spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ.د.عماد شبلاق ـ الشعب يريد تعديل النظام!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق-رئيس الجمعية الأمريكية...

كارين عبد النور- الحسم لـ”الدونكيشوتية” والفرز السياسي في “مهندسي بيروت”

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «ما رأيناه...

الكاتبة آسيا الموسوي : هواجس مغترب في زمن “الكورونا”

مجلة عرب أستراليا- سيدني- ها انا أكتب لكم ببعض التردد في يومي العاشر من الحجر الصحي, نكاد لا نرى شمس النهار الا حين نستلم البريد الذي يصل كل بضعة أيام, أيام تبدو متشابهة, لا أعرف ما هو اليوم, أو ماذا فعلت أمس ولا خطط للغد, سوى النجاة لنعيش يوماً اخر.

الكثير من الطعام و الأفلام التي كنت أريد مشاهدتها منذ أشهر و لم أستطع و كتاب اشتريته السنة الماضية و لم استطع فتحه بعد, يبدو أنه الوقت , الوقت للقيام بكل ما أجلته لأشهر لا بل لسنوات, و كثير من الألعاب التي اشتراها صغيري و لم يستطع أن يستمتع بها كلها لكثرتها, يبدو أن لدينا المتسع من الوقت للقيام بكل ذلك و أكثر.

سنواتي في الغربة تعدت الخمسة, و لكن لم أشعر بالغربة الحقيقية الا قبل بضعة أسابيع حين انتشر الفيروس الفتاك و قسم معه الدول و أغلق مطاراتها و عزل كل دولة لتواجه قدرها بمفردها, قدر عزلني في القارة الأسترالية, بعيدة عن عائلتي الموزعة في ثلاثة دول.

لم أشعر بالغربة الى حين ودعت زوجي قبل بضعة أيام و هو ذاهب الى عمله, هل ذكرت لكم انه يعمل في المستشفى؟ المكان الأكثر خطورة على وجه الأرض الان, ساحة قتال, او معركة, سموها ما شئتم, و لكن الواقع واحد, أن من يذهب يمكن أن لا يعد منتصراً من تلك المعركة.

كدت لا أشعر بخطورة الازمة التي نعيشها الا حين قال لي زوجي ان علي ان لا أقلق, فشعرت بالقلق أكثر, قال انه سيعود سالماً طالما يتبع الاحتياطات اللازمة, وانا انتظر رجوعهسالماً فقدت القدرة على النوم, و بقي القلق وحده معي.

و مع كل مصاب جديد و و مع كل خبر جديد في الاخبار يزداد هذا القلق, وأصبحت المعقمات و الكمامات رفيقنا المفضل الذي لا نكل من استعماله.

غربة اتسعت هوتها  كلما اتصلت بشقيقتي التي تعيش في اسبانيا و لم ترد,و مع دموع مكبوتة رافقت كل اتصال هاتفي الى والدي في لبنان, و مع كل اتصال فيديو مع أخي أشعر بالبعد أكثر و أكثر.

كثيرون منا يشعرون بالغربة في أوطانهم, و كثيرون منا يتمنون ان يكون ما نعيشه كابوس سنستيقظ منه في الصباح, و لكن ما نعيشه هو واقع علينا ان نعيشه بحذر حتى نستطيع ان نستيقظ و نعانق من نحب و نقبل وجوه اشتقنا اليها و حياة نعيشها بأصغر تفاصيلها.

في نهاية النفق المظلم ضوء خافت, و لكنه هناك, موجود, علينا بالصبر حتى نصل الى نهايته سالمين و نجتمع مرة أخرى لنعيش الحياة بفرصة ثانية.

الكاتبه اسيا الموسوي عضوه في مجله عرب استراليا

رابط مختصر:https://arabsaustralia.com/?p=7895

آسيا الموسوي

ذات صلة

spot_img