواريخ توماهوك كروز.

تغطي الاتفاقية مجالات رئيسية مثل الذكاء الاصطناعي والحرب الإلكترونية والأنظمة تحت الماء وقدرات الضربة بعيدة المدى، ويتضمن أيضاً مكوناً نووياً، ربما يقتصر على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشأن البنية التحتية للدفاع النووي.أمن دولي ـ برامج أستراليا الأمنية في منطقة جنوب المحيط الهادئ  

مواجهة الصين

ستساعد الاتفاقية كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا في تطوير ونشر غواصات تعمل بالطاقة النووية، إضافة إلى تعزيز الوجود العسكري الغربي في منطقة المحيط الهادئ.

وبالرغم من أن الإعلان المشترك لرئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الأمريكي جو بايدن لم يذكر أي دولة مستهدفه بالاسم، فقد ذكرت مصادر في البيت الأبيض أنه مصمم لمواجهة نفوذ جمهورية الصين الشعبية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهو توصيف يتفق معه المحللون.

وقد وصفت الاتفاقية بأنها خليفة لاتفاق أنزوس الحالي بين أستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة، مع تهميش نيوزيلندا بسبب حظرها للطاقة النووية، ولكن لم يتم الإدلاء بأي تصريح رسمي بهذا الشأن.

وفي هذا السياق، قالت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان، إن التحالف الأمني “يستهدف تقوية العلاقات الدفاعية بين الدول، التي هي بالفعل جزء من تحالف العيون الخمس الاستخباراتي، لمواجهة التهديد الصيني المتزايد في المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي، فضلاً عن التهديدات الإقليمية الأخرى”.

وأضافت تسوكرمان، أن الصين تنظر بالفعل إلى هذا التحالف الجديد على أنه محاولة لمواجهة نفوذها الإقليمي، وفي السنوات الأخيرة، خطت الصين خطوات كبيرة في تطوير سفن بحرية متطورة وأسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت وتقنيات أخرى، بينما تعرض البنتاغون لانتقادات لتخلفه عن الركب وترك القدرات البحرية الأميركية تتحدد”.

مخاوف أميركية

وفق تسوكرمان “تشمل مخاوف الولايات المتحدة بشأن الدور المتزايد للصين في المنطقة الحاجة إلى إبقاء منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة، ودعم حرية الملاحة في كل من البحر والمجال الجوي، ودعم المؤسسات الديمقراطية وحماية المجتمعات الحرة من تدخل الصين، وتوفير نهج مبتكر لكليهما. التقنيات الصلبة والإنترنت والفضاء السيبراني لحماية الاتصالات من الانقطاع.

كما أن بحر الصين الجنوبي من جانب الأهمية الاستراتيجية، يعد من أهم الطرق الملاحية التجارية حيوية في العالم، فهو واحد من الشرايين التجارية الرئيسة التي تجمع الممرات المائية من كلٍّ من سنغافورة وماليزيا، وتتصل بدول أخرى كثيرة تمتد إلى إندونيسيا والفلبين، الأمر الذي يثير مخاوف لدى الولايات المتحدة من سيطرة الصين عليه بشكل كامل.

خريطة النزاعات في بحر الصين الجنوبي

الخلافات في بحر الصين الجنوبي هي أساسا خلافات حول السيادة على مياه البحر وجزر باراسيل وسبراتلي (التسميتان غربيتان)، وهما سلسلتان من الجزر تدعي عدد من الدول السيادة عليها.

النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي هي نزاعات حدودية بين الصين، تايوان، الفلپين، ڤيتنام، ماليزيا وبروناي، يعززها الجغرافيا الهامة للمنطقة، حيث يمر بما يقدر بنحو (3.37) تريليون دولار أمريكي من التجارة العالمية عبر بحر الصين الجنوبي سنوياً، وهو ما يمثل ثلث التجارة البحرية العالمية.

تشمل هذه النزاعات أيضاً، الجزر والشعاب المرجانية والضفاف وميزات أخرى لبحر الصين الجنوبي، بما في ذلك جزر سپراتلي وجزر پاراسل وسكاربورو وحدود مختلفة في خليج تونكين. هناك نزاعات أخرى، مثل المياه القريبة من جزر ناتونا الإندونيسية، والتي لا يعتبرها الكثيرون جزءًا من بحر الصين الجنوبي.أمن دولي ـ بحر الصين الجنوبي، في عين الأزمة . بقلم ـ الدكتورة  نور تركي

ويمكن تقسيم النزاعات في منطقة بحر الصين الجنوبي كالتالي:

أولاً: منطقة خط التسع شرط التي كانت تطالب بها جمهورية الصين، التي تغطي معظم بحر الصين الجنوبي وتتداخل مع مطالبات المنطقة الاقتصادية الخالصة في بروناي، وإندونيسيا وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام، فيما أكدت سنغافورة مجددًا أنها ليست دولة مطالبة في نزاع بحر الصين الجنوبي، وبالتالي يُسمح لسنغافورة بلعب دور محايد في كونها قناة بناءة للحوار بين الدول المتنازعة.

