spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 46

آخر المقالات

هاني الترك OAM-هذا ليس خلقاً من العدم

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM طوّر العلماء الاستراليون...

كارين عبد النور- قصّة أنف نازف… وإبرة وخيط

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «فتنا على...

د. زياد علوش- قرار مجلس الأمن الدولي”2728″يؤكد عزلة اسرائيل ولا ينهي العدوان

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش تبنى مجلس الأمن...

هاني التركOAM- البحث عن الجذور

مجلة عرب أستراليا-بقلم هاني الترك OAM إن الانسان هو الكائن...

إبراهيم أبو عواد- التناقض بين الحالة الإبداعية والموقف الأخلاقي

مجلة عرب أستراليا-بقلم الكاتب إبراهيم أبو عواد الإبداعُ الفَنِّي يَرتبط...

علمي أطفالك الشكر والتأمل

مجلة عرب أستراليا- سيدني- الجزيرة- عندما تتعب أرواحنا نهرع إلى فسحة التأمل لنلقي بعبئنا ووجعنا وخيبتنا في عالم متخيل مليء بالطمأنينة والسلام والهدوء، يأخذنا التأمل إلى عوالمنا السرية الداخلية التي لم نتواصل معها وفي أحيان كثيرة لا نعرف بوجودها، ويخلق هذا التواصل سلاما داخليا ويدلنا على مهارات ومواهب في داخلنا لم نكن نتصورها.

في أيام الدراسة يعرف ممارسو التأمل أنهم سيكونون أكثر تركيزا وراحة إذا استمروا في التأمل اليومي وإن لوقت قصير، ولكن كيف يساعد التأمل الأطفال؟

تقول مدربة التأمل والرايكي نوال فليحان إنه من الممكن البدء مع الأطفال بعمر الثلاث سنوات في المدرسة، وفي الروضة، والصف الأول الابتدائي، والبعض يبدأ بعمر الثامنة.

التركيز وتحفيز الإبداع

وأهم نتيجة لتأمل الأطفال هي التركيز والمساعدة على تحفيز الإبداع، حيث إن الوقت المطلوب -حسب فليحان- من عشر دقائق إلى ربع ساعة، لأنه لا صبر لدى الأطفال بالأغلب على الجلوس لفترة طويلة، نقرع لهم الجرس للبدء والانتهاء، ونستخدم الأصوات التي من الممكن التركيز عليها.

وتشير الخبيرة إلى أن معظم الأهل لا يعرفون أهمية التأمل ولا يعلمون أولادهم عليه، والأفضل توعية الأهل بهذا المجال. وتؤكد أن “بعض الأهالي كانوا يحضرون أولادهم إلى صفوف التأمل، ولمسوا كيف تحسنوا في النوم والاسترخاء والدراسة”.

هكذا يتأمل الأطفال

أما عن كيفية التأمل للأطفال فتقول فليحان إنها تطلب منهم تخيل رقم 3 أو نجمة والتركيز على هذا التخيل وتسألهم ماذا يشاهدون وكيف يشعرون، تسأل عن اللون، وكيف تريدون نجمتكم أن تكون: مشعة، خافتة، غامقة؟

وتوضح “نجعلهم يخبروننا بما هم قادرون على تخيله، وبعدها نعلمهم ببطء كيف يحبون أنفسهم، والتأكيد بالتكرار لأنفسهم أنهم جميلون، ولديهم الطاقة والقوة والذكاء وأنهم بصحة جيدة، وبأمان، ومحبوبون من عائلتهم..”.

هذه التأكيدات -حسب فليحان- يحبها الأطفال لأنها تشعرهم بكيانهم وقوتهم وأمنهم، و”كلما كرروها وكررتها أمامهم أشعر بوجوههم تضيء ويصبحون مرتاحين أكثر للعالم الذي يحيط بهم، لأن الأطفال لا يحللون ولا شكوك لديهم، يذهبون ببساطة مع التيار وما نقوله لهم يجعل أجسادهم مرتاحة، ويثقون ويتواصلون بتلقائية أكثر من الكبار”.

