مجلة عرب أستراليا سيدني
أزمة الأخلاق الكونية والتيار الجارف للعولمة الثقافية
بقلم الكاتب منير الحردول
لا ندري هل ستمسي الأخلاق والاحترام وتكوين أسرة شبهة من شبهات العصر المعاصر!! في زمن أضحت فيه العولمة الثقافية تنحرف رويداً رويدا صوب الفردانية والانحلال، والزواج غير الموثق، والعلاقات المفتوحة غير الشرعية القانونية، وهكذا..
أظن أن الفشل فيما ذكرنا سابقا (الجملة الأولى)، سيضحّى يبحث وباستمرار عن مبررات شتى، وذلك لهدف واحد، ألا وهو تيسير الإنحرافات الكثيرة، لا سيما التي تتسم بالبهيمية في بعض الأحيان..فما مظاهر العنف وتعاطي المخدرات بمختلف أنواعها. التحرش، الاستعلاء الفارغ ممن يدعون السمو الموهوم بالثقافة الزائدة العرجاء! وعدم احترام الصغير الكبير، الإضرار بالبيئة والممتلكات العامة، في الحدائق والشوارع وغيرها من المظاهر المسيئة للحياة الطبيعية السليمة، لدليل ربما على أننا نعاني حقا من خلل ثقافي كبير..
فحقيقة غلو عقيدة ثقافة خالف تعرف، وتمادي بعض الأيديولوجيات في الترويج لمفاهيم مغلوطة وملغومة في بعض الأحيان، كالحرية والمساواة والطبيعة الجنسية وتحطيم الحدود واقتصارها فقط على الجوانب المتعلقة بالحياة الشخصية، والمرأة والحياة الجنسية وهكذا..
كلها عوارض بدأت ترزح تحت وطأة الضغوطات لا غير، إذ أنّ الستار الذي تحاول بعض القوى الغربية تغطيته بغربال مكشوف، وفي محاولة بائسة لفرض نماذج فاشلة فيما يتعلق بمفاهيم الأسرة والحياة الثقافية للأفراد والجماعات، على دول ومجموعات ثقافية لها خصوصيات ثقافية وتاريخية تختلف تماما عن نماذج الثقافة الغربية التائهة.
فلا يعقل فرض اللامعقول على ثقافة ” المعقول”، فزحف دور العجزة وزيادة مجهولي هوية الأبوة في الكثير من دول الغرب والانحراف على الطبيعة المتأصلة في الأسر لدى غالبية الأنظمة الغربية، بدأ على ما يبدو يهدد الوجود المستقبلي للجنس الأوربي إن صح القول، فالحياة الفردية ساهمت وبشكل كبير في تراجع مهول للتكاثر الطبيعي لأغلب ساكنة الغرب، مقابل الارتفاع الكبير للمواليد من الأسر المهاجرة، قد يكون الدافع الأساسي الذي يحرك خيوطا كثيرة، باسم الحريات والمثلية وغيرها..فالتاريخ بيننا من جديد!
رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=30283