spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

د.زياد علوش -“قطر” ترفض استغلال وساطتها

مجلة عرب أستراليا- بقلم د.زياد علوش أكد  الشيخ محمد بن...

مارك رعيدي: “الفن والصلاة ليسا سياسة ولا للتحريض”

مجلة عرب أستراليا- مارك رعيدي: "الفن والصلاة ليسا سياسة...

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ.د.عماد شبلاق- فلسفة “التَّقوى”: ليس بالضرورة أنْ تكون مسكيناً أو فقيراً معدماً لكي تكون تقياً!

مجلة عرب أستراليا سيدني- فلسفة “التَّقوى”: ليس بالضرورة أنْ تكون مسكيناً أو فقيراً معدماً لكي تكون تقياً!

بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق

رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية في أستراليا ونيوزيلندا    

ونائب رئيس المنتدى الثقافي الأسترالي العربي

حاولتُ جاهداً  البحثَ عن كلمةٍ مرادفة أو مشابها لكلمة (التقوى–Piety ) فلم أفلح!، والحقيقة أن هناك كلمات متقاربة، لكن لا تؤدي المعنى الدقيق للكلمة إياها مثل: التواضع، والزهد، والتقشف، والمروءة، والورع، وغيرها من مفردات قواميس اللّغة المحلية، والعالمية.

حوارنا اليوم عن (التقوى)؛ لأنها مِحور تحدياتنا اليوم، تحديداً في الزمان العاصف بِقيمنا، وأخلاقنا، ومنهج حياتنا بِغنى عنه منذ سنوات قليلة فائتة التي عرَّفها الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالعناصر الآتية:

  1.  الخوف من الجليل.
  2.  العمل بالتنزيل.
  3.  الرِّضى بالقليل.
  4. الاستعداد ليوم الرحيل.

والحقيقة أنها منهجية أو فلسفة متكاملة لبني البشر على الأرض التي هُيئت له؛ للمعيشة المؤقتة قبل المغادرة إلى دار الحق؛ فالتحديات التي تدور مِن حولنا اليوم شككت  بهذه العناصر، وهل مازال  بالإمكان تحقيقها أو التمسك بها؟ فالعاصفة أو العواصف الفكرية، والأخلاقية، والدينية، والاجتماعية حتى السياسية منها اشتدَّت، وقويت، وربما أطاحت بكثير من المفاهيم، والقيم التي سادت لمدةٍ طويلةٍ بيننا.

مَن هو الجليل؟ وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، والدَّال على عظمة الرَّب أو الإله بِأي دين.

جل جلاله وقدرته المتصرف في أمور الكون، مَن منا اليوم يخاف من ربه سواءً أكان اليهودي أم النصراني أو المسلم؟ ولماذا يخافه؟.

هل ستعاقبه الدّولة أو الحكومة على ذلك التصرف؟

من سيحاسبه اليوم على ذلك؟ كيف تخاف من شيء لا تراه أو تلمسه، وهنا التحدي الحقيقي للإنسان (المؤمن التقي أياً كانت مِلته) وهي أن تعرف بأنّ الله –الجليل- مراقباً لك في كلِّ شيء(من حيث الزمان، والمكان) سواءً أظهرته أم أخفيته؛ بل وعلى العكس تماماً، فقد تم تصويره، وتسجيله بكاميرات، وأجهزة تنصت من نوع آخر ملازمة لهذا المخلوق منذ ولادته أو ربما قبل ذلك (علم الغيبيات).

المرء (التقي Pious ): هو مَن يعلم ويوقن بأنّ الرب الجليل -خالقه، وسيده- يراقبه في أعماله العامة، والخاصة السرية منها، والجهرية على مدار الساعة ليلا ًونهاراً، هذا الصنيع أو العمل؛لحماية الإنسان نفسه من الغش، والخداع، والاحتيال، والكذب بينه، وبين نفسه أيضاً مع الآخرين من حوله.

أما العمل (بالتنزيل)، والمقصود بها: الكتاب المقدس المرسل من الرب بِوساطة رسله  المكرمين؛(موسى، وعيسى، ومحمد) عليهم أفضل الصلوات، والتّسليم.

