spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

د.زياد علوش -“قطر” ترفض استغلال وساطتها

مجلة عرب أستراليا- بقلم د.زياد علوش أكد  الشيخ محمد بن...

مارك رعيدي: “الفن والصلاة ليسا سياسة ولا للتحريض”

مجلة عرب أستراليا- مارك رعيدي: "الفن والصلاة ليسا سياسة...

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

خلدون زين الدين- بعد تدخلهم من بعيد في حرب غزّة… الحوثيّون الآن قوّة إقليميّة أم ماذا؟

مجلة عرب أستراليا سيدني

بعد تدخلهم من بعيد في حرب غزّة… الحوثيّون الآن قوّة إقليميّة أم ماذا؟

الكاتب والإعلامي خلدون زين الدين
الكاتب والإعلامي خلدون زين الدين

بقلم الكاتب خلدون زين الدين- النهار العربي

تُطلِق صواريخَ باتجاه إسرائيل، تُهاجم سفناً تُبحر عبر البحر الأحمر، فـ”تبني نفوذاً إقليمياً”… لكن، مهلاً، ملياً، بهدوء وعملياً، هل حوّلت عملية “طوفان الأقصى” جماعة الحوثي إلى قوّة إقليمية؟

بعد أسابيع من التهديدات، سجّلت الميليشيات المدعومة من إيران – وفق “نيويورك تايمز” – ضربة صاروخية “أولى ناجحة” بصاروخ كروز مستهدفة ناقلة نرويجية. قبل هذا بأسابيع، اختطف الحوثيون سفينة تجارية، ولا يتوانون عن تنفيذ هجمات صاروخية وبطائرات من دون طيار على جنوب إسرائيل، وإن أُحبطت غالباً، بل لنقُل دائماً.

برأي بعض أبناء الشرق الأوسط، الحوثيون تصدوا لإسرائيل “بما هو أكثر من الكلمات القاسية”. وبنظر الحوثيين، هجماتهم بمثابة “حملة تضامن مع 2.2 مليون فلسطيني يعيشون تحت الحصار والقصف الإسرائيلي لغزة”.

“نيويورك تايمز” نقلت عن يوئيل جوزانسكي، وهو زميل أبحاث كبير في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب ومسؤول إسرائيلي سابق، قوله، إنه “في نهاية المطاف، ما يريدونه حقاً هو حصة أكبر في اليمن، وربما يريدون القيام بذلك من خلال التحول إلى مشكلة عالمية”.

بالنسبة إلى بعض المراقبين تمثل حرب غزة “فرصة هائلة للحوثيين للحصول على الشرعية في المنطقة”، فما واقعية هذا؟ “النهار العربي” سأل منال لطفي وهي باحثة متخصصة بالشؤون الشرق أوسطية ومديرة مكتب “الأهرام” في لندن، ومن لبنان، الباحث الأمني والاستراتيجي اللبناني العميد ناجي ملاعب.

الدعم تاريخي

“موضوع دعم الفلسطينيين في اليمن تاريخي وليس موضوعاً حزبياً أو قبلياً أو أيديولوجياً”، برأي منال لطفي؛ “فهناك تاريخياً دعم كبير للقضية الفلسطينية متجذر في اليمن” وبالتالي “قيام الحوثيين بدعم القضية الفلسطينية عبر الكثير من الخطوات، مثل التأثير على الملاحة في البحر المتوسط أو إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة، بالتأكيد ساهم في زيادة شعبية الحوثيين في اليمن، سواء في الشمال أم في الجنوب، بخاصة أنه قبل قيام الحرب الإسرائيلية ضد غزة كان شمال اليمن يعاني بعض المشكلات الاقتصادية التي أثرت في شعبية الحوثيين، لكن جهودهم الأخيرة (بما خص غزة) أحيت شعبيتهم كثيراً جداً ليس في اليمن وحسب، بل أيضاً في الشارع العربي”.

مواقع التّواصل شاهدة

جزء كبير من الدعم الحوثي للقضية الفلسطينية تمكن رؤيته في مواقع التواصل الاجتماعي، في المنصات العربية المختلفة، تقول لطفي لـ”النهار العربي”، فهم استطاعوا التأثير على الممرات المائية، “وأرسلوا رسالة إلى العالم بأن الحرب على غزة لها كلفة باهظة، وهذه الكلفة تمكن رؤيتها في تكلفة التأمين assurance التي باتت مكلفة جداً للمرور عبر باب المندب وعبر البحر الأحمر، وهذا كله بالتأكيد جزء من الضغط على المجتمع الدولي للتحرك ومحاولة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة”.

يؤكد الحوثيون أن “اليمن دولة مستقلة وذات سيادة وأي قرارات متعلقة بمحاولة دعم القضية الفلسطينية تأتي من منطلقات داخلية”، لكن – تقول لطفي- “لا شك في أن هناك نوعاً من التنسيق بين طهران والحوثيين لتخفيف الضغط عن المقاومة الفلسطينية، وأيضاً للتلويح بتوسيع الحرب إلى صراع إقليمي واسع (…)”.

