spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

أ.د عماد شبلاق ـ CFN 24: فيروس جديد (فلسطيني) يضرب الجامعات الأمريكية!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د عماد وليد شبلاق- رئيس...

سوزان عون ـ قراءة نقدية من الأستاذ المهندس فادي جميل

مجلة عرب أستراليا-قراءة نقدية من الأستاذ المهندس فادي جميل  تستكشف...

ريفيل بالمان: تحقيق فيما إذا كانت عارضة أزياء سيدني قد قُتلت بسبب الديون

مجلة عرب أستراليا Nightly ريفيل بالمان: تحقيق يحقق فيما إذا...

علا بياض ـ أستراليا بلد التكامل الاجتماعي رغم تهديدات التطرف والإرهاب

أستراليا بلد التكامل الاجتماعي رغم تهديدات التطرف والإرهاب بقلم صاحبة...

روني عبد النور ـ البكتيريا والمستشفيات… أين تنشأ العدوى؟

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتب روني عبد النور مَن منّا...

صالح السقاف – أنا من جيل الراديو  

مجلة عرب أستراليا سيدني

صالح السقاف – أنا من جيل الراديو  

حوار خاص -بقلم كارين بياض رئيسة التحرير

الذكريات هي الجزء الأهم في تكوين شخصية الإنسان وسلوكه. الدماغ يخزن الذكريات في صور ذهنية  داخل العقل الباطن  التي ترسم نظرتنا الى الحياة. إن  البوم الصور العائلية القديمة  الذي نحرص على وجوده في منازلنا  له مكانة خاصة في حياتنا لأنه يحتضن  ذكرياتنا.

للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي  كلمات تقول فيها  ” الذكريات لا تموت. هي تتحرّك فينا، تخبو كي تنجو من محاولة قتلنا لها. ثمّ في أوّل فرصة تعود وتطفو على واجهة قلبنا، فنحتفي بها كضيف افتقدناه منذ زمن بعيد، ومرّ يسلّم علينا ويواصل طريقه. الذكريات عابر سبيل، لا يمكن استبقاؤها مهما أغريناها بالإقامة بيننا”.

كلمات  استوقفتني  منذ شرعت  باجراء هذا الحديث  مع   المذيع والمراسل  الصحفي صالح السقاف . الذي دأب منذ طفولته  على  التحكم  بذكرياته ، يمنحها الديمومة.  حتى اذا مابلغ  خريف العمر ، عاد من جديد  يوثق  تلك الذكريات ويوضبها  بدقة وتأني. ويعيش  معها  مراحل  ماتبقى من عمره.

تحكم السقاف بذكرياته ، منحه الشعور بالأمان النفسي والراحة  وبناء مستقبله بواقعية ..

كيف  تمكن الصحفي صالح السقاف من  التحكم بذكرياته وهو الذي كان  كالطيور المهاجرة دائم الترحال  من وطن الى  أوطان  مهما بعُدت المسافات .؟

صالح : البوم الصور  العائلية  القديمة  باللون الأبيض والأسود الذي كانت تحتفظ به  والدتي هو منبع ولادة الذكريات التي منحتني احساساً جميلاً  وارتباطاً وثيقاً  باقارب من العائلة واصدقاء  فارقوا الحياة. منذ  تلك اللحظة بدأت أشعرأن الصور إرث قيم يحفظ بين ثناياه أجمل اللحظات.تلك الوجوه والأسماء لم تتلاشى من ذاكرتي  بالرغم من مشاغل الحياة  ومتاعبها  وأحزانها وأفراحها . من هنا بدأت هوايتي الاحتفاظ  بالصور القديمة وما يقع بين يدي من صور المناسبات التي كنت افتخر بها . لم يقتصر ينبوع الذكريات على  الاحتفاظ بالصور، بل ايضاً الكتب والمقالات الصحفية  كانت تأخذ حيزاً كبيرا في بناء  مستودع الذكريات. في اعتقادي الذكريات ليست عابر سبيل كما وصفته الكاتبة أحلام مستغانمي .الذكريات يمكن استبقاؤها ويمكن اغرائها  بالاقامة بيننا. الموقع الالكتروني .

*هل  كانت مطالعة الصحف والمجلات  في سبعينيات القرن الماضي عاملا مؤثراً  في اهتمامك  بالصحافة ؟

