spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

الدكتورة نضال الأميوني- رحماك أيها القدر

مجلة عرب أستراليا- بقلم الدكتورة نضال الأميوني دكاش رحماك أيها...

هاني الترك OAMـ القادمون من غزة يطلبون اللجوء

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتب هاني الترك OAM بلغ عدد...

د. زياد علوش ـ أين الجامعات العربية والإسلامية من الجامعات الأمريكية الداعمة لغزة

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش انتشرت الانتفاضة في...

أ.د عماد شبلاق ـ CFN 24: فيروس جديد (فلسطيني) يضرب الجامعات الأمريكية!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د عماد وليد شبلاق- رئيس...

د. زياد علوش- المدخل الى التنمية

مجلة عرب أستراليا سيدني

المدخل الى التنمية

بقلم د. زياد علوش

المدخل الى التنمية يبدأ بصحيح المناهج الدراسية وتطوير أنظمة تقويم جودة البحث والتدريس.

تعد قضية تعديل المناهج الدراسية وتطويرها دعوة عالمية: حتى تتلائم مع معطيات العصر الحديث بمفاهيم جديدة، إنها من أهم القضايا المحورية في الوقت الحاضر؛ لأنها لبنة أساسية في مكونات الحوار مع الآخر الأساس الضروري لتحقيق استقرار البيئة الحاضنة للتنمية التي تتم بالتراكم بما بات يعرف “إشكالية الأمن والتنمية”. من المعلوم بالضرورة أن العنف السائد في بلادنا على غير رغبة منا جميعا يطيح ولا شك بالتنمية والفرص البديلة الممكنة.

لذا يجب علينا أن نمهد الطريق أمام الجيل المقبل، فنسهل له السبل للتعايش مع الآخر بأسلوب أفضل، وأن نمنحه تعليماً يتناسب مع تطورات العصر الذي يعيش فيه؛ إذ أصبح لزاماً عليه ان يتعامل ويتعايش يومياً مع الآخر، سواء بأسلوب مباشر وجهاً لوجه أم بأسلوب غير مباشر عن طريق الاتصال عبر الإنترنت. فقد أصبح العالم مفتوحاً، ولم يعد من السهل إخفاء الأخبار أو الأفكار أو تمويهها.

لقد استاء كثير من المفكرين العرب ومن المسؤولين عن التربية والتعليم في بعض دول العالم العربي من هذه المطالبة بتطوير المناهج الدراسية، وعدوا تلك المطالبة نوعاً من التدخل السافر في أسلوب تربية أولادنا، وأن ذلك يعد تدخلاً في الشؤون الداخلية للدول العربية، وأنه ليس من حق أي دولة مهما كبرت أو صغرت أن تتدخل في اسلوب تربية الأجيال المقبلة من الشباب وتنشئتها في اية دولة أخرى.

ولكن بعض المفكرين العرب أخذ برأي الغرب، وارتأى أنه يمكن أن نعد تلك المطالبة بتعديل المناهج الدراسية في دول العالم العربي إنما انها دعوة للتطوير؛ لمواكبة التقدم العلمي، والإستفادة من معطيات الغرب من تقدم تكنولوجي وإهتمام أكثر بالعلوم وبالمنهج العلمي وبالأسلوب البراغماتي العقلاني الذي يطبق المنطق في فهم كل الأمور.

من المهم أن يرتبط تصحيح المناهج الدراسية في المراحل الأساسية بتطبيق نموذج أفضل في تقويم جودة البحث والتدريس الجامعي.في سياق الحديث الدائر عن أهمية إصلاح التعليم والبحث العلمي في جامعاتنا اللبنانية تظهر الكثير من الأصوات الواعية المطالبة بتطوير أنظمة لتقويم جودة البحث والتدريس في الجامعات.بما يساعد على خلق روح تنافسية بين الأقسام العلمية، تدفعها إلى التطوير والتنمية وإستبانة أوجه القصور.وربما يحتاج هذا الأمر إلى فرق عمل، من آكاديميين وتربويين، يكون شاغلهم الرئيس هو العمل على خلق أنظمة تقويم تعتمد على الخبرات السابقة في الجامعات الأكثر تقدماً.تكون متوافقة مع طبيعة البيئة الأكاديمية اللبنانية والعربية، المستهدفة بالتطبيق.