على قائمة الإرهاب مجدداً؟

التهديدات الأميركية بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية ورقة ضغط بيد الرئيس الأميركي جو بايدن برأي لطفي، لكن، ثمة “في قلب الإدارة الأميركية من يعتبرون أن مجرد التلويح هو هزيمة لبايدن بطريقة من الطرق، لأنه يجب أن نتذكر أنه (بايدن) هو من رفع الحوثيين من قوائم الإرهاب بعدما أضافهم الرئيس السابق دونالد ترامب. بايدن رفع اسم الجماعة في إطار مشروع سياسي يقوم على بدء المفاوضات بين الحوثيين والسعوديين لبدء هدنة إنسانية طويلة المدى”، وبالتالي ليس هناك مصلحة باعتقاد منال لطفي، “لا سعودية ولا أميركية في إعادة وضع الحوثيين في قوائم الإرهاب من جديد. وأعتقد أن هذه الخطوة هي للتهديد والتحذير، ولكن عملياً على الأرض أميركا ستخسر وإدارة بايدن ستخسر كثيراً جداً إذا أقدمت على هذه الخطوة، بخاصة أن بايدن يدخل في خلال أسابيع قليلة من ولايته في عام الانتخابات وسوف يحتاج في ملف السياسة الخارجية أن يذكر بعض المنجزات”، تقول، وتضيف مُعلّقة: “عملياً وعلى الأرض ليس له أي منجز في السياسة الخارجية، ربما الشيء الوحيد الذي إن أراد التباهي به، هو تهدئة الوضع في اليمن، لكن إعادة الحوثيين إلى قوائم الإرهاب تنفي هذا الإنجاز في السياسة الأميركية، لأنه بخلاف ذلك سياسة بايدن في عام 2023 كانت كارثية بكل المقاييس، وهو لم يستطع تهدئة التوترات في أي ملف، بل على على العكس (…)”.

السلاحُ سلاحُ قوة إقليمية؟

مُعلنين عن هجماتهم، أطلق الحوثيون على أنفسهم في بياناتهم تسمية “القوات المسلحة اليمنية”. بالتسمية هذه بدوا كمن يتجاهل وجود حكومة معترف بها دولياً وجماعات مسلحة أخرى متمركزة جنوب اليمن، فهل تسلحهم يعطيهم ميزة؟ هل بسلاحهم المتطور يتحولون إلى قوة إقليمية؟

مع الحوثيين مستشارون وخبراء إيرانيون يلعبون دوراً رئيساً في التسلح الحوثي، كما يقول العميد ناجي ملاعب. “هناك أسلحة تُصنّع في اليمن وبخبرات إيرانية ويمنية، كما يقول، وشهدنا منها ما حصل خلال الهجوم الصاروخي على أرامكو منذ عامين. الهجوم هذا كان بصواريخ إيرانية لم يكتشفها الرادار”.

“لدى الحوثيين صواريخ بعيدة المدى من نوع كروز تستطيع الوصول إلى إيلات وأبعد منها على عمق 1560 كلم، وهي المسافة بين إيران وإسرائيل”، يقول العميد ملاعب، مضيفاً: يبدو أن لدى الحوثيين مسيرات طويلة المدى، يمكن أن تصل إلى العمق الإسرائيلي، وهذا تطور جديد بالأسلحة الصاروخية أو المسيرات.

الحوثيون حصان إيراني أوّل؟

الخبرات والاستشارات والأسلحة الإيرانية، تجعل الحوثيين يلعبون دوراً كبيراً في محور المقاومة، “ويبدو أنهم أخذوا المركز الأول في المحور هذا – يتابع العميد ملاعب – بعد أن تبيّن أن “حزب الله” تراجع إلى المركز الثاني، لأن دوره اقتصر فقط على المساندة. ويبدو أن الحزب الذي انخرط في الداخل اللبناني باستثمارات وشركات لم يعد هو الحصان الأول لدى إيران، وبالتالي الحوثيون ما داموا جيشاً وليسوا تنظيماً، طبعاً ممكن أن يشكلوا قوة إقليمية في المنطقة بسيطرتهم على باب المندب، وهم استفادوا من الاستراتيجية الأميركية بعدم توسيع الصراع خارج العملية الانتقامية الإسرائيلية في قطاع غزة”.

الضرر بسيط

أثر الصواريخ الحوثية على السفن التجارية أضعف من تأثيرها على السفن الحربية. فالسفن التجارية كما يقول العميد ملاعب، لا قذائف على متنها أو غرف قيادة، وهي أكبر حجماً من السفن العسكرية، وبالتالي أي قذيفة تخترق جسم السفينة لا تحدث الأثر التفجيري الذي تحدثه بالسفينة العسكرية، ولكن الحوثي يستقوي، ومعه الإيراني، وكل مرة يزيد أهدافه. في البداية كان يستهدف السفن الإسرائيلية، بعدها أي سفينة مرجعيتها إسرائيلية، واليوم شهدناه يلزم أي سفينة تمر عبر باب المندب بأن لا تطفئ رادارها كي لا تدخل إلى إسرائيل. هذا ما جعل من الحوثيين قوة تستطيع “العربدة” أمام باب المندب وعند سواحل اليمن، يقول.

رابط مختصر- https://arabsaustralia.com/?p=32694

ذات صلة

spot_img