التأمل في المدرسة

يشار إلى أن العديد من المدارس في لبنان بدأت تخصص حصصا للتأمل بمعنى (mindfulness) أي التركيز الذهني الكامل، وليس كتأمل جدي، مما يجعل التلاميذ يعون أجسادهم ومشاعرهم وحركاتهم وردود أفعالهم.وأعطت الخبيرة فليحان حصص تأمل في بعض المدارس لمدة سنة ولم تكن الحصص إلزامية، وتقول “أتمنى لو أن المدارس تأخذها كأنها صف نشاطات، مثل الموسيقى والفن والرياضة، بعض الأساتذة الذين يحضرون لجلسات التأمل يعلمون الطلاب كيفية التأمل وهم واعون بأهميته”.

ومنذ تسع سنوات أقامت في منطقة بقعاتا صفوف تأمل بعد المدرسة لأطفال ما بين سن 9 و12 عاما، وكانت النتيجة مبهرة، وقالت إدارة المدرسة إن الأطفال أصبحوا أفضل بتصرفاتهم وأكثر تركيزا وسعادة، وفي البيت أصبحوا أكثر ترتيبا وسعادة.

وتضيف نوال أنه منذ عامين حضرت صفوف تأمل للأطفال في منزلها مرة أسبوعيا مع أهلهم الذين شعروا كيف تغيرت تصرفات أولادهم، وكان الأطفال يقومون بالكثير من النشاطات للتعبير عن أنفسهم ومشاعرهم، وبعض الأولاد بعد أن ارتاحوا فتحوا قلوبهم وشكوا من كلمات أو تصرفات في المنزل كانت تجرحهم.وتقول نوال “تخيلوا لو أن المدرسة تصبح هذا المكان الجميل المليء بالضوء والحب، هكذا يجب أن يشعر الأولاد والبنات”.

تقنيات التأمل للأطفال

عندما نقوم بالتأمل نشعر بالخفة والاسترخاء والوعي وفهم الحالة ولكن التأمل مثل بناء العضلات يحتاج إلى تمارين دائمة.تعتبر نوال أنه كل يوم يجب أن يقوم الأطفال بتمارين التأمل كل صباح، حتى أن المدارس يجب أن تبدأ نهارها مع الطلاب بتمارين التنفس والتأمل حتى نتمو في داخلهم وتصبح جزءا منهم ومن طريقتهم في الحياة، وقبل الامتحان يجب أن يركز الأولاد على أفكار جميلة أو على أمور تجعلهم سعداء مما يخفف التوتر.

وتضيف أن الأهل يستطيعون تعليم أولادهم التأمل والتركيز ببساطة، فقبل تناول الطعام مثلا يطلبون منهم إغماض عيونهم وتخيل ضوء جميل يلفهم، وأثناء غسل الأسنان يطلبون منهم الصمت لعشر دقائق ولكن بشكل يومي حتى يصبح روتينا.

ويستطيع الأهل وضع موسيقى للأطفال قبل النوم مثل “om music” التي تستخدم في التأمل ليناموا على صوت الكون، والجلوس صباحا لخمس أو عشر دقائق مع أطفالهم قبل ذهابهم إلى المدرسة، ويعطونهم الوقت بدل الإسراع بالخروج وليغمضوا أعينهم ويتخيلوا اليوم الجميل الذي سيعيشونه اليوم.

وتوضح “ليشكروا الله على جمال هذا اليوم ليشعروا بالامتنان للدرس الذي سيتعلمونه، والتسلية التي تنتظرهم، وتكرار كلمة الحمد لله دائما على كل شيء.. الاستيقاظ، التنفس، الطعام، النوم.. أو فقط الطلب منهم العد إلى العشرة ببطء والتنفس مع كل عدد”.

في الامتحان

وأفضل طريقة قبل تقديم الأطفال الامتحان -بحسب نوال- هي تشجيع الأهل الأولاد وجعلهم يشعرون بالأمان، ويطلبون منهم الاسترخاء وتقديم أفضل ما لديهم في المدرسة، “ومن الجيد قبل بدء الامتحان تذكيرهم بالتركيز على التنفس لخمس دقائق لترتاح أجسامهم فتتدفق المعلومات تلقائيا ويستطيعون تذكر ما درسوه وتنتعش ذاكرتهم”.

وتضيف أنه عندما يسترخون يستطيعون التأدية بشكل أفضل، وتنصح الأهالي بأن يقوموا بالبحث عن الموسيقى وطرق التأمل السهلة، والمعلومات متوافرة بكثرة على الإنترنت.

رابط مختصر…https://arabsaustralia.com/?p=10162

 

 

ذات صلة

spot_img