ثانياً: النزاع حول الحدود البحرية في المياه شمال جزر ناتونا بين كمبوديا والصين وإندونيسيا وماليزيا وتايوان وڤيتنام.

ثالثاً: النزاع حول الحدود البحرية شمال بورنيو بين بروناي والصين وماليزيا والفلبين وتايوان وڤيتنام.

رابعاً: النزاع حول الجزر في بحر الصين الجنوبي، وتضم جزر پاراسل وجزر پراتاز، وجزر سپراتلي بين بروناي والصين وماليزيا والفلپين وتايوان وڤيتنام.

خامساً: الحدود البحرية قبالة ساحل پالاوان ولوسون بين بروناي والصين وماليزيا والفلبين وتايوان وڤيتنام.

وسادساً: الحدود البحرية، والأراضي البرية، وجزر صباح، بما في ذلك أمبالات، بين إندونيسيا وماليزيا والفلبين.

سابعاً: الحدود البحرية والجزر في مضيق لوزون بين الصين والفلبين وتايوان.

وثامناً: الحدود البحرية والجزر في پدرا برانكا (و ميدل روكس) بين سنغافورة وماليزيا.

مواجهات في بحر الصين الجنوبي

تتنازع دول مطلة على بحر الصين الجنوبي، وعلى وجه التحديد الصين وفيتنام والفلبين وتايوان وماليزيا وبروناي، السيادة على مناطق منه منذ عدة قرون، ولكن التوترات في المنطقة تصاعدت في الآونة الاخيرة.

وتاريخياً، اندلعت مواجهات عدة في السنوات الأخيرة حول هذه الادعاءات المتباينة والمتقاطعة، كان أخطرها بين الصين وفيتنام. كما اندلعت مواجهات بين الفلبين والصين لم تتدهور اي منها الى اطلاق نار او عنف خطير.

في عام 1974، استولت الصين على سلسلة جزر باراسيل من فيتنام في صدامات أسفرت عن مقتل اكثر من (70) من العسكريين الفيتناميين.

في عام 1988، اصطدم الصينيون والفيتناميون مجدداً حول سلسلة سبراتلي، وخسر الفيتناميون في هذه المواجهات نحو (60) عسكرياً.

أوائل 2012، خاض الجانبان الصيني والفلبيني مواجهة بحرية مطولة اتهما فيها أحدهما الآخر بانتهاك السيادة في شعاب سكاربره.

اندلاع احتجاجات واسعة في فيتنام ضد الصين إثر ورود ادعاءات لم تتأكد بأن الصين خربت عمدا منصتي استكشاف فيتناميتين اواخر عام 2012.

في يناير 2013، قالت الفلبين إنها قررت رفع دعوى ضد الصين امام محكمة التحكيم الدائمة بموجب ميثاق الامم المتحدة حول قانون البحار تطعن فيها بالادعاءات الصينية.

في مايو 2014، قامت الصين بقطر منصة استخراج نفط الى منطقة في البحر قريبة من جزر باراسيل مما ادى الى عدة حوادث تصادم بين السفن الفيتنامية والصينية.

وتتبادل كلاً من الصين وأميركا الاتهامات، زادت بشكل كبير منذ عام 2021، بأن الجانب الآخر يعمد إلى “عسكرة” بحر الصين الجنوبي.

أميركا تحشد عسكرياً ودولياً لمواجهة الصين

لم تقتصر التحرّكات الأميركية ضد الصين بالتواجد العسكري في بحر الصين الجنوبي، فواشنطن كانت تسعى ولا تزال أيضاً لإقامة علاقات وثيقة مع الدول المجاورة للصين والمطلة على بحرها الجنوبي، وخصوصاً تايوان، الجزيرة التي تَعِدُ واشنطن بالدفاع عنها إذا ما قررت الصين استرجاعه.

