spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 46

آخر المقالات

كارين عبد النور- قصّة أنف نازف… وإبرة وخيط

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «فتنا على...

د. زياد علوش- قرار مجلس الأمن الدولي”2728″يؤكد عزلة اسرائيل ولا ينهي العدوان

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش تبنى مجلس الأمن...

هاني التركOAM- البحث عن الجذور

مجلة عرب أستراليا-بقلم هاني الترك OAM إن الانسان هو الكائن...

إبراهيم أبو عواد- التناقض بين الحالة الإبداعية والموقف الأخلاقي

مجلة عرب أستراليا-بقلم الكاتب إبراهيم أبو عواد الإبداعُ الفَنِّي يَرتبط...

د. زياد علوش ـ”إسرائيل”عالقة في وحول فشلها وفظائع مجازرها

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش تتواتر التهديدات الإسرائيلية...

الإسلام السياسي قراءة في العمق.بقلم عبد العزيز مطر

مجلة عرب استراليا-سيدني-الإسلام السياسي مصطلح يطلق على الطريقة التي تتعاطى بها الحركات الإسلامية لتحقيق أهدافها غير المعلنة عبر أشكال علاقتها بالدولة والمجتمع وهذه الطريقة أجمع الكثير من الساسة والمفكرين المعاصرين على إطلاق مصطلح الإسلام السياسي عليها.

وهو أحد أشكال نشاط الجماعات الإسلامية في تاريخنا المعاصر التي بدأ معظمها نشاطه بشكل مبسط إن جاز التعبير على شكل نشاط الإسلام الدعوي ليتطور مع مرور الوقت وتعدد الأهداف والتطلعات لهذه الجماعات ليتخذ مفهوم الإسلام السياسي الذي نتحدث عنه، ولتتحول من جماعات دعوية إلى شكل أكثر تنظيماً وتعقيداً على شكل منظمات وهيئات وأحزاب سياسيه.

فمعظم تلك التنظيمات الإسلامية والحركات نشأت بداية على مفاهيم دينية نهضوية دعوية الهدف المعلن منها هو إصلاحي بحت يتناول المجتمع والدولة والفرد، لتتحول لاحقاً إلى حركات سياسية تهدف إلى قيادة الدولة والمجتمع وفق ماتراه مناسباً لتحقيق أهدافها وهذا ينطبق على جميع الحركات الإسلامية المعاصرة.

باستثناء قلة من التنظيمات الإسلامية التي فضّلت البقاء ضمن إطارها الدعوي الرعوي للمجتمع وعدم الانخراط في العمل السياسي، وأطلق عليها بين الحركات الإسلامية مصطلح الإسلام الصوفي الدعوي للتقليل من شأنها وإن كانت حالياً هي الشكل المفضّل والأكثر احتضانا لجميع المسلمين في العالم.

وفي العودة لمفهوم حركات الإسلام السياسي التي تعتبر السياسة صلب عملها، أما الدين فأصبح يشكل غطاء فضفاضاً بالنسبة لها وأصبحت وسيلتها لتحقيق أهدافها هي السيطرة على المجتمع عن طريق الاستئثار بالسلطة والتفرد بها واتخاذ شكل سلطوي لايختلف عن النظم الاستبدادية القائمة.

أي أصبح مفهوم السيطرة على قيادة المجتمع والدولة هدفاً أساسياً للوصول لما تريد وبرز في العقود الماضية تشكيلات سياسية إسلامية تم تسليط الضوء عليها أكثر من غيرها وأرتبط إسمها كثيراً بالأحداث السياسية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط وتأتي في مقدمة هذه الحركات.

  • حركة الأخوان المسلمين
  • حزب الله اللبناني
  • حزب التحرير الإسلامي

ويعتبر تنظيم جماعة الأخوان المسلمين هو الحركة الأم لجميع أشكال الحركات الإسلامية الأخرى من حيث البنية التنظيمية ومن حيث طريقة الأداء السياسي ومن حيث الهدف، فجميع الحركات الإسلامية بشقيها المذهبي التي نشأت على غرار ذلك التنظيم حاولت الوصول للسلطة مراراً واعتبرته أهم أهدافها وغايتها التي تكفل استمرارها وتنوعت سبلها في سبيل تحقيق ذلك على مر العقود الماضية.

