spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ.د.عماد شبلاق ـ الشعب يريد تعديل النظام!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق-رئيس الجمعية الأمريكية...

كارين عبد النور- الحسم لـ”الدونكيشوتية” والفرز السياسي في “مهندسي بيروت”

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «ما رأيناه...

الإشكاليات مابين المجتمع والدولة

مجله عرب استراليا – سدني – الإشكاليات مابين المجتمع والدولة

 إعداد : الكاتبة والاعلامية علا بياض –رئيسة تحرير مجلة عرب أستراليا

أثبت التاريخ فشل كلّ المحاوالت التي أرادت إلغاء  التنوع والاختالف من أجل دين واحد أو ثقافة واحدة أو مذهب واحد، بل إن  الحفاظ على هذا التنوع هو  مصدر قو ّة المجتمعات المتحضرة.

لم يكن العالم العربي بحاجة أكثر من اليوم لعقود اجتماعية جديدة، تتم قوننتها عن طريق دساتير جديدة تعترف بالمواطنة المتساوية الحاضنة للتنوع، المطلوبة للمجتمع .

المواطنة الحاضنة للتنو ع الثقافي  هي نتاج قبول التنوع ضمن المجتمع الواحد، وتحفيز الحوار والتفاعل الحضاري  بين مكو ناته في سياق الحياة العامة، من خلال اعتباره مصدر تعزيز الى التعايش المشترك واعتبار الشراكة مع المواطن آلاخر، على الرغم من اختلافه الثقافي  أو الديني، جزءا ً من عملية بناء الذات الفردية والمجتمعية.

الثقافة تمثل حاضنة أساسية للتغيير، ولا يمكن إنجاز مشروع تغيير حقيقي، ناجح ومتواصل، دون بيئة ثقافية صالحة، ودون اعتراف بالآخر واحترام خصوصياته فالثقافة تمثل الوعاء الذي يمكن أن تزدهر فيه التنمية، وهي القدم الثانية التي يمكن للمجتمع أن يسير عليها على طريق التقدم.

لقد ظلت الثقافة العربية السائدة تنكر التنوع الثقافي وتتجاهل وجود ثقافات فرعية، وأحيانا تسعى لتدجينها أو احتوائها، بما يؤدي إلى إضعاف وحدة المجتمعات وتماسكها الاجتماعي.

لا سبيل للخلاص من آفات الحاضر دون تفكيك الموروثات الثقافية والدينية البائدة وبناء مواطنة جامحة وحاضنة للتنوع تعطي ضمانات للجميع كأفراد وليس فقط كجماعات سواء كانوا أكثرية عددية أو سياسية

ويُعد تعزيز مكانة المرأة في التقاليد الثقافية لمجتمعات المنطقة، من مستلزَمات تحقيق مواطَنة حاضنة للتنوع الثقافي؛ إذ سيمكن هذه المجتمعات من كسب قوة إضافية وأساسية للتنوع، من حيث قدرته على تكوين رأس مال بشري لا يَنفد.لذا، ينبغي جعل حضور المرأة في المجال العام، والدفع بالمساواة ومقاومة التمييز .

المواطنة لها  مقومات تُبنى ولكي تكتمل شروط المواطنة وتؤدي دورها المنشود بشكل فاعل ولعمل على مؤسسات التنشئة السياسية والاجتماعية وعلى رأسها مؤسسات التعليم.

ـ مع بزوغ عصر العولمة وثورة المعلومات تكونت قناعة لدى التربويين أنه لا يمكن للتربية المعاصرة أن تحقق أهدافها ما لم يلحظ النظام التعليمي إصلاحاً وتغيراً ملحوظاً، حيث يعد تطوير المناهج التربوية، وتوفير مناخ محفز ومنفتح وديمقراطي داخل الفصول الدراسية أمرين أساسيين لإقامة نظام تعليمي يدعم تربية مواطنين قادرين على العمل الجماعي و لتكون بذلك المناهج رحماً يتكون داخلها ويولد منها جيلاً ونشئاً تربى على مبدأ المواطنة الفاعلة.

ـ الجامعة يعد دورهـا  فاعل فـي بناء المواطنة الفعالة كأساس للتماسك الاجتماعي القائم على قبول التنوع والـنـجـاح فـي إدارتــه. وربـمـا مـن مكامن قوة التعليم الـعـالـي أنـه يضم  نخبا فكرية  وشـبـابـا لـديـه رغـبـة فـي التغيير. فليس هـدف الجامعة مجرد إعـداد الطالب لسوق العمل فحسب، ولكنها تسعى إلى إعـداد الطلاب للانخراط في الحياة العامة.

ـ  الإعلام  ودوره في تعزيز التعايش السلمي والمواطنة المشتركة. وسائل الإعلام وسيلة لتداول وجهات النظر المتعددة وإسماع الأصوات المختلفة، مما يتيح الممارسة الفعلية للمواطنة مثل المشاركة والنقد والانتخاب. فالمواطن الواعي بإمكانه المساهمة على نحو أفضل وبنشاط أكبر في عمليات صنع القرار في مجتمعه.

وأيضا وسائل التواصل الاجتماعي يجب ان يكون له دور إيجابي ويجب ان يكون دور للحكومات في حذف خطاب الكراهيه من وسائل التواصل إما من خلال إيجاد أتفاقيه مع  شركات  الامن او من قبل الدوله .

مما لا شك فيه أن بناء السلام وترسيخ قيمة التسامح في المجتمع مرهون بعدد من الـشـروط على رأسها العدالة وتـكـافـؤ الـفـرص بين كـل المواطنين بغض النظر عـن أي اخـتـلافـات. كما أن إدراك التنوع ً للحياة الإنسانية وللمجتمع، هو السبيل لتكريس قبول الاختلاف وقبول الآخـر والاستعداد للحوار معه.

أن العقل العربي يحتاج الى جمع الشتات والإصلاح والخروج بتصورات جديدة، للتخلص من الصراعات والخلافات القديمة والبحث عن هوية موحدة عربية مشتركة قائمة على التسامح والتنوع تستطيع التعايش مع هويات أخرى للبحث عن مشترك لما يمكن أن نسميه مواطنة عالمية تستند للإنصاف والمساواة والعدالة الاجتماعية والسلم المجتمعي، لجني مردود السلم الاجتماعي وآثاره الإيجابية، ففي ظله يمكن تحقيق التنمية والرخاء والازدهار، حيث يتّجه الناس صوب البذل والبناء والإنتاج والعطاء، و تتركز الاهتمامات على المصالح المشتركة، وتتعاضد الجهود والقدرات والمهارات في خدمة المجتمع.

نشر في جريده التلغراف الاستراليه المطبوعه

رابط مختصرhttps://arabsaustralia.com/?p=10487

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ذات صلة

spot_img