مجلة عرب أستراليا سيدني- هل يعد الإعجاب بشخص آخر والانجذاب نحوه خيانة لشريك الحياة ؟
قد يحدث أن يكون المرء مرتبطا بعلاقة حب أو زواج ولكن فجأة وبشكل لا إرادي يجد نفسه معجبا بشخص آخر من محيطه الاجتماعي ويبدأ القلب يخفق ونبضاته تزيد كلما ألتقيا فتفضحهما لغة العيون .. فما العمل؟ وهل هذا الأمر طبيعيا؟
ربما تكون مرتبطا، أو تكوني مرتبطة، بعلاقة منذ سنوات، وربما يكون المرء متزوجا. ولكن فجأة، وبدون مقدمات، يجد نفسه معجبا بزميل في العمل أو صديق أو حتى جار، فتنتابه الصدمة والفزع.
في الحقيقة، لا يجب على المرء أن يتوتر أبدا، فكونه لم يعد مراهقا لا يعني أنه ليس معرضا للإعجاب بآخر، فهذا أمر طبيعي للغاية. وتقول شيري كامبيل، الطبيبة النفسية من لوس انجليس ومؤلفة كتاب “ولكنها عائلتك”: “يميل الناس إلى الانجذاب، ولا يقتصر هذا على الشخص الذي نرتبط به”. وتضيف: لا يصبح الأمر ضارا إلا إذا لم تحالفنا السعادة في علاقتنا، فننحرف عن معالجة الأمر بالانجذاب لآخر ونخسر ما نتمتع به من الالتزام” إزاء الشريك.
وتقول كارولين ويلكيرسون، إخصائية العلاج بالإبر الصينية وتعيش في بلدة ريفر فورست بمقاطعة إلينوي الأمريكية، إنه لطالما انتابتها مشاعر إعجاب من هذا القبيل. كان زميلا لها في العمل وكانا يمزحان ويتبادلان أطراف الحديث، وتواصلا على مستويات عدة. إلا أن ويلكيرسون أدركت أنه يتحتم عليها الإبقاء على هذه العلاقة عند مستوى الإعجاب فحسب، فهي تؤمن بأن “ما تغذيه ينمو”.
لذا أخبرت ويلكيرسون زوجها عن إعجابها بزميل العمل وناقشا الموضوع، ثم أخذت مشاعرها تجاه زميلها تتبدد. وتقول: “المهم هو ما تفعله حيال الأمر… إذا ما واصلت الوجود بالقرب من هذا الشخص وتغذية خيالاتك، فأنت تزيد فرص تحوله إلى أمر حقيقي. أما إذا كانت مشاعر الإعجاب متبادلة، فليس هناك غضاضة في قليل من المغازلة غير الضارة، طالما كان المرء ناضجا حيالها وقادرا على التعامل معها”.
الانجذاب للجنس الآخر شيء طبيعي
وهذا بالضبط ما يوصي به العلم. فقد كشفت دراسة بمجلة “Journal of Sex and Marital Therapy ” عن أن سبعين في المئة من المتزوجات، أو المرتبطات، لديهن علاقات إعجاب. وهي
نسبة النساء اللاتي اعترفن بذلك.
وقال الباحثون إن هذا أمر جيد وطبيعي. ففي نهاية المطاف، كيف يمكن للمرء أن يطفئ مشاعر الإعجاب لديه فقط لمجرد أنه ملتزم تجاه شخص بعينه؟ وليست النساء وحدهن من يتعرض لمثل هذا الافتتان.وكشفت دراسة نُشرت في مجلة “Archives of Sexual Behavior ” أن الرجال يتحفزون بصريا برؤية وجوه لم يروها من قبل، كما تستثيرهم فكرة رؤية امرأة لأول مرة. وأضافت الدراسة أنه حين يرى الرجل نفس المرأة مرة أخرى، فهو لا ينجذب إليها بنفس القدر.
