بقلم الكاتب زياد العسل
مجلة عرب أستراليا- سيدني –قرأت منذ أشهر خطابا لمسؤول اثيوبي رفيع المستوى يخاطب شعبه قائلا :اذا ضللتم على ما أنتم عليه
سنصبح مثل دولة آسيوية اسمها لبنان ,ومنذ تلك اللحظة وأنا مصاب بخيبة أمل كبيرة ,اذا وجدت نفسي معتذرا من كل الأدباء الفلاسفة والمفكرين ,ومن فيروز صباح ووديع الصافي ,من عظماء ونخباء وشهداء هذا البلد الذين لو عاشوا لمثل هذه الأيام لقرروا بما لا يقبل الشك انهاء حياتهم بشتى الطرق الممكنة
إحدى أبرز اسباب الحالة المتردية هو موجات الكذب والخداع والنفاق الوطني الذي نمارسه يوميا على بعضنا البعض بمسميات الوحدة والشراكة والعيش المشترك ,وسوى ذلك من الأسماء الرنانة التي نضعها في خزانة لغتنا لاستعمالها عند كل مشروع سمسرة او سرقة للوطن وللمال العام وتقاسم ثرواته.
ففي إحدى اللقاءات التي شاركت فيها في تغطية لقاء عن ضرورة تحول لبنان لدولة مدنية ,اذكر حينها واللقاء ليس ببعيد أن أحد الموجودين الذي أطرب آذاننا بأهمية الدولة المدنية ,قد قام نفسه بشتم آخر من منظار تحليل أنه اساس لطائفته في كلامه مع العلم أن الأخير لم يأت البتة على هذا الأمر أو حتى التلميح إليه.
اضافة لذلك ثمة مصطلح يستفزني كثيرا ويشعرني بالقهر ويشعل غضبي بشكل جنوني ألا وهو الديمقراطية التوافقية ,فكيف يمكن الجمع بين مصطلح الديمقراطية والتوافقية في آن ؟ هذان المصلحان لا يتوافقان البتة فالتوافق شيء والديمقراطية شيء آخر مختلف تماما ,لكن عظمة العقل اللبناني جمعتهم ليصبح المصلحان دليلا على أمر واحد لا غير ألا وهو أكبر عمليات الكذب في التاريخ تحت مسميات ذكرتها آنفا
رهاننا الوحيد في جمهورية هوليود على حركية التاريخ التي أثبتت أن الشعوب مهما طال تخلفها لا بد لها أن تنهض لتدرك أن لا حل سوى الإنسان نفسه بنعزل عن طائفته ومذهبه ,علنا ندرك أننا حقا وطن الرسالة ونثبت أن ما قاله المسؤول الأثيوبي كان بعد كاس خمر.
رابط مختصر…https://arabsaustralia.com/?p=11950