spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

أ.د.عماد شبلاق ـ هل تمنيت يومًا أن تكون أنثى؟

مجلة عرب أسترالياـ بقلم أ.د. عماد وليد شبلاق ـ رئيس...

هاني الترك OAM ـ أستراليا والفضاء  

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب هاني الترك OAM تجري جامعة...

فؤاد شريدي ـ طوفان الأقصى وطوفان نوح

مجلة عرب أستراليا ـ بقلم الكاتب فؤاد شريدي السابع من...

د. زياد علوش ـ تحية إلى لبنان: الصامد في وجه المحنة

مجلة عرب أسترالياــ بقلم د. زياد علوش نداء للتضامن تضامنا مع...

أ.د.عماد شبلاق ـ غلاء المعيشة وحلول الهندسة القيمية !

مجلة عرب أسترالياـ بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق ـ رئيس الجمعية...

أ.د.عماد شبلاق ـ غلاء المعيشة وحلول الهندسة القيمية !

مجلة عرب أسترالياـ بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق ـ رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا ونائب رئيس المنتدى الثقافي الأسترالي العربي ـ وعضو الهيئة الإدارية بمجلة عرب أستراليا  

الهندسة القيمية (Value Engineering) هي منهجية إدارية فعّالة تعتمد على فريق عمل متخصص ومنظم لحل المشكلات. تهدف إلى تحقيق التوازن الوظيفي Functional balance)  (بين الأداء والجودة والتكلفة لأي منتج أو مشروع أو عملية (SAVE-Int., 2017، الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية).

أما غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، سواء في سيدني/أستراليا أو عمان والرياض، أو في الولايات المتحدة وسنغافورة، فقد أصبح ظاهرة عالمية تفاقمت بعد جائحة كورونا (كوفيد-19) والحرب الروسية الأوكرانية، وتستمر حتى يومنا هذا. في أستراليا، تواجه الحكومة (العمالية) تحديات كبيرة بخصوص ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية والإسكان والصحة والتعليم والمواصلات، حيث بلغت نسبة الزيادة في بعض الأحيان حوالي 35%، وخاصة في ولايات مثل نيو ساوث ويلز وفيكتوريا وكوينزلاند، التي تأثرت بشكل كبير.

إذا تناولنا قطاع الإسكان كمثال، نجد النقاط التالية:

  1. تزايد فجوة العرض والطلب لصالح الطلب، حيث تزايد عدد المستأجرين والراغبين في شراء المساكن نتيجة لدخول أعداد متزايدة من المهاجرين.
  2. ارتفاع أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي لأكثر من 13 مرة خلال هذا العام، مما تسبب في ضغوط كبيرة على المقترضين من حيث سداد الأقساط.
  3. الارتفاع العالمي في أسعار مواد البناء، بالإضافة إلى نقص العمالة المؤهلة في سوق العمل.

قد تكون هناك أسباب أخرى لم تذكر، ولكن هذه تعد الأهم والأكثر تأثيرًا. إذا ما استخدمنا منهجية الهندسة القيمية كمقترح لحل بعض من هذه التحديات، فإن البداية تكون من التصميم الهندسي، وهو عادةً من مسؤوليات المكتب الهندسي (Design Office). ومن هنا، لاحظت العديد من النقاط التي تستحق الاهتمام لتفادي التكاليف العالية وغير الضرورية، مثل:

  1. وجود هدر كبير في المساحات (Spacings )وعدم استغلالها بشكل اقتصادي جيد نتيجةً للوظائف المطلوبة ( Required functions).
  2. تزايد عدد الأعمدة الإنشائية (Structural columns)  وكبر أقطارها ،  ( الارتفاع والسماكة) خاصة في الوحدات السكنية المكونة من 2-3 طوابق.
  3. استخدام مواد تشطيب ذات جودة منخفضة لا تدوم طويلاً في عمر المبنى، مما يتجاهل مبدأ الاستدامة( Sustainability ).

عادةً ما تتم دراسات الهندسة القيمية بعد الانتهاء من مراحل التصميم الأولية أو ما قبل النهائية، للوصول إلى أفضل النتائج في تقليل التكاليف. وبعد ذلك، تأتي مرحلة البناء والتشغيل والصيانة، حيث يجب على المقاول أو الباني (Builder) أن يشارك في تطبيق منهجية الهندسة القيمية كجزء من فريق متكامل مع المصمم والمالك، لتقديم حلول وبدائل إبداعية قد تكون مربحة أيضًا.

وبالنسبة لاختيار البدائل المتعلقة بالسكن، مثل الاستئجار أو الشراء، فسيكون هذا موضوعًا للحلقات المقبلة بإذن الله.

أما فيما يخص قضية ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، من غذاء ودواء وكماليات، فيمكن إعادة هيكلة استهلاك الفرد أو الأسرة من خلال:

  1. مقارنة الأسعار بين مقدمي الخدمات (مثل السوبر ماركت: كولز وويليز وغيرهما)، حيث يوجد تفاوت كبير في الأسعار عليك البحث دائما للفروقات.
  2. التخلص من العادات الاستهلاكية السيئة، والبحث عن البديل الصحي الأفضل، فالكمية ليست دائمًا الأفضل بل الجودة ابحث عن النوعيه.
  3. المقاطعة الجماعية لبعض المحلات والسلع ذات التكلفة العالية، لإعادة النظر في تسعيرهاوجعلها متوفره لكافه الطبقات من الاسر والافراد.
  4. إعادة النظر في الأولويات، فالأهم ثم المهم، وقد لا يكون التخزين مجديًا في بعض الأحيان.
  5. التوعية المنزلية بالتخلص من العادات الغذائية الضارة بالصحة ، مثل الإفراط في تناول السكريات والمشروبات الغازية، لتقليل نفقات العلاجات والوقاية من مشاكل السمنة وغيرها.

في الختام، لم نوفي حق العديد من التطبيقات الخاصة بأسلوب الهندسة القيمية، التي تهدف إلى استخدام وظائف الأشياء   (Functions  )  بشكل صحيح للوصول إلى أفضل النتائج. ونتمنى في مناسبات قادمة استعراض المزيد من التجارب والتطبيقات، خصوصًا في مجالي التعليم والصحة في أستراليا. حاليًا، يتم تطبيق هذه المنهجية التي بدأت في الولايات المتحدة عام 1947 في أكثر من 45 دولة حول العالم. والله المستعان.

Edshublaq5@gmail.com 

رابط النشر –https://arabsaustralia.com/?p=39382

ذات صلة

spot_img