صالح : لم يكن بيتنا يخلو من المجلات والصحف اليومية  التي كان يحضرها والدي توفيق رحمه الله . واظبت واخوتي واخواتي على شراء تلك الصحف والمجلات بعد وفاته . في عمر 12 سنة. كنت احتفظ بقصاصات بعض مواضيع  الصحف والمجلات في دفتر توثيقي خاص ، اسميته ” الدفتر الأسود ”  على غرار الصندوق الأسود .  جمعت في هذا الدفتر  قضايا النزاعات الدولية في ذلك الوقت. منها حرب فيتنام 1964  والنزاع في جزيرة قبرص بين الأتراك واليونانيين والحرب الأمريكية على كوبا وصمود فيديل كاسترو  وحرب اليمن بعد استقلالها والتدخل العسكري المصري 1962-1970  والأطاحة بالرئيس الجزائري أحمد بن بيلا 1965 والصراع بين الهند والباكستان حول  مقاطعة كشمير  والتفرقة العنصرية في روديسيا ( زيمبابوي حالياً) والقضية الفلسطينية .   كنت أحفظ اسماء دول وعواصم العالم  وملوكها ورؤساءها . أحد أقاربي كان يناقشني  في تلك القضايا الدولية  وأنا  اتحدث معه  بثقة وهو مسرور بالنقاش . بالتأكيد  تلك القصاصات التي لازلت أحتفظ ببعضها  شكلت  نفطة البداية لاهتمامي بالصحافة .

*كيف ومتى بدأت الكتابة  للصحف والمجلات ؟

صالح : البداية كانت كتابة عصارة ماقرأته من كتب وتحليلها  وبناء هيكلية   القصة القصيرة  وكتابة خواطر وقضايا اجتماعية.  أودعت تلك الأوراق والكراسات أدراج مكتبي في انتظار النشر. كانت الصحف في ستينيات وسبعينيات  القرن الماضي  لاتنشر الا مايستحق النشر. أول مقال كتبته تم نشره في جريدة  أخبار الاسبوع  في الأردن عام 1971  وكان حافزاً لمواصلة رحلتي مع الصحافة. واصلت الكتابة في الصحف الاردنية. الدستور، الرأي،الصباح، الشعب ومجلة هواة الفنون وغيرها من الصحف حتى عام 1985.

*عملت مذيعاً في اس بي  اس البرنامج العربي لعدة سنوات ،لماذا اخترت العمل الاذاعي ؟

صالح : أنا من جيل الراديو..  

في خمسينيات  القرن الماضي .كان صوت الراديو في كل بيت  وشارع وحارة  ومتجر وسوق يصدح بأصوات مقدموا البرامج الهادفة التي تحمل رسائل  تربوية وتثقيفية  وتعليمية ساهمت  في خلق اجيال على وعي تام بواجبها ومسؤولياتها  تجاه مجتمعها  ووطنها .

في تلك الحقبة كان الراديو  هو مصدرالمعلومات والأخباروالثقافة  والدين والأدب والفن والتربية والتعليم  والتسلية والاقتصاد والرياضة . كل ذلك  قبل انتشار التلفاز وظهور الانترنت وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي التي نشهدها في عصرنا الحاضر .

في عام 1968  ساهمت في فقرة من البرنامج الاذاعي( من قال)  عبر اثير اذاعة المملكة الاردنية الهاشمية. تضمنت المساهمة  أقوال وحكم مأثورة ، كنت جمعتها  من الكتب وارسلتها للاذاعة. حصلت على مكافأة مالية  مبلغ دينار وثمانين قرش أردني. الفوز بتلك المكافأة المالية الرمزية  كان حافزا  لرسم الطريق للعمل الاذاعي .

بدأت  العمل في راديو(2EA)  اس بي اس  عربي 24 حالياً  بداية شهر يوليو  عام 1994  . كان فريق البرنامج  في سيدني يضم   الإعلاميات والاعلاميين  ماجدة عبود صعب ، ماري ميسي ، غسان نخول ، عطية ميخائيل ، حبيب شمص. أنيس غانم.اما فريق رادديو (3EA) البرنامج العربي في ملبورن  يضم  الإعلاميين والإعلاميات  فاروق ياسين ،  حسام شعبو ، سهيلة مرزوق ،  يوسف عيسى ،  ناهد ابوزيد . جانيت حوراني ، انعام بركات ،حسين خلف .

كان العمل في البرنامج العربي لاذاعة اس بي اس  يسير على مايرام ، واستطاع طاقم  العاملين المحدود  أن يقدم أفضل البرامج  والتحقيقات  والمقابلات وكانت البرامج  المنوعة التي تقدم على مدار الاسبوع  تتسم  بالحرفية  الاعلامية المبنية على الطرح الاعلامي الذي يقدم المعلومة والخبر الصحيح و  البحث المستفيض  والاسئلة المطروحة بعناية والتقديم الاذاعي  بلغة عربية  واضحة  تراعي القواعد والنحو  والتشكيل.

هنا يحضرني حديث للمذيع الراحل في اذاعة بي بي سي  كارم محمود يقول فيه : “في الماضي كان الصوت الجميل هو المطلوب لكن في الوقت الحالي باتت الحرفية هي التي تحدد موهبة الصوت أكثر، وهي كفيلة بإخفاء العيوب والنواقص، لكن الخامة ضرورية جدا، وهناك فرق بين الخامة والصوت. فما المفيد في صوت جميل لكن صاحبه لا يعرف كيف يوظفه”.

