spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

أ.د.عماد شبلاق ـ هل تمنيت يومًا أن تكون أنثى؟

مجلة عرب أسترالياـ بقلم أ.د. عماد وليد شبلاق ـ رئيس...

هاني الترك OAM ـ أستراليا والفضاء  

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب هاني الترك OAM تجري جامعة...

فؤاد شريدي ـ طوفان الأقصى وطوفان نوح

مجلة عرب أستراليا ـ بقلم الكاتب فؤاد شريدي السابع من...

د. زياد علوش ـ تحية إلى لبنان: الصامد في وجه المحنة

مجلة عرب أسترالياــ بقلم د. زياد علوش نداء للتضامن تضامنا مع...

أ.د.عماد شبلاق ـ غلاء المعيشة وحلول الهندسة القيمية !

مجلة عرب أسترالياـ بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق ـ رئيس الجمعية...

الدكتورة نجمة حبيب ـ خوفٌ وطمأنينةٌ وقصصٌ أخرى

الدكتورة نجمة حبيب
الدكتورة نجمة حبيب

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الدكتورة نجمة حبيب

خوفٌ وطمأنينة 

في زمن الوباء زارني الخوف متسائلاً:

– من أين جاءتك هذه الطمأنينة في زمنٍ ساد فيه الخوّافون؟

فاجأني السؤال وحرت جواباً . . . أنا لا أخاف ونقطة على السطر. كلّ ما أعلمه أنّني عندما كنت صغيراً كنت أصنع طائرات ورقيّة مزركشة وأطلقها في الفضاء لأشاكس طائرات الأباتشي، وعندما صرت يافعاً قذفت دبّابة الميركافا التي جاءت تهدم منزلنا بالحجارة. ولا أعلم كم كان لي من العمر عندما رأيت جدّتي تتحزّم بحزامٍ ما وتقتلع من جاؤوا لاقتلاع زيتونها. . .

لملم ذيله. . . ارتعد مزمجراً وقال: “بفرجيك”.

لا خبر من الغرب يسرّ القلب

المرأة التي تعدّت السبعين ببضع خطوات، استفاقت هذا الصباح على تفاؤل. طالعتها المرآة المنتصبة قبالتها بما قنص بعض تفاؤلها: عينان تقلّصت فتحتاهما كقميصِ صوفٍ أُسْقِطَ بعنفٍ في ماء يغلي. جبهةٌ شوّهتها خربشاتُ طفلٍ عابثٍ بقلم رصاص. عُنُقٌ متهدّلٌ كعرف ديك روميٍّ كسول.  شعرٌ ذَهَبَ بريقُهُ وتقصّفت خصلاته كفرشاةٍ أنهكها الاستعمال. امتلأتْ غيظاً. تساءلت، هل غزتك كلّ هذه البشاعة بين ليلة وضحاها يا تعسة؟

أجابتها مرآتها بابتسامةٍ ملتويةٍ هازئةٍ لا تشفي غليلاً. صفقت باب الغرفة لتواجه يومها بفنجان قهوة يعيد لها حسن المزاج فاستقبلتها نشرة أخبار الحرائق المرعبة التي تجتاح نيوساوث ويلز:

– يا فتّاح يا عليم. الشاشة تعرض صور الدّمار في سوريا وليبيا وبلاد الرافدين.. تمتمت: شبّان بلادي لم يكملوا “عبور الجسر إلى شرقٍ جديد”، استداروا وعبروه غرباً…

هو أحاديُّ الهوى أحاديُّ الانتماء

ممتلئٌ بعروبته حدّ التخمة

ذات ربيع عكّر صفو كبوته تهليلات صاخبة. شاشة التلفزيون على وسعها تعرض مشاهد لعربٍ مهلّلين مبتهجين يرفعون صور جورج بوش وكونداليزا رايس في شوارع البصرة والكوفة وبغداد… اكتأب اكتئاب عبد الرحمن في حين تركنا الجسر.

ذات ربيعٍ آخر استفاق على طرقٍ عنيفٍ على الباب يُغْتَصب قبل الوصول إليه بثوان.

يفغر فمه دهشةً… كانوا رفاق الأمس. . كانوا ممّن هلّلوا معه للعروبة وللكفاح المسلّح ولتحرير فلسطين.

– تفضّل معنا. الريّس عايزك قال أحدهم.

– أنا مسالمٌ محبٌّ لجيراني أسندهم ويسندونني.. فما هو ذنبي؟!

– من خلفه جاء الجواب متهكّماً: ذنبك أنّك فلسطيني و..

أحسّ نفسه عارياً من “الاسم من الانتماء” في مدينة عشقها حدّ الثمالة، منكسراً انكسار إبراهيم، ولكن بلا إله رحيم ينقذ رقبته من حدّ السكّين.

تقمّص

كالزوجة الخائنة عندما يعذّبها ضميرها رحت أصطنع مراضاة منفاي الجديد. عكفت على  أدبه أنقّب في ثناياه عمّا يشبهني.

في أدب السكّان الأصليّين “الأبوريجينيين”، أكلت السمكة المحرّمة مع “زوجات نارونداري” تحمّلت معهما قصاص الروح العظمى ودفنت في القبر المائيِّ البارد، ومثلهما برّأني الرجل الطاهر من خطيئتي، وطار بي صعوداً صعوداً إلى أن وصلت أرض الخلود. صرت نجمة أنير ظلمة الليل وأهدي الضالّين إلى الصّراط المستقيم.

وهمستْ في منامي عــزَّة (صاحبة قولي الجميل)
ما زِلْتِ كجدّتكِ: العيال أوّلاً. الواجب أوّلاً. العشير، الأخ، الصديق، رفيق الدرب العابر، مضافات الفايس بوك… المطبخ، منشر الغسيل، صبغة الشعر، التجاعيد…  كلّهم أوّلاً.  كنت تقولين لي: “التالي للغالي”، فأصبر وأتعزّى… ووصلتِ السبعين، ففرحتُ وقُلتُ جاء دَوري، ولكنّك أنت ما زلتِ أنتِ، لم تغيّرك السبعون. فقط أصبحت تحسّين بعقدة الذّنب.

رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=39090

ذات صلة

spot_img