وتقول تقارير ” global fire”، إن الجيش الأمريكي يمتلك (13233) طائرة حربية، بينها (1956) مقاتلة، و(761) طائرة هجومية، وأكثر من (945) طائرة شحن عسكري، إضافة إلى (2765)  طائرة تدريب، و (5436) مروحية عسكرية منها (904) مروحية هجومية.

ولدى الجيش الأمريكي أكثر من  (6100) دبابة و(40) ألف مدرعة و(1500) مدفع ذاتي الحركة وأكثر من (1340)  مدفعاً ميدانياً، إضافة إلى (1365) راجمة صواريخ.

ومن حيث القوة البحرية، يضم الأسطول البحري الأميركي (490) قطعة بحرية منها (11) حاملة طائرات و(92) مدمرة و(68) غواصة، إضافة إلى (8) كاسحات ألغام.

وتبلغ ميزانية الدفاع ومعدل الانفاق السنوي للجيش الأمريكي (740) مليار دولار أمريكي.

 حجم القوة العسكرية الصينية

تواصل الصين دعم قواتها البحرية بصورة مستمرة عن طريق إنتاج قطع بحرية أكثر تطوراً بأعداد ضخمة، ما جعلها من أضخم القوى البحرية في العالم وفق موقع “global fire power”، فهي تمتلك (777) قطعة بحرية، كما تضم قوتها البحرية حاملتي طائرات و(50) مدمرة، و(46) فرقاطة، و(72) كورفيت، وأيضاً (79) غواصة حربية و(123) سفينة دورية، إضافةً إلى 36 كاسحة ألغام بحرية.

ويحتل الجيش الصيني يحتل المرتبة الثالثة بين أقوى (139) جيشاً في العالم، حسب إحصاءات 2021.

ويمتلك الجيش الصيني قدرات عسكرية هائلة؛ أبرزها تجاوز عدد جنوده (3.3) ملايين جندي، ويصلح للخدمة العسكرية (617) مليون فرد، ويصل لسن التجنيد سنوياً (20) مليوناً.

وتقدر التقارير العسكرية أن لدى الصين (350) رأساً نوويّاً، بما في ذلك (204) صواريخ طويلة المدى يتم إطلاقها من منصات إطلاق أرضية و(48) على الغواصات، و(20) “قنبلة جاذبية” يتم إسقاطها من الطائرات، فضلا عن آلاف الصواريخ العابرة للقارات.أمن دولي ـ ما حقيقة المحور العسكري الروسي الصيني؟ بقلم هند ناصر السويدي

تقييم وقراءة مستقبلية

تتسابق الولايات المتحدة والصين من أجل الوصول لقمة التأهب العسكري، خشية مواجهة محتملة في ضوء استمرار حالة التشاحن الدولي حول بحر الصين الجنوبي أو تايوان، وغيرها من الملفات التي تمثل محل خلاف عميق بينهما.

تسعى الولايات المتحدة لتعزيز تحالفاتها العسكرية مع الدول الأوروبية، من أجل مواجهة أشمل مع بكين، التي تسجل ترتيباً متقدماً في المجالات الاقتصادية والعسكرية، وأيضاً على مستوى السياسة الدولية، الأمر الذي يشكل هاجساً لدى صناع القرار الأميركي.

في حال انزلاق الصراع الأميركي الصيني، إلى مستوى الحرب، أو المواجهة العسكرية، من المتوقع أن يشمل معسكر التحالف الأميركي عدد من الدول الأوروبية، في ضوء الاتفاقيات العسكرية، لكن في الوقت ذاته تفضل دول أوروبية أخرى التزام الحياد فيما تراه مناسباً لها، ومصالحها دون الانخراط في مواجهة مباشرة مع الصين.

انتهى عصر الغموض الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين، وبدأت سياسة المواجهة تبدو أكثر وضوحاً ومباشرة، ما يعني أن احتمالات التصعيد بين القوتين باتت أقرب وأقوى، لكن يحرص البلدين على عدم الانزلاق لمواجهة عسكرية، سيكون لها تداعيات كارثية، على المجتمع الدولي والنظام العالمي.

 

رابط مختصر ..https://arabsaustralia.com/?p=28786

هوامش

Comparison of China and United States Military Strengths (2023)
http://bit.ly/40C9a8W

U.S.-China Relations
http://bit.ly/40VZeak

ما هو أساس الخلاف حول بحر الصين الجنوبي ؟
http://bit.ly/40uWkct

تحالف “أوكوس” وسر إنشائه.. ما تأثيره على التنين الصيني؟
http://bit.ly/42U8XQ5

“أوكوس”.. ويكيبديا
http://bit.ly/3M7L4P3

ذات صلة

spot_img