فتارة عن طريق الانقلابات العسكرية وأخرى عن طريق المشاركة في العملية السياسية في البلدان التي تنتشر فيها قواعدها أو حاضنتها الشعبية مع الأخذ بعين الاعتبار النشاطات التي تقوم بها لتهيئة المناخ للمشاركة في العملية السياسية لهذا البلدان إذا كانت طريقة وصولها للسلطة عن طريق العملية السياسية.

والملاحظ عن طريقة قراءة تجارب ونشاط حركات الإسلام السياسي أن القاسم المشترك بين جميع هذه الحركات هو العمل السري إن كان سياسياً أو عسكرياً أو اجتماعيا بالإضافة للطبقة الشعبية التي يستهدفها نشاط تلك الحركات ونوعية الأفراد وبنيتهم الاجتماعية وتكوينهم الديني والطبقي التي تسعى حركات الإسلام السياسي لنشر نشاطها بينهم أو ضمهم لكوادرها حيث تركز على طبقة الشباب والنخب العلمية المتدينة.

طبيعة تشكيل حركات الإسلام السياسي والغموض الذي تحيط نفسها به وحقيقة الأهداف التي تسعى إليه هذه الحركات هو الذي يفرض عليها أسلوب العمل السري عن طريق الخلايا التي تشكل النواة في هذا النوع من العمل السياسي لتلك الجماعات والتنظيمات.

ومع بداية الثورات في البلدان العربية والخلل الذي أحدثته تلك الثورات في بنية الأنظمة الحاكمة في تلك البلدان وجد الإسلام السياسي الفرصة سانحة له للانقضاض على السلطة وتحقيق أهدافه دفعة واحدة، والاستئثار بها وبجميع مؤسساتها باستخدام كل الأساليب والطرق الممكنة معتمدة على التوجه العام لدى جماهير الثورات العربية الذي خرج لإسقاط استبداد وشمولية الأنظمة.

بالإضافة لاستفادة الحركات الإسلامية من هزلية العمل السياسي للأحزاب الأخرى في تلك البلدان وانعدام قدرتها على المناورة والتنظيم بسبب ظروف تلك البلدان والاستبداد الذي مارسته الأنظمة، وهذا ماشكل تربة خصبة لحركات الإسلام السياسي التي نجحت في تحقيق بعض أهدافها في بداية الربيع العربي وانتهت بفشل ذريع نهاية المطاف.

بعد أن عرتها الأحداث التي تتالت في بلدان الربيع العربي وأثبتت تلك الأحداث أن أهداف حركات الإسلام السياسي بعيدة جداً عن تطلعات جماهير ثورات الربيع العربي، لتجد تلك الحركات نفسها في مواجهة حتمية مع تلك الجماهير التي ثارت على الأنظمة الاستبدادية ولتطلق حركات الإسلام السياسي مفهوم الثورة المضادة للربيع العربي على كل من خالف توجهاتها وحارب أساليبها، وهذا يبدو بشكل واضح في مصر وليبيا وتونس مع فشل تجربة تلك الحركات سواء بعد وصولها للحكم أو إثناء محاولتها الوصول له.

وتمثل التجربة السورية لحركات الإسلام السياسي المتمثلة في جماعة الإخوان المسلمين هي المثال الأكثر فشلاً لتعاطي الإسلام السياسي مع المسألة السورية وثورتها والمد الشعبي المطالب بالحرية، فشل الإسلام السياسي بما يخص الثورة السورية شمل كل الجوانب وفقدانه بشكل مضطرد لجمهور الثورة مع تنامي ظاهرة الفساد والتفرد في القرارات والعمل على تحقيق مصالح الإسلام السياسي المتمثل بتيار الإخوان المسلمين على حساب مصلحة جمهور الثورة السورية.

على اختلاف انتماءاته وتوجهاته وهذا ما أدخل تنظيم الإخوان المسلمين في سوريا في حالة عداء مع جمهور الثورة من جانب والسلطة الحاكمة من جانب آخر.

