spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

روني عبد النور _ مستقبل الجنس البشري: تلاشي الكروموسوم ( Y ) ليس التهديد الوحيد…

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب روني عبد النور خلال النسخة...

كارين عبد النورـ هل “تُردي” الحرب العام الدراسي اللبناني قبل أن ينطلق؟

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتبة كارين عبد النور قرار وزير...

الإيجابية الواقعية… كيف نتقبلُ عواطفنا بحبّ ومن دون نكران؟

مجلة عرب أسترالياـ الإيجابية الواقعية... كيف نتقبلُ عواطفنا بحبّ...

د. زياد علوش ـ الخيار الثالث يقتحم المشهد الرئاسي اللبناني

مجلة عرب استرالياـ د. زياد علوش على وقع التطورات الدراماتيكية...

سهير سلمان منيرـ تحسين الذكاء بالغذاء !

مجلة عرب أسترالياــ بقلم مستشارة التغذية سهير سلمان منير...

هاني الترك OAM- جفاف العاطفة

مجلة عرب أستراليا سيدني- جفاف العاطفة

الكاتب هاني الترك OAM
الكاتب هاني الترك OAM

بقلم الكاتب هاني الترك OAM

حينما كنت أصل إلى مكتبي في الصباح كان يأتيني موظف من القسم المجاور يسألني عن الاطلاع على صحيفة «سدني مورنيغ هيرولد» التي احضرها معي كل يوم.. وهذا الموظف لا يقرأ سوى قسم الوفيات.. سألته يوماً لماذا هذا الاهتمام المفرط بقراءة الوفيات فقال: أن قريبه المريض في المستشفى المصاب بمرض خطير ينتظر موته بين لحظة وأخرى.. ولكن يبدو أن روحه طويلة فقد عاش أكثر مما توقعه الأطباء.

اندهشت سائلاً أصدقائي الاستراليين في المكتب لماذا لا يذهب هذا الشخص إلى قريبه في المستشفى ليسأل عنه ويودعه بدلاً من أن ينتظر قراءة خبر وفاته في الصحيفة حتى يحضر جنازته؟

لم يشاركني أصدقائي في العمل هذه الدهشة.. ولكني قلت لهم: إلى هذه الدرجة وصلت برودة الأعصاب وجفاف العواطف.. بل انعدام الإنسانية بين الأقارب والأصدقاء.. فلماذا لم يذهب صديقنا هذا ويزور قريبه في المستشفى؟

فكان ردهم أن لا داعي لذلك.. ويكفي معرفة الخبر من الصحيفة.

بعد مرور ما يقارب الشهرين عن قدومه لي صباحاً توقف صديقنا فجأة عن القدوم إلى مكتبي لاستعارة الصحيفة.. فعرفت أن قريبه قد مات.. وحينما قابلته أردت أن استوثق من معرفتي فقال لي: نعم لقد مات وحرقت جثته لهذا لم اعد أتى إليك لقراءة الخبر.. فقد قرأته في الصحيفة أثناء غيابك عن العمل.

لقد أردت أن اعرف المزيد عن طبيعة هذا الزميل فقلت له: هل كان المرحوم مؤمناً؟ قال: نعم.. قلت له وهل أنت مؤمن؟

قال: لا.. فأنا انتهج العلم.

وبعد مرور عشرين عاماً على تلك الحادثة قابلت موظفاً صديقاً آخر كان يعمل معنا في تلك الدائرة.. فسألته عن أخبار ذلك الموظف الملحد.. فقال: لم يهتدِ إلى الله.. فقد أصيب بمرض عضال..

وخضع للعلاج.. وعاش وحيداً في منزله.. لم يتزوج ولا أحد حوله ويعاني من الوحدة والمرض.. يتناول العقاقير الطبية.. وذات صباح شعر بآلام حادة.. فتح شباك منزله وقال: يا رب أعطني القليل من العلم والكثير من الإيمان وسقط ولفظ أنفاسه ومات.

إن مصيبة هذا المجتمع الغربي مثل استراليا لان نسبة الإيمان بين الناس ضئيلة.. فإن أعظم حب في الوجود هي الإيمان بالله ومحبته.. وأعظم موهبة يمنحها الله للإنسان هي الإيمان.

يمكن القول انه من الأفضل أن يكون الإنسان مريضاً ومؤمناً على أن يكون معافى غير مؤمن.

نشر بجريدة التلغراف الأسترالية

رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=22680

ذات صلة

spot_img