مجلة عرب أستراليا- بقلم الدكتورة نضال الأميوني دكاش
رحماك أيها القدر، أرأف بحال الضعفاء والمغلوب على أمرهم لأننا نحيا في زمنٍ القوي فيه هو المسيطر فهو قويٌ ربما بظلمه، وربما بخداعه، وربما بخيانته، وربما ببطشه، وربما لأنه لا يأبه بقانونٍ ولا بعدالة، ولا بدينٍ ولا بديان، وبات الإنسان يعيش في عالمٍ من العجائب والغرائب، يتصرف بوحشية، أين الإنسانية في الإنسان وما الذي يميزه عن الحيوان، أليست تلك الإنسانية التي تجعله يشعر مع أخيه الانسان، يتألم لألمه، يحزن لحزنه، يفرح لفرحه.
لقد أودعت الحياة في قلب كلٍ منا حبة خيرٍ صغيرة. فلماذا لا نستثمرها لنتغلب على الشر المحدق بنا، ولنعيش التفاؤل بالغد الواعد بدلاً من حياةٍ يعشش الذل والقهر والخيانة فيها، وبات الانسان يعيش كسلعة تباع وتشترى ولا أحد يقيم وزناً لمشاعره، وأحاسيسه، لوجدانه ووجوده على هذه الأرض الطيبة المعطاء، والتي جعلها الانسان بحبه للشر مرتعاً للجرائم والكراهية وللباطل وللعبث بالاخر وللطغيان وحب السيطرة.
فلماذا لا تتحد الإنسانية جمعاء وتدافع عن حقوق الإنسان وقد قال غاندي:”عندما أصاب باليأس أتذكر إنه على مر الزمن إن طريق الحق والمحبة إنتصر على الدوام، كان هناك طغاة وقتلة يبدو أنهم لا يقهرون. لكن في النهاية يسقطون كلهم.” فما ضاع حقٌ وراءه مطالب، ولا أوصلت طريق المحبة إذا سلكها الانسان إلا إلا النور والخير والحق.
أما علي بن ابي طالب فيقول:”حين سكت أهل الحق عن الباطل توهم أهل الباطل أنهم على حق”. فيا أيها الإنسان إنتفض، تحرك، دافع عن حقك، قل كلمتك، لا تخف، تحقيقاً للعدالة الإجتماعية .
فما سقط حقٌ، وما انطفأت نور العدالة يوماً إذا حملنا المشعل بكل إصرارٍ وعزمٍ مطالبين بهما كسيفٍ يمحق الباطل وكنورٍ يضيء الظلمة في الليالي الحالكة.
تعزيزاً للروابط الإنسانية، وكون العصر الذي نعيش فيه أحداث وتغيرات واضحة في القيم والمعايير وأنواع العلاقات وهذا التغيير يطرح تحدياً لمختلف مكونات المجتمع لمواجهة هذا والتصدي للمتطلبات بشكلٍ تعاوني مع الحفاظ على القيم والعادات التي تشكل جزءًا مهماً من هوية الانسان وتعزز الإنتماء الإجتماعي والإنساني، فينفض عنه غبار التقاليد البالية التي تكبل حياته لأن الانسان مطبوعٌ بالبيئة التي يعيش فيها ويرتبط بها إرتباطاً وثيقا.
رابط النشر-https://arabsaustralia.com/?p=36997