وهناك عدة عوامل في هذه المسألة.
ويقول ديفيد بينيت، الاستشاري والكاتب والخبير في العلاقات الاجتماعية، من ولاية أوهايو، إن الناس يدخلون في علاقات لأسباب متنوعة، بينها القرب الجغرافي والاستقرار والارتباط العاطفي وعوامل أخرى تقود للانجذاب القوي.ورغم هذا، فإن الإعجاب هو انجذاب قوي تجاه شخص ما. ويضيف بينيت: “مجرد إعجابك بشخص ما لا يعني أنك ستختار البقاء معه “، ويتابع “وهذا يعني أيضا أنك قد تكون سعيدا في علاقة مع شخص ليس محط إعجابك”.
المغازلة والاقتراب من حافة الخيانة العاطفية
ورغم هذا، فالإعجاب ليس أمرا صحيا في بعض الأحيان، كما يرى البعض. فإذا كان هذا الإعجاب شديدا بحيث يشوش على علاقتك، فهو يعد مشكلة. وثمة المزيد من الإشارات الخفية. وأوضح بينيت أن هذه الإشارات تتضمن المقارنة المستمرة بين شريكك الحالي والشخص الذي تعجب به، أو الاقتراب من حافة الخيانة مع استمرار المغازلة أو الخيانة العاطفية.وتقول هوللي لابربيرا، إخصائية العلاقات الأسرية والزوجية، إنه رغم أن الانجذاب إلى شخص ما أمر طبيعي، وإلى حد ما لا يمكن التحكم فيه، إلا أن ما يقوم به المرء حياله أمر بإمكانه تماما السيطرة عليه.
وتقترح لا باربيرا أنه إذا كان المرء معجبا بآخر، ربما يتعين عليه أن يخبر شريك الحياة. فربما يتحول الأمر إلى شيء ممتع قد يؤدي بهما إلى لعبة تقمص الأدوار أو الخيال الجنسي. إن مشاطرة هذه المعلومة يمكن أن تبني ثقة وحميمية بنفس القدر الذي تفعله مشاطرة أي فكرة أو شعور هش.
ليس هناك شخص كامل ولا حياة مثالية
وفي المقابل، فإن الاحتفاظ بمسألة الإعجاب سرا يمثل إشكالية كأي سر آخر. وتوضح لاباربيرا: “على سبيل المثال، قد يشعر المرء بنوع من الخزي حياله، بينما المشاعر في أغلب الأحيان خارجة عن إرادة المرء”. وتضيف: ” إشكالية أخرى، تكمن في أن الأسرار مثيرة وقد تدفعك إلى التفكير أكثر في الشخص الذي تعجب به وربما الإقدام على عمل قد تندم عليه”.
وإذا لم يكن إخبار شريك الحياة خيارا متاحا، تقترح باربيرا التحدث مع صديق موثوق. وتوضح بأن هذا سيحقق نفس الغرض بإعادة الأمور إلى طبيعتها، كما سيساعد المرء في عدم التصرف وفق مشاعره.وينصح كريستي تشاركوشيان وسيط الزواج بموقع ” Three Day Rule ” بأن يدرك المرء قيمة العلاقة التي يدخل فيها، فعادة ما يأتي الإعجاب مقرونا بعقلية “حياة الآخرين أفضل ” حيث تبدأ في التفكير بأن كون الشخص الآخر يظهر شيئا ما ينقصك في علاقتك الحالية، إذًا فهو، أو هي خيار أفضل.
ويقول تشاركوشيان: “كما نرى في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، أبرز ما يعرضه أي شخص دائما يبدو أفضل من حياتنا الحقيقية”. ويضيف: “في الواقع، إذا تتبع المرء الشخص الذي يعجب به بعيدا عن علاقتكما، فسيجد عيوبه قريبة”. فليس هناك شخص كامل، حتى ذلك الذي تعجب به.
رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=16783
المصدر.. dw