spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ.د.عماد شبلاق ـ الشعب يريد تعديل النظام!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق-رئيس الجمعية الأمريكية...

كارين عبد النور- الحسم لـ”الدونكيشوتية” والفرز السياسي في “مهندسي بيروت”

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «ما رأيناه...

عباس علي مراد ــ رسالة من كتابات محمد الماغوط

مجلة عرب أستراليا سيدني- رسالة إلى محمد الماغوط

بقلم عباس علي مراد

الشاعر السوري محمد الماغوط في كتاباته يرثي حال الأمة وهذه الرسالة الإفتراضية هي من وحي كتاباته بعدما وصل ما وصل إليه حال العرب
عباس علي مراد

أكتب إليك حتى تطمئن أن الوطن لا يحتضر، لأنه لم يعد لنا أوطان لندخل ونخرج من سجونها أو ننتظر على حواجزها الثابتة والمتنقلة.

اطمئن، لم يعد هناك مقهى نتسكع فيه أو على جوانبه فوق أرصفة المشوار.

اطمئن، اطمئن لقد أصبحنا نتسكع في طوابير الذل على محطات البنزين، على أبواب الأفران، على مداخل المستشفيات، أصبحنا نحلم بحبة دواء، برغيف خبر، أصبحنا نحلم بليتر من البنزين.

قالوا لنا ادخر قرشك الأبيض ليومك الأسود وكنا نسمع أن اللصوص يسطون على محلات المجوهرات والبنوك. اطمئن لقد أصبح اللصوص يتمترسون خلف زجاج البنوك ويستأجرون رجال أمن خاص ليمنعوا أصحاب الودائع الحصول على أموالهم وجنى عمرهم هذا اذا ما وجدت ولم تسرق.

أطمئن، قبل أن ترحل كنت تثور غضباً إذا ما رأيت شواذاً، فها نحن في زمن أصبح فيه الشواذ هو الأساس، كنا نطالب بكهرباء 24 على 24 وأصبحنا اليوم نطالب أو نحلم ببضع ساعات من التغذية حتى لا تتلف الأطعمة في ثلاجاتنا. أما حليب الأطفال فقد أصبح عملة نادرة إلا لمن رحم ربي.

اطمئن كنت تعتقد أن مستقبلنا مظلم، فأصبحنا نعيش في بحر من الظلمات في حاضرنا، أما المستقبل فأصبح فعلاً منسياً ممنوعاً من الصرف. وأنا هنا لا أتحدث عن سعر صرف الدولار الذي تعدّدت ألقابه وتسعيراته من سعر المنصة إلى السعر الرسمي، سعر السوق السوداء، سعر السحب، سعر المواد المدعومة. ولا اريد لك أن تشعر بالممل سأكتفي بهذه الأسعار والتسعيرات.

اطمئن كنت تفكر بإعادة جدولة همومك، أما في أيامنا لقد أصبحت الهموم جدول أيامنا، فالهم الصحّي والهم التعليمي، والهم الإقتصادي والمالي أطاحوا بهموم الوحدة والحرية واليمين واليسار والعرب والعجم.

اطمئن فالزمن الذي كان فيه الإعلام والإعلاميون يتملقون للحكام قد ولّى وأصبح للإعلام دور جديد هو نهش ما تبقى من جسد الأمة.

اطمئن إلى جامعتنا فقد فرّخت فروعاً في كل البقاع لكنها لم تعد تجمع، وأصبحت مراكز ثقافة التفرقة فلكل طائفة ومذهب صرح جامعي عفواً صرح تفرقة.

اطمئن كنت تعتقد أنهم يريدون أن يخرجوك عن طورك فخرجت حتى من بيتك، اطمئن فلم يتغيّر الكثير وما تغيّر ليس نحو الأحسن بل نحو الأسوأ أو الأكثر سوءاً.

اطمئن ان مفاضلتك بين الربح والخسارة ما زالت بخير. اطمئن فلم تثبت الأسعار ولم تقضي على البطالة ولم نمحُ الأمية ولم نوفّر الخبز والكساء لكل إنسان، ودمّرت مساكننا وتشردنا وانتشرت جثث موتانا على صفحات المحيطات وأعالي البحار.

أخيراً، شاعرنا الكبير إذا ما أردت المزيد من الإطمئنان عما نحن فيه وما آل إليه حالنا فيمكنك البحث عبر محرك غوغل عن عنوان يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.

رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=19374

ذات صلة

spot_img