وبعد فشل تجربة الإسلام السياسي في قيادة ثورات الربيع العربي وفشلها في إعطاء صورة ديمقراطيه وطنيه عن شكل الحكم وسقوطها في مصر وتونس والسودان وفي سوريا وفي لبنان، ومن خلال هذه التجارب المريرة للإسلام السياسي خلال العقد الفائت وما سببته أشكال الإسلام السياسي وحركاته وتنظيماته كجماعة الإخوان المسلمين في سوريا ومصر وجماعة حزب الله في لبنان وحركة حماس في الأراضي الفلسطينية من تفاقم لمشكلات شعوب تلك البلدان على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والعسكري والسياسي، أدى لتنامي الشعور الوطني الذي يعارض هذا النوع من الممارسات السياسية لتلك الجماعات.

وكان من أهم تلك الممارسات والسياسات المرفوضة هي سياسة الإقصاء التي انتهجها الإسلام السياسي في المنطقة العربية وبلدان الربيع العربي.إن سياسة الإقصاء التي تمارسها الحركات الإسلامية في تعاطيها مع ثورات الربيع العربي أدى لخسارة الكثير من النخب الوطنية التي كانت المحرك الأساسي لانطلاق ثورات الحرية في الربيع العربي وهذه السياسة التي أتت متزامنة مع دفع السلطات الحاكمة في بلدان الربيع العربي نحو العنف كانا السببين الأكثر فاعلية في فشل معظم ثورات الربيع العربي في تحقيق أهدافها.

فعدم قبول الإسلام السياسي بأن يكون ضمن المشاريع الوطنية ومحاولته الاستئثار بمفاصل العمل السياسي وقراره ومؤسساته والحالة الإقصائية والتسلطية التي مارستها حركات الإسلام السياسي، كانت من أهم العوامل التي أدت لفشل تحقيق أهداف الشعوب لنيل حريتها بعد أن فرض الإسلام السياسي نفسه كبديل غير مقبول شعبياً بهذه الممارسات للسلطات الحاكمة.

وأتت مسألة دعم وتشكيل حركات الإسلام السياسي لتنظيمات سرية إسلامية عسكرية مجهولة الأهداف والمشروع وبعيدة عن تعاليم الدين الإسلامي السمح لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير في تعاطي المجتمع الدولي بشكل عام مع حالة الإسلام السياسي.

ومع ثورات الربيع العربي بشكل خاص التي هيمن الإسلام السياسي على جزء لا بأس به من مؤسسات ثورة الربيع العربي وإصرار المجتمع الدولي على عدم إسقاط الأنظمة الحاكمة الحالية إذا كان البديل هو ما انتجته حركات الإسلام السياسي من سوداوية الأهداف والطرق والأساليب، وتمثل القاعدة وداعش وحزب الله والحرس الثوري الإيراني أكثر الأشكال العنفية التي قدمها الإسلام السياسي لمجتمع شعوب المنطقة كبديل عن الموجود الحالي من أنظمة.

لا يوجد ما يؤشر على انحسار الإسلام السياسي وتحوله إلى الشكل الأكثر قبولاً وهو الإسلام الدعوي أو انخراط الإسلام السياسي وأشكاله وحركاته في مؤسسات سياسية وطنيه، ومن خلال أحزاب تتبنى النهج الوطني في التعاطي مع قضايا شعوب بلدان المنطقة وبلدان الربيع العربي.

وفي الخلاصة,الأديان السماوية وفي مقدمتها الإسلام هو من أكثر طرق النظم الاجتماعية للتعايش ورقي الفرد والمجتمع عن طريق حزمة الأخلاق التي أتت بها الأديان السماوية وتجيير الدين لخدمة السياسة وخدمة التنظيمات هو الذي أدى لهذه الإشكالية من الفهم الخاطئ لدى الكثير عن مسألة الدين والسياسة فمهفوم السياسة في الدين يختلف عن كثيراً عن الدين في السياسة، وهذه إشكالية الإسلام السياسي الحقيقية الذي جعل من الدين مطية لتحقيق أهداف سياسية لتلك الجماعات.

وتسبب في تلك الحالة السوداوية المشهد عن الدين والإسلام في عالم تسعى شعوبه للتعايش وفق معايير أخلاقية وديمقراطيه هي أساس تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، فيما لو كان تطبيق مفهوم الدين في السياسة هو الشامل والأعم أي تعميق مفاهيم التسامح وقبول الأخر ومحبة الوطن في السياسة التي تمارسها هيئات سياسية وأشكال حزبية.

رابط مختصر…https://arabsaustralia.com/?p=10232

 

 

ذات صلة

spot_img