spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ.د.عماد شبلاق ـ الشعب يريد تعديل النظام!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق-رئيس الجمعية الأمريكية...

كارين عبد النور- الحسم لـ”الدونكيشوتية” والفرز السياسي في “مهندسي بيروت”

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «ما رأيناه...

حبيبة فريد الأطرش ترحل في صمت المطربة العالمية مايا كزابيانكا…

مجله عرب استراليا سدني – المجله *ولدت مايا في المغرب عام 1940 باسم مرجوت المكيس عزران. وفي عام 1948 هاجرت كزابيانكا هي وعائلتها إلى إسرائيل.
*  أغنية «يا جميل يا جميل» غناها الموسيقار الراحل فريد الأطرش للمطربة الراحلة واهداها لها … وغنتها بالفرنسية ووصلت من خلالها إلى العالمية.
حصلت مايا بعد هجرتها من المغرب على الجنسيتين الإسرائيلية والفرنسية، وعرفت المطربة الراحلة بـ«عشيقة فريد الأطرش».
الفنانون الذين لم يعترفوا بفنها وإبداعها تجاهلوا غياب هذا الصوت وهذا الفن الخاص.
حظيت مايا كزابيانكا بنجاح عالمي، خصوصاً في فرنسا، وعربياً تألقت في لبنان وسوريا، قبل وصولها إلى إسرائيل.
قامت مايا بتسجيل 320 أغنية معظمها لفريد الأطرش، لكن ثلاثين منها كانت تفتخر بها وتعتبرها الأفضل والأجمل.

تل أبيب: توفيت نهاية العام المنقضي 31 ديسمبر (كانون الأول) المطربة المغربية اليهودية مايا كازابيانكا (78 عامًا)، وتشاء الأقدار أن تنتقل المطربة الشهيرة إلى رحمة الله، تزامنا مع الذكرى الـ44 لرحيل معلمها وحبيبها فريد الأطرش، الذي توفي في 26 ديسمبر (كانون الأول) عام 1974 بالعاصمة اللبنانية بيروت.

ولدت مايا في المغرب عام 1940 باسم مرجوت المكيس عزران. وفي عام 1948 هاجرت كزابيانكا هي وعائلتها إلى إسرائيل، وفي نهاية الخمسينات انتقلت إلى فرنسا وحققت نجاحا جعلها نجمة شهيرة وقدمت عروضا بجميع الدول من بينها روسيا ولبنان وجنوب أفريقيا. وكانت إحدى المغنيات البارزات والناجحات حول العالم، في سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي.

حصلت مايا بعد هجرتها من المغرب على الجنسيتين الإسرائيلية والفرنسية، وعرفت المطربة الراحلة بعشيقة فريد الأطرش والتي كانت ترغب فقط بوصفها هذا، وغادرت مايا للمرة الأخيرة بيتها في مدينة حيفا ليلة رأس السنة الجديدة مودعة هذا العالم، بمشاركة قلة قليلة من الناس، وكما عاشت متواضعة في بيتها في حيفا، بعد سنوات طويلة من حياة البذخ في عصرها الذهبي في بيروت مع الراحل فريد الأطرش، غادرت مايا، هذا العالم بتواضع لم يتوقعه أحد، ودفنت في «قرية تابور»، بالقرب من جبل الطور التاريخي، حيث تسكن ابنتها الوحيدة.

الفنانون الذين لم يعترفوا بفنها وإبداعها تجاهلوا غياب هذا الصوت وهذا الفن الخاص، ليس فقط لم يشاركوا في جنازتها بل لم يتطرقوا إليها بتاتا. لقد اقتصر خبر وفاتها على أخبار متواضعة في المواقع الإخبارية – في إسرائيل وخارجها – فيما تجاهلت القنوات التلفزيونية غياب هذا الصوت الفني الرائع، رغم أنها كانت تعتبر أفضل المغنيات وحظيت بشهرة عالمية واسعة. يوم وفاتها نشرت ابنتها «هذا الصباح توفيت المغنية الفرنسية الإسرائيلية مايا كزابيانكا. اليوم توقفت مسيرة حياتها. اليوم خبا صوت أغانيها، اليوم توقف قلبها عن الخفقان. ارتقت إلى السماء وانغرست في الأرض، لتفرح أهل ميروم هناك. وأنا واثقة من أنك ستواصلين الحياة وستنشدين أغنية عمرك يا أمي».

