spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ.د.عماد شبلاق ـ الشعب يريد تعديل النظام!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق-رئيس الجمعية الأمريكية...

كارين عبد النور- الحسم لـ”الدونكيشوتية” والفرز السياسي في “مهندسي بيروت”

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «ما رأيناه...

الدكتور رغيد النحّاس- سيناريو .. ليلة غريبة بين النوم والصحو …

مجلة عرب أستراليا سيدني – سيناريو … ليلة غريبة بين النوم والصحو ..

بقلم- الدكتور رغيد النحّاس

ما إن استسلمتُ للنوم حتّى استيقظتُ على أفكار تموج في ذهني لترتطم على شواطئ أحاسيسي التي تلقّتها بأذرعة مفتوحة، وغرفت منها ما استطاعت، وسألَتْها عن المزيد، في عالم ضاعت فيه إحداثيّات الزمان والمكان فلكأنّ صالح عبد الحيّ وقف يغنّي مع مادونا.

بدأتُ بكتابة سيناريو لفيلم أردته أن يكون بالأبيض والأسود. وما أن سردت على نفسي بضع سطور حتّى غالبني النوم فرأيت أنّني أنا أيضًا مُخرج الفيلم، وأنّني اخترت الممثل المصريّ أحمد مظهر لدور البطولة. كان لطيفًا في تعاطيه، لكنّه عنيد دقيق فيما يريد أن تكون عليه بطلة الفيلم التي ستشاركه تفاصيل تلك القصّة الغراميّة العاصفة.

أيقظني عناده الشديد، وانتبهت أنّني لست بشكل خاص معجب كثيرًا بهذا الفنّان المشهور، ولكنّني بدأت أفكّر كيف أرضيه (وأغيظه في الوقت عينه)، وهو صاحب المكانة العالية لدى الجماهير.

غلبني النوم من جديد، ورأيت نفسي أحدّثُ صبيّة أعرفها، هنا في سيدني، تصغر أحمد مظهر بأربعين عامًا، ولكنّها بارعة الجمال والأناقة والفطنة. وعرضت عليها الدخول في عالم التمثيل، خصوصًا أنّ بدايتها ستكون قويّة مع واحد من المشاهير، وطبعًا مع المخرج العظيم الذي “خرطه الخرّاط وقلب ومات”.

استيقظت مجدّدًا على لوم النفس: كيف يساعدني ضميري على انتزاع هذه الفتاة الرائعة من محيطها الراقي، وأرميها في عالم محفوف بالمخاطر سيغيّر من مستقبلها، ومع من يكبرها بسنين عديدة؟

وما إن غلبني النوم مرّة أخرى حتّى تجلّت لي إغراءات تقديم تحفة رائعة مثل هذه الصبيّة التي تجمع بين الجمال والذكاء، وما سيجلبه ذلك لي من مزيد من الشهرة والمكاسب.

واستيقظت من جديد بذعر شديد: متى كنت أبحث عن الشهرة والمال؟ وبدأت أفكّر بتعديل السيناريو، خصوصًا أنّني أنا أصلًا من كتب القصّة. معلوم! محسوبكم “بتاع كلّه”.

أنا من كتب القصّة؟ هل أنا مستيقظ حقًّا؟ وحتّى الآن لا أعلم ما هي القصّة. ربّما إذا أعدت النوم يتجلّى لي الوحي من جديد، وقد يكون من الأفضل كتابة السيناريو وأنا نائم.

عندما فتحت عينيّ في الصباح تذكّرت بعض تفاصيل تلك الأحلام. هل كانت أحلامًا تذهب وتأتي طيلة الليل، أم بضع دقائق نظنّها دهرًا طويلًا؟ هل كان العقل الباطن يثيرها لتخدم فكرة واحدة: أن أكون مخرجًا سينمائيًّا؟

ضحكت كثيرًا بيني وبين نفسي، وتذكّرت جلسة (في الحقيقة، لا الحلم) سألتني فيها إحداهنّ: “أعلم أنّك متصالح مع نفسك، راضٍ عمّا أنت فيه، ولكن لو تيسّر لك تكرار نفسك، ما هي المهنة التي تودّ اتخاذها، ولماذا؟”

أجبتها يومها: “أنا إنسان علميّ، ولي ميول أدبيّة وفنيّة، وثقافتي العامّة لا بأس بها، وأحب الكتابة كثيرًا، ولكن حتّى اليوم لم أكتب ولا رواية واحدة. لذلك أرى أنّني قد أصلح لأكون مُخرجًا سينمائيًّا.”

رابط مختصر –https://arabsaustralia.com/?p=17864

ذات صلة

spot_img