الكتب السماوية(الزبور، والإنجيل، والقرآن) بمنزلة السياسات، والإجراءات التي تنظم حياة البشر في الأرض, ولابدَّ من إتباعها، والعمل بها؛ لكي يهنأ المرء بِمعيشته في الدنيا، ويرحل سالماً غانماً إلى الدَّار الآخرة، فحقيقة الأمر أنّ الكتب لم تترك شيئاً من أمور بني البشر إلا ووضحته؛(معيشة/رزق/زواج /طلاق/ميراث/سفر/متع/تعلم/قتل/فواحش/صلة رحم/نوم/عبادة/بيع، وشراء /حسد/ … الخ!) فإنّ عمل الإنسان بالتنزيل، وأحسن عمله خالصاً لوجهربه، فقد اتقى الله في أعماله، وفاز بالجنة التي وعد الله بها عباده.

أما الرضى بالقليل؛ فهي فلسفة قائمه بذاتها، مَن منا اليوم يرضى، ويقنع بالقليل في رزقه، وماله، وعياله، وقوت يومه، مَن منا اليوم لا يشتكي مِن قلة موارده المالية، والأسرية، والمعيشية، مَن منا اليوم يكره المال، والجاه/الوجاهة، والشهرة ربما السلطان أو القوة في التحكم في الأشياء.

وهل أنت مستعد للإفصاح عن كل ريال أوجنيه، ودولار اكتسبته بطريقةٍ شرعيةٍ أو لا؟

أو ربما حلالاً أو غير ذلك في حياتك، ومن ثم أنفقته أم خزنته.

وهل حلت البركة عليك، وعلى أولادك، وأهلك؟

المرء (التقي) يدرك تماماً مغزى هذا الكلام، وتِبعاته. وربما فضل- في بعض الأحيان-أنْ يموت فقيراً أو مسكيناً لا أن يموت غنياً بخيلاً أو متذمراً شاكياً طوال وقته من سوء حاله، ومعيشته؛ غالباً ما تتناسى هذه النوعية من البشر أمر توزيع الأرزاق، والمعيشة(سيسأل المرء عن ماله فيما اكتسبه، وكيف أنفقه! فهل أنت مستعد لذلك؟) بين البشر في الحياة الدنيا.

وأخيراً، مَن مِنا استعدَ لِرحلته النهائية (ذهاب أو اتجاه واحد فقط لا غير!)؛ فالاستعداد ليوم الرحيل هو الفصل الأخير من منهجية (التقوى)، فلسفة واضحة المعالم بإنهاء المدة الدنيوية محدودة الزمان، والمكان،

فهل تزودنا لهذا اليوم؟

وما الذي ستزودنا به من أعمال صالحةٍ نقابل بها خالقنا، وسيدنا في يوم التلاقي {وتزودوا فإنّ خير الزاد….} لم يقل المال أو السلطان، وكثرة الأولاد، والقصور… بل قال … التقوى) جل جلاله في علاه.

الاستعداد ليوم الرحيل: هو خلاصة الأعمال الدنيوية للإنسان أو نهاية الرحلة المؤقتة له في الدنيا– دار الاختبار للجنة أو إلى النار- فهل اتقينا الله وعملنا بمنهجية(التقوى)؟!

وماذا خططنا لرحلة العودة؟!

هل راجعنا النفس يومياً لمحاسبتها على التقصير، والإثم، والعصيان؟

هل تعاملاتنا مع الآخرين بعيدة عن الحلم،والمحبة، والتسامح؟

هل  قترنا على زوجاتنا وأولادنا وحرمناهم من مستحقاتهم؟

هل كنا من الأبرار بالأهل والأرحام؟ ومحبين لمن حولنا من مخلوقات الله،هل… وهل .. هل وضعتَ خطةً الإستراتيجية لمقابلة المولى  لما فعلتَ في الدنيا عند لقاء المدير المباشر؟

اللهم ارحمنا برحمتك، وسامحنا عن تقصيرنا، ولا تؤاخذنا إنْ نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقةً لنا به، وارحمنا أنتَ مولانا.

…والله المستعان…

Edshublaq5@gmail.com

رابط مختصر- https://arabsaustralia.com/?p=25061

ذات صلة

spot_img