وأضاف: ” كما أنه ليس هناك من صوت قبيح، هناك أدوات تُمكن صاحبها من الوصول إلى أذن المستمع مثل الإلمام باللغة وببواطن الحروف ومخارجها والتركيز عليها والخبرة تلعب دورا مهما جدا في المجال”.

لقد شهدت تقنيات  البث الاذاعي  تطوراً  مذهلاً على مدى العقود  الثلاثة الماضية  حتى عصرنا الحاضر . تطورت معها  مهارات  المذيع الصحفي الذي بات  يطلق عليه  المذيع أو الصحفي المتكامل أو الشامل الذي يواكب كل تطور تقني ويستخدم أجهزة ومعدات التسجيل  والبث  والشبكات الكترونية ومنصات  التواصل .لقد أصبحت المؤسسات الاعلامية تبحث عن  الصحفي المتعدد المهام Multi tasks Journalist  . لكنني أؤكد جازماً  ان من مارسوا العمل الصحفي الاذاعي من ابناء جيلي كان عملهم متعدد المهام .

استطاع صالح السقاف بعصاميته وطموحة أن يواصل مسيرته  واثق الخُطى  يواجه التحديات بصلابة  تُغلفها  ابتسامته . النجاح والطموح عنده  وجهين لعملة واحدة وهي التميز ، ومن يحصل على النجاح من طموحه فهو الفائز دائما ، ولكن من يمضي عليه الدهر بلا طموح ولا نجاح ، فهذا يعيش بلا هدف ويموت ولا توجد لحياته ذكر.

*لعل ابرز التحديات  التي واجهها صالح السقاف هي العمل  كمراسل صحفي لقناة الجزيرة  في استراليا  منذ عام 2001 -2011. كيف تمكن من التغلب على التحديات التي واجهته في مهمته ؟

صالح : بدأت العمل مراسلاً للجزيرة  في استراليا  عام2002.كانت الانطلاقة  بناء شبكة التعارف والاتصالات  مع الشخصيات السياسية  والاقتصادية والأكاديمية  وقادة منظمات وهيئات المجتمع المدني ومؤسسات القطاع العام  والخاص  وعامة المجتمع الاسترالي . هذه المهام  لم تكن صعبة  سيما وأنني عملت في البرنامج العربي في اذاعة اس بي اس  وكنت على دراية تامة  بمكونات  السياسة الاسترالية  وأحداثها  ومواقفها  وتطوراتها   وصانعي قرارتها .كما أن  علاقاتي  مع كافة اطياف الجالية العربية  وحضوري الدائم للاحتفالات والمهرجانات والمؤتمرات والندوات واجراء اللقاءآت الاذاعية  ساعدت في  تكوين شبكة تعارف ضمت مئات الأسماء لأفراد ومؤسسات  كان  لها  ظهور اعلامي في التقارير الاخبارية التي  قمت باعدادها لاحقاً.

في بدايات عام 2000  شهدت استراليا  تطورات  وأحداث  ساهمت  في جعلها  صانعة للخبر لاناقلة له .انعكاسات هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام2001  ومسارعة استراليا لتقديم دعمها اللامحدود بارسال  قواتها  الى افغانستان للمشاركة في القتال  الى جانب القوات ألامريكية في حربها ضد حركة طالبان في أفغانستان  فيما اصطلح عليه  بالحرب ضد الارهاب . قوارب طالبي اللجؤ  تغزو  الشواطئ الاسترالية ، ومراكز الحجز تغُص بطالبي اللجؤ وسط  احتجاجات الشارع الاسترالي والانتقادات الدولية تضامنا مع طالبي اللجؤ  ووضعهم الانساني ،مما دفع حكومة  هوارد الى تشديد أجراءات حماية حدودها كما قررت  الانضمام للتحالف  الدولي  بارسال قوات  للمشاركة في الغزو الأمريكي على العراق عام 2003. كل هذه الأحداث والتطورات شكلت البدايات لانطلاقة السقاف  كمراسل صحفي  لقناة الجزيرة التي كان شعارها الرأي والرأي الآخر والتي كسرت ايضا هيمنة  كبريات القنوات العالمية التي كانت تبث الأخبار من جانب واحد.

استطاع السقاف أن يوظف  خبراته الصحفية  في اقتناص الأخبار  ليكون  سباقاً  في تغطيتها ، مما اثار  اهتمام السياسيين الاستراليين الذين أطلوا عبر شاشة الجزيرة خلال تلك الفترة ، منهم وزير الهجرة  فيليب رودوك  ووزير الخارجية  الكسندر داوونر ، رئيس حكومة نيو ساوث وبلز  بوب كار ورئيس مجلس العلاقات الاسترالية العربية في وزارة الخارجية  بريندان ستيورات .

ذكريات صالح السقاف على مدى خمسين عاماً لاتنتهي .إنها  ليست ذكريات عابر سبيل  بل هي ذكريات يتحكم بها  ويحتفظ بها  في  الموقع:  https://mediartico.com

رابط النشر –https://arabsaustralia.com/?p=30961

ذات صلة

spot_img