ان تطوير البحث العلمي يحتاج الى ترسيخ المفاهيم الأساسية،رغم المزايا الكثيرة التي توفرها أنظمة تقويم جودة البحث والتدريس،التي تساعد على تقدم الجامعات وتطورها، إلا أنه من البديهي أن نذكر أن وجود هذه الأنظمة ليس هو الأساس في تقدم البحث العلمي، والتعليم العالي، وإنما الأساس هو وجود أسس واضحة لمعنى البحث ومغزى التدريس لدى القائمين عليه…لماذا نبحث؟ ولماذا ندرس؟ إنها أسئلة جداً بسيطة، ولكنها حرجة. قد لا تثير إستغراب الكثيرين وخاصة الأكاديميين منهم يذكر أن هناك كثرة ممن وصلوا الى مرتبة “الأستاذية” في جامعاتنا اللبنانية والعربية ليس لديهم مفهوم واضح لهدف البحث العلمي وعوامل نجاحه، فعلى سبيل المثال:في العلوم الطبيعية يتصور بعضهم أن نجاح البحث يكمن في إستخدام تقنيات متطورة، وأساليب تحليل حديثة، من دون أن يدركوا أن هذا يعد عاملاً ثانوياً ،وأن العامل الأهم في البحث هو تناوله نقاطاً جديدة لم يتم التطرق اليها من قبل،أو نقاطاً تم بحثها،وما زال هناك نقص في جوانب معرفية خاصة بها، بحيث أنه من خلال ذلك يمكن للبحث أن يضيف شيئاً الى المعرفة القائمة في مجال التخصص،وتظل التقنيات واساليب التحليل أدوات،وليس أهداف للبحث. والكثير من الأكاديميين أيضاً لن يدهشوا إذا ذكرنا أن هناك من الزملاء من تكون محاضراتهم عبارة عن حصص “إملاء” يقومون فيها بالقراءة من كتاب أو مذكرة، وعلى الطلاب ملاحقتهم في تدوين ما يقرأ عليهم…ولقد ظهرت في هذة الأيام موجة محمودة من داخل الجامعات العربية تحت أسم “تطوير التعليم الجامعي” وهي مبادرة مبشرة وواعدة في كل الأحوال، ولكنها ما زالت تلقى اهتماماً أكبر بالشكل دون المضمون ،فكثير من جهد مشروعات تطوير التعليم منصب على استخدام الوسائل الحديثة في التدريس من عروض كمبيوتر، ومعامل افتراضية، وغير ذلك،

وحتى وقت قريب لم تكن هذة الوسائل متوافرة بجامعات مهمة بالشكل الذي يعطي انطباعاً بأنها اساسية في العملية التعليمية بل إن أقصى ما وجد هو إستخدام المحاضر لجهاز عرض الشفافيات التقليدية مع توزيع أوراق (handouts) تحتوي على النقاط الأساسية للمحاضرات؛لكي يتمكن الطلاب من المتابعة، والى جانب ذلك كان هناك إهتمام واضح بقيام الطلاب بتحصيل جزء من المعلومات بأنفسهم من خلال القيام بالبحوث المكتبية،مع تنظيم زيارات ميدانية موسمية الى بعض الأماكن التي يتم ذكرها في المقرر الدراسي (مدرسة،مستشفى،مزرعة نموذجية،…الخ).إن ما يمكن قوله هو أن الجامعات العربية في حاجة ماسة الى الإسترشاد بالتجارب الناجحة في الجامعات المتقدمة، كذلك فإن تطوير البحث العلمي والتعليم الجامعي يحتاج الى ترسيخ للمفاهيم الأساسية المتعلقة بمعنى البحث والتدريس وآلياته،مما سوف يساعد على تحقيق إستفادة واضحة من تطبيق أنظمة تقويم الجودة وغيرها.

كاتب صحفي مؤلف كتاب “لبنان التنمية آفاق وتحديات” والمدير التنفيذي للأكاديمية الدبلوماسية الدولية في لبنان

رابط مختصر- https://arabsaustralia.com/?p=34177

ذات صلة

spot_img