spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 46

آخر المقالات

كارين عبد النور- قصّة أنف نازف… وإبرة وخيط

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «فتنا على...

د. زياد علوش- قرار مجلس الأمن الدولي”2728″يؤكد عزلة اسرائيل ولا ينهي العدوان

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش تبنى مجلس الأمن...

هاني التركOAM- البحث عن الجذور

مجلة عرب أستراليا-بقلم هاني الترك OAM إن الانسان هو الكائن...

إبراهيم أبو عواد- التناقض بين الحالة الإبداعية والموقف الأخلاقي

مجلة عرب أستراليا-بقلم الكاتب إبراهيم أبو عواد الإبداعُ الفَنِّي يَرتبط...

د. زياد علوش ـ”إسرائيل”عالقة في وحول فشلها وفظائع مجازرها

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش تتواتر التهديدات الإسرائيلية...

هاني الترك OAM- جفاف العاطفة

مجلة عرب أستراليا سيدني- جفاف العاطفة

الكاتب هاني الترك OAM
الكاتب هاني الترك OAM

بقلم الكاتب هاني الترك OAM

حينما كنت أصل إلى مكتبي في الصباح كان يأتيني موظف من القسم المجاور يسألني عن الاطلاع على صحيفة «سدني مورنيغ هيرولد» التي احضرها معي كل يوم.. وهذا الموظف لا يقرأ سوى قسم الوفيات.. سألته يوماً لماذا هذا الاهتمام المفرط بقراءة الوفيات فقال: أن قريبه المريض في المستشفى المصاب بمرض خطير ينتظر موته بين لحظة وأخرى.. ولكن يبدو أن روحه طويلة فقد عاش أكثر مما توقعه الأطباء.

اندهشت سائلاً أصدقائي الاستراليين في المكتب لماذا لا يذهب هذا الشخص إلى قريبه في المستشفى ليسأل عنه ويودعه بدلاً من أن ينتظر قراءة خبر وفاته في الصحيفة حتى يحضر جنازته؟

لم يشاركني أصدقائي في العمل هذه الدهشة.. ولكني قلت لهم: إلى هذه الدرجة وصلت برودة الأعصاب وجفاف العواطف.. بل انعدام الإنسانية بين الأقارب والأصدقاء.. فلماذا لم يذهب صديقنا هذا ويزور قريبه في المستشفى؟

فكان ردهم أن لا داعي لذلك.. ويكفي معرفة الخبر من الصحيفة.

بعد مرور ما يقارب الشهرين عن قدومه لي صباحاً توقف صديقنا فجأة عن القدوم إلى مكتبي لاستعارة الصحيفة.. فعرفت أن قريبه قد مات.. وحينما قابلته أردت أن استوثق من معرفتي فقال لي: نعم لقد مات وحرقت جثته لهذا لم اعد أتى إليك لقراءة الخبر.. فقد قرأته في الصحيفة أثناء غيابك عن العمل.

لقد أردت أن اعرف المزيد عن طبيعة هذا الزميل فقلت له: هل كان المرحوم مؤمناً؟ قال: نعم.. قلت له وهل أنت مؤمن؟

قال: لا.. فأنا انتهج العلم.

وبعد مرور عشرين عاماً على تلك الحادثة قابلت موظفاً صديقاً آخر كان يعمل معنا في تلك الدائرة.. فسألته عن أخبار ذلك الموظف الملحد.. فقال: لم يهتدِ إلى الله.. فقد أصيب بمرض عضال..

وخضع للعلاج.. وعاش وحيداً في منزله.. لم يتزوج ولا أحد حوله ويعاني من الوحدة والمرض.. يتناول العقاقير الطبية.. وذات صباح شعر بآلام حادة.. فتح شباك منزله وقال: يا رب أعطني القليل من العلم والكثير من الإيمان وسقط ولفظ أنفاسه ومات.

إن مصيبة هذا المجتمع الغربي مثل استراليا لان نسبة الإيمان بين الناس ضئيلة.. فإن أعظم حب في الوجود هي الإيمان بالله ومحبته.. وأعظم موهبة يمنحها الله للإنسان هي الإيمان.

يمكن القول انه من الأفضل أن يكون الإنسان مريضاً ومؤمناً على أن يكون معافى غير مؤمن.

نشر بجريدة التلغراف الأسترالية

رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=22680

ذات صلة

spot_img