spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ.د.عماد شبلاق ـ الشعب يريد تعديل النظام!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق-رئيس الجمعية الأمريكية...

كارين عبد النور- الحسم لـ”الدونكيشوتية” والفرز السياسي في “مهندسي بيروت”

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «ما رأيناه...

الدكتور خالد العزي- واشنطن وموسكو تقتربان من إنشاء نظام جديد في أوراسيا

مجلة عرب أستراليا سيدني- واشنطن وموسكو تقتربان من إنشاء نظام جديد في أوراسيا

بقلم الدكتور خالد العزي

إنتقلت الولايات المتحدة في العلاقات مع روسيا إلى ممارسة «ديبلوماسية التهيج»، وباتت هذه النظرية وشيكة بالرغم من أن واشنطن بحاجة إلى مواجهة مع موسكو، على أن تكون مواجهة محكمة ومدروسة ومحدودة، دون احتمال انزلاقها إلى حرب نوويّة أو حرب تتطلب قوات وموارد كبيرة تحتاجها الولايات المتحدة في مكان آخر أكثر خطورة بكثير بالنسبة إليها.

منذ انهيار الاتحاد السوفياتي ولأكثر من 20 عاماً، كانت الولايات المتحدة تؤمن بصدق أن الحوار مع موسكو غير ضروري لأميركا التي تتصرّف تجاه روسيا وفقاً لمبدأ ثيوسيديدس، «الأقوياء يفعلون ما يُريدون، والضعفاء يُعانون كما ينبغي». وحتى استعراضات روسيا المختلفة لاستعادة قوتها (والتي ربما بدأت في العام 2008 في الحرب ضد جورجيا) لم تُغيّر النهج الأميركي.

ولم يبدأ التغيير إلّا في أواخر العام 2010، عندما أدركت الولايات المتحدة أن العقوبات ضد روسيا لم تركعها على ركبتيها، وأن المواجهة من أجل المواجهة لم تعد رخيصة. كان هناك مزيج من هذه الاستنتاجات في واشنطن أجبر الرئيس جو بايدن على تغيير النهج الأميركي إلى حد ما تجاه روسيا، الأمر الذي أثار ضغوطاً متزايدة على الرئيس الديموقراطي من «الصقور».

ففي اليوم الأول من العام 2022، طلبت مجموعة من 20 ديبلوماسيا أميركياً سابقاً ومسؤولي الأمن القومي الأميركي من بايدن نشر قائمة بالعقوبات التي ينوي البيت الأبيض فرضها على روسيا في حال تصعيد الموقف حول أوكرانيا. ومع ذلك، لا ينوي بايدن الابتعاد عن مساره بعد ويقترح حل المشاكل في العلاقات الروسية الأميركية ليس من خلال العقوبات و»ديبلوماسية مكبر الصوت»، ولكن بطريقة محترمة وبناءة، أي على طاولة المفاوضات.

وعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على القادة الأميركيين حل المشاكل منذ منتصف العقد الأول من القرن الحالي. وافق الاتحاد الروسي على الاقتراح الأميركي، لكن مع تحفظ، إذ أوضحت موسكو أنها لا تحتاج إلى مفاوضات من أجل المفاوضات. ليس من قبيل المصادفة أن الوثيقة الروسية تحتوي على فقرات مهمّة «يجب على الولايات المتحدة أن تنظر اليها باهتمام بالغ».

الآن موسكو تنتظر أن تطرح الولايات المتحدة مطالبها الرسمية، وبعد ذلك ستجلس الأطراف المفاوضة العليا وتبدأ في الاتفاق على هذه الشروط. لقد أوضحت الولايات المتحدة بالفعل أن متطلباتها قيد الإعداد، بحيث «يجب أن يقوم أي حوار على أساس المعاملة بالمثل ويأخذ في الاعتبار مخاوفنا في شأن تصرفات روسيا، وأن يتم بالتنسيق الكامل مع حلفائنا وشركائنا الأوروبيين. لا يُمكن تحقيق تقدم كبير إلا في ظروف خفض التصعيد وليس التصعيد»، بحسب البيت الأبيض. لكن استعداد واشنطن لمناقشة المقترحات الروسية بشكل بناء هو انتصار لموسكو بحد ذاته.

