مجلة عرب أسترالياــ بقلم د. زياد علوش
“ما حدا أكبر من بلدو”
كاد فساد الاستذئاب السياسي يفتك بلبنان واللبنانيين وهو يعبر بهم في ممرات على شكل متاهات لا تنتهي.
آن زمن المرحمة وقد انتظرته الأجيال طويلا ، زمن احتضان اللبنانيين لبعضهم البعض وقد عانوا جميعا مقيمين ومغتربين مرارة التفرقة والتناحر والخذلان.
تستحق التضحيات اللبنانية العظيمة ومن كل أبنائه في سبيل وطنهم ان يكون لهم دولة تتصف بالعدالة والإنتاج.
لبنان المنتصر لا مهزوم فيه بالداخل هو الذي يستقر ويستمر وينمو ويزدهر
حذاري إلا نرفع دمائهم بالإنجازات والصفح والغفران ونحن نتطلع إلى الأمام فنلم شعث حاضرنا ونصنع مستقبلنا متحدين بتنوعنا
الكل منتصر لا مهزوم بيننا ثمرة لكل التضحيات التي استشهد من أجلها اللبنانيون وهم كثر سواء اجتهدوا فأخطأوا أو أصابوا لا شي يعوضهم اكثر من انهم قد افتدوا وطنا قائما على التعاضد والمحبة بين أبنائه مستقرا زاهرا بالعلم والأخلاق والفضيلة زاخرا بأجياله الواعدة.
بالتأكيد التحليل السياسي ليس انشائيا أو انطباعيا وإسقاط للأماني والأحلام والأمنيات على الواقع فالتاريخ قاس جداً خصوصاً في محيط لبنان الجيواستراتيجي وما لحق ببنيويته داخليا منذ العام 1975 حتى الآن.
ادراك الدولة المنشودة يتطلب وعي أن الجميع أقلية متفرقين وأكثرية مجتمعين والكل خاسر باستقواء ردة الفعل وقوة اللحظة وفائض أوهامها ويتطلب جرأة اغتنام الفرص البديلة الممكنة من فم الأنا القاصرة والوحش الخارجي وقد كشرت الصهيونية ومن في معناها التي تريد تدمير لبنان عن انيابها المسمومة.
صناعة التاريخ اللبناني الجديد تتطلب وعيا لكل أطروحات المرحلة السالفة والقول كفى بشكل عملي وأن الحروب والمعارك الداخلية وغياب الدولة كانت لحظات عظيمة لأننا كشعب متحضر لن نكررها وقد خبرنا ساديتها ومآسيها.
رابط مختصر ــhttps://arabsaustralia.com/?p=39309