مجلة عرب أستراليا- سيدنى – يورونيوز – يقضي القس الأسترالي ديف سميث وقته على حلبة الملاكمة في الأكاديمية التي تحمل اسمه غربي مدينة سيدني الأسترالية، بالقدر نفسه تقريبا الذي يقضيه خلال قداس يوم الأحد في الكنيسة، ويبذل الأب سميث جهدا للتخلص من حالة الشعور السلبي، مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الفيدرالية في 18 من الشهر الحالي.ولدى سميث هاجس يتعلق بكيفية معاملة اللاجئين ونظام إدارة مراكز استقبال المهاجرين الوافدين إلى بلاده على زوارق الموت، والذين يتم نقلهم إلى جزر بعيدة في المحيط الهادي.
فقدان الشفقة بتعلة “خطر الارهاب”
ويقول سميث البالغ من العمر 57 سنة وهو أكبر ملاكم محترف سنا في أستراليا، إنه إذا وصلت الحالة بالناس إلى الحديث عن خطر إبداء الرحمة بالغير، فإنها دلالة على فقدان الشفقة، وذل في إشارة إلى تحذيرات السياسيين التي مفادها أن اللاجئين يمكنهم أن يمثلوا “خطرا إرهابيا” على البلاد.
ويعتبر أكثر من نصف الأستراليين أنفسهم مسيحيين وفق أحدث الاحصائيات، ولكن على عكس نظراءهم المحافظين الأمريكيين، فإن المسيحيين الأستراليين معروفون بالتغيير المفاجئ عند تصويتهم، بناء على مدى احترام قيم عدة، منها القيم العائلية وسياسات تغير المناخ ومعاملة اللاجئين.ويصطف كل من تحالف الوطنيين الأحرار وحزب العمال المعارض الرئيسي في أستراليا معا أمام السياسة المتعلقة باللاجئين، ورغم ذلك لم يتمكن أي منهما من حشد مرتادي الكنيسة باعداد كبيرة، قبل أقل من أسبوعين من إجراء الانتخابات.
نقطة سوداء
وبعد سفره عديد المرات إلى الشرق الأوسط منذ 2013 ورؤيته عن قرب أزمة اللاجئينن ووجودهم في مراكز الاستقبال غصبا عن إرادتهم في جزيرة مانوس، اضحى سميث يشعر بالرغبة الشديدة في مساعدة الضعفاء، وهي بادرة ينبغي أن يتبناها المجتمع المسيحي ويجعلها أولوية يقول القس الملاكم، الذي سيخوض مباراته المقبلة من أجل مساعدة تمويل صندوق اجتماعي يخص العمل السلمي في سوريا، وحملات دعم اللاجئين.
ويرى سميث أنه يناضل من أجل شيء لا يعتقد أن معظم الأحزاب تفعل شيئا من أجله، معتبرا أن غياب تلك الرؤية لدى الأحزاب سيشكل نقطة سوداء في تاريخ أستراليا، حيث فقدت الرحمة بالناس الذين يواجهون المخاطر.
رابط مختصر:https://arabsaustralia.com/?p=3541