تمكن بوتين من إجبار بايدن على الاعتراف بروسيا كمشارك على قدم المساواة في عملية التفاوض وبدء حوار حول الحد من التصعيد على الأقل. وفي العام 2022، من المرجح ألا يستمر الحوار فحسب، بل سيؤدي أيضا إلى نوع من العمل الذي يهدف إلى بناء جو من الثقة. وبالتالي، من الممكن أن تنضم الولايات المتحدة إلى صيغة نورماندي، التي هي الآن في غيبوبة بسبب عدم قدرة شركائها الأوروبيين على إجبار كييف على الوفاء بالتزاماتها.

وربما الديبلوماسية الأوروبية المكثفة الموجهة نحو موسكو وكييف تهدف إلى إحياء النورماندي بطريقة مختلفة عن السابق. روسيا التي استطاعت اقتناص فرصة ديبلوماسية، كانت تريد فرض شروطها على الادارة الأميركية الضعيفة واجتياح أوكرانيا بلحظة حرجة للجميع، كون موسكو تظنها فرصة يجب استغلالها نتيجة غياب الموقف الأميركي الواضح حول كييف وعدم وجود موقف أوروبي موحد، لكن الرئيس بوتين تفاجأ بتصلّب الموقف الأوروبي الموحد في مواجهة موسكو واحتضان أوكرانيا.

وأجبر هذا التشدد الأوروبي بايدن على الذهاب نحو التشدّد والتلويح بالضغوط على موسكو، ما دفع الأخيرة إلى التريث وتخفيف طموحها الذي اصطدم بجبهة دولية ضدها. تُجبر الديبلوماسية الأوروبية المستقلة بوتين وبايدن على التفكير جيداً بالخطوات القادمة بالتعامل مع القضايا الأوروبية. ربّما باتت النورماندي فرصة للولايات المتحدة وروسيا لتخفيف الأزمة، ويُحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بصفته رئيس الاتحاد الأوروبي عرض نفسه كوسيط لنزع فتيل الأزمة.

فهل تنجح موسكو في استغلال هذه الديبلوماسية الأوروبية النشطة بانتزاع استقلال جمهوريّتَيْ لوغانسك ودونيتسك في الدونباس كحل نهائي للأزمة العالقة؟
بحسب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، «لم تفهم موسكو بعد ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدّة لفعل ما هو حتمي، أي كبح جماح العملاء في كييف وحملهم على التحرك نحو تنفيذ حزمة إجراءات مينسك».

كما تُشير الديبلوماسية في وزارة الخارجية الروسية إلى عدم وجود أي مانع لتدخل الولايات المتحدة، لأنّها تؤثر بالفعل على أوكرانيا، ويعتمد الكثير على موقف واشنطن في تسوية الصراع الأوكراني.

«إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة حقا لتقديم مساهمتها، فقد كنا دائما منفتحين أمام أميركا لممارسة نفوذها على كييف»، من وجهة النظر الروسية هذه، فإنّ انضمام واشنطن إلى «تسوية مينسك» هو بمثابة نوع من الحقن لعقار مبتكر في مريض يحتضر بشكل ميؤوس منه.

لكن الحراك الديبلوماسي قد لا يؤدي إلى نتيجة، وسيظل المريض يموت. ولكن يُمكن أن ينقذه أيضا. لقد حددت السلطات الأميركية الآن الصين باعتبارها العدو الأساسي، فالتهديد الرئيسي للولايات المتحدة يأتي من «التنين الأصفر». إنّ الصين هي الدولة الوحيدة في العالم التي تتحدّى التفوّق الأميركي ويُمكن أن تجعل من الولايات المتحدة القوة الثانية من الناحية التكنولوجية والعسكرية.

هل باتت واشنطن على يقين بأن المواجهة العسكرية المحدودة مع روسيا في أوكرانيا بتواطؤ مع شركات التصنيع العسكري في عملية استعراضية تكون أوكرانيا مكانها الطبيعي، أم أنه بات من الضروري فتح الحوار مع موسكو من أجل التهدئة والاستعداد للمواجهة المحتومة مع الصين؟

رابط مختصر…https://arabsaustralia.com/?p=21918

ذات صلة

spot_img