في الثامنة والسبعين من عمرها توفيت مايا كزابيانكا، التي حظيت بنجاح عالمي، خصوصا في فرنسا، وعربيا تألقت في لبنان وسوريا، قبل وصولها إلى إسرائيل.
وهي في سن ثماني سنوات هاجرت مع عمتها إلى إسرائيل وعاشت سنوات في أحد أحياء حيفا، بينما بقيت عائلتها في المغرب ومن ثم وصلت إلى باريس، وعندما بلغت الرابعة عشر من عمرها التقت مع والديها في باريس، ومن هناك انطلقت إلى حياتها الفنية.
وسبق أن التقيت مايا كزابيانكا في بيتها المتواضع في شارع النبي في حيفا، ورغم تواضع البيت لكن ديكوره الداخلي، الذي تحكي كل زاوية فيه جانبا من مسيرتها الفنية، يعكس شغفا بهذا الفن وتاريخه. في كل زاوية وعلى كل جدار كان لعلاقتها مع فريد الأطرش ذاكرة، صورهما في حفلات وفي جلسات خاصة، وخلال غنائها، وصور أخرى لفريد الأطرش وهو يعزف ويغني. كما علقت على الجدران صورا لها مع شخصيات إعلامية وسياسية لبنانية.


 
مايا والموسيقار فريد الأطرش
سألتني مايا بلغة عربية واضحة «يا جميل يا جميل ياجميل»، بتعرفي هاي الغنية، قالت لي وهي تغنيها بكل مشاعرها «هاي الغنية غناها فريد الأطرش لي….. فريد… آه فريد».

تقول مايا: «عندما كنت في الحادية عشرة من عمري كنت واحدة من ملايين المعجبات بفريد الأطرش وكنت أضع اسطواناته وأرقص وأغني معه، أحببت بشكل خاص أغانيه (وياك) و(بنادي عليك) و(يا زهرة في خيالي) وغيرها».

وكان والد مايا يعمل منظما للحفلات، وعندما بلغت 15 عاما من عمرها طلب منها الغناء في إحدى الحفلات التي ينظمها.. «وأقيمت الحفلة، وهناك سمعها مدير شركة فيليبس جاك بليه»، وقرر أن يعلمها الغناء ووافق والداها على ذلك. وسرعان ما تعاقدت مع شركة فيليبس على ألبوم غنائي، وهذه الشركة اختارت لها اسم مايا كزابيانكا، ليحظى فيما بعد بشعبية واسعة أينما حلت.

تقول مايا: «وفي أكتوبر (تشرين الأول) عام 1960 دعا مدير شركة فيليبس عددًا كبيرًا من الفنانين من نجوم السينما ومطربين وموسيقيين وكتابا وعشاق الفن وأبناء الطبقة الراقية في باريس لحفل غنائي، كان عددهم قد تجاوز الألف. وقد قدمني مدير الشركة في هذا الحفل على أنني النجمة الكبيرة مايا كزابيانكا، فذهلت وخفت من هذا التعريف أمام الشخصيات المعروفة في عالم الفن في باريس (مدينة الأنوار)». وأضافت: «ألقيت نظرة على الجمهور ودهشت لكثرة الأسماء البراقة التي جاءت لتحضر حفلتي الأولى، أنا البنت الصبية الفقيرة أستعد بكامل لباقتي وأنوثتي لأواجه هذا الجمهور الراقي.

كان بين الحضور المنتج السينمائي الألماني تونسي المولد مارسيل مانشالي المعروف باسم ماكس برغر. وكان في ذلك الوقت يستعد لتصوير فيلم مع الفنان فريد الاطرش. فحدقت في الحضور. ويا للمفاجأة التي هزتني. فقد كان فريد الأطرش نفسه يحضر حفلتي الأولى، وكان ذلك أول تحد بالنسبة إلي. أردت أن أبذل كل جهد لأتفوق في هذه الحفلة ولأثبت جدارتي. أردت لفريد أن يذكر صوت تلك الفتاة التي تغني ولم أكن أحلم بما تحقق على أرض الواقع. لقد تألقت في هذ الحفلة وسطع نجمي في سماء الفن وتهافت علي كبار النجوم يهنئونني ويعربون عن إعجابهم».

قال لي فريد الأطرش وهو يصافحني بعدما قدمني له ماكس برغر: «أتمنى لك التوفيق في طريقك الجديد. طريق الفن».. تقول مايا: «لا يمكن القول إن شرارة الحب الأولى انطلقت في تلك اللحظة، لكنني انفعلت كثيرًا وشعرت باضطراب شديد وأنا أرى أمامي نجم الشرق اللامع الوسيم الحبيب الذي قضيت أجمل ساعات أردد أغانيه وحلمت بلقائه والتعرف إليه