spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

د.زياد علوش -“قطر” ترفض استغلال وساطتها

مجلة عرب أستراليا- بقلم د.زياد علوش أكد  الشيخ محمد بن...

مارك رعيدي: “الفن والصلاة ليسا سياسة ولا للتحريض”

مجلة عرب أستراليا- مارك رعيدي: "الفن والصلاة ليسا سياسة...

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ. د. عماد شبلاق ـ مثلّث القلق (الحياتيّ) للأفراد في أستراليا!

بقلم أ. د. عماد وليد شبلاق، رئيس الجمعيّة الأمريكيّة لمهندسي القيميّة بأستراليا ونيوزيلندا ، ونائب رئيس المنتدى الثقافي الأسترالي العربي وعضو مجلس الهيئة الإداريّة بمجلّة عرب أستراليا

لا أعرف تماماً إذا ما كان العرب في أستراليا يختلفون عن بقيّة العرب الآخرين في الدول الأخرى سواءً في الدول العربيّة (الأمّ) أو في دول المهجر الأخرى؛ كأمريكا وأوروبا وأفريقيا وغيرها؛ فالملاحظ أنّ تعداد العرب وتنوّعهم فاق الكثير من التوقّعات الإحصائيّة لتزايد عددهم وثقافاتهم في الآونة الأخيرة، وهذا يشكّل الكثير من التحدّيّات على الكثير من العرب الأسترالييّن أنفسهم في التعامل مع بعضهم البعض في المجتمع الأستراليّ القديم الحديث.

المجتمعات الغربيّة بشكلٍ عام تختلف تماماً عن المجتمعات الشرقيّة في كثير من العادات والطباع، وكلٌّ له محاسنه وسيّئاته. وقد عمل الغرب بجميع وسائله وآليّاته ليُبعدَ الشرق عن كلّ ما هو جيّدٌ ومفيدٌ لصالح البشريّة بشكلٍ عام وللإنسان بشكل خاص، وبالذات التعاليم الحميدة المتعلّقة بالمبادئ والقيم والأخلاق والسلوكيّات مثل احترام الآباء وصلة الأرحام والترابط الأسريّ والتواضع ومساعدة الغير وما إلى هنالك.

طالعتنا صحيفة التلغراف العربيّة (العدد 7818 بتاريخ 13 فبراير 2024) والصادرة في مدينة سيدني بأستراليا بالخبر الآتي: ” الأستراليّون يعالجون قضيّة “الوحدة” وسط دعوات للحكومة للمساعدة “! وحقيقة الأمر أنّ ما يقلق العرب الأستراليّين الآن هو التحوّل الحاصل لبعض أفرادهم ولاسيّما من فئة الشباب (ذكور وإناث) ومعاناتهم ممّا أسميته بـ ” مثلّث الرعب الشخصيّ ” أو الحياتيّ بأضلاعه الثلاثة وهي (الوحدة والأنانيّة والمادّيّة)!

وقد أشارت الصحيفة إلى أنّ ثلث الأستراليّين يعانون (يشعرون) من الوحدة في بعض الوقت أو طوال الوقت وخصوصاً بعد جائحة الكورونا؛ والتي زادت من الأزمة وعَمَّقَتْها في أستراليا ولم تُفرِّق بين الغنيّ والفقير أو الأستراليّ من أيّ خلفيّة عرقيّة!

وأشارت الصحيفة نفسها إلى أنَّ هناك ضغوطاً متزايدة على الحكومة الفدراليّة للنظر في الشعور بالوحدة كقضيّة ذات أولويّة في مجال الصحّة العامّة وتمويل الأبحاث والحلول، وقد اعترفت منظّمة الصحّة العالميّة التابعة للأمم المتحدة الآن بهذا باعتبارها الأولويّة التالية للصحّة العامّة مع إنشاء لجنة مدّتها ثلاثة أعوام للنظر في كيفيّة توسيع نطاق الحلول ابتداءً من هذا العام.

المشكلة في الإنسان أنّه نسي نفسه ونسي من حوله وأصبح يفكّر بقطبيّة واحدة مردّها (أنا ثمّ أنا ومن ثمّ نفسي ومالي) ولا علاقة لي بالآخرين. وبدأ بالعداء للأقربين من حوله من الأسرة ثمّ الأصدقاء والزملاء والمعارف حتّى بدأ في البعد عنهم وأصبح يميل للانطوائيّة؛ فأصدقاؤه الجدد هم العزلة (الوحدة) والأنانيّة (الأنا) ومن ثمّة المادّة (المال) بالإضافة إلى الصديق الجديد (الهاتف المحمول).

الحلول اليوم موجودةٌ ولا تحتاج إلى أبحاث أو تمويل ولا ابتكارات ولا لأيّ دعم حكوميّ وهي بكلّ بساطة الرجوع إلى الأسس والجذور والعودة لروح الماضي أيّاً كانت الديانات أو المعتقدات وأيّاً كانت الأصول والعرقيّات؛ فلقد هجر الابن أبويه ونسي الأخ إخوته وأبناء عمومته، ولم يعد الإنسان يزور بقيّة أهله لا بالأعياد ولا بالأحزان ووَكّلَ صديقه الجديد بالردّ (إمّا بإشارة أو حركة من اليد أو بأحسن الأحوال وردة أو زهرة من حديقة هاتفه المحمول)!

شيطنة الإنسان وانشغاله في حبّ نفسه مخطّط عالميٌّ مدروس وسياسةٌ باتت واضحةً للكلّ وتحتاج إلى إعادة هيكلة للرجوع إلى المسار الصحيح، وكلّ ما نشاهده اليوم من عقوق وجحود ونكران مردُّها إلى الحضارة البرَّاقة ومَنْ خلفها، فاتّقوا الله يا أولي الألباب (العقول) والله المستعان.

Edshublaq5@gmail.com

رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=36153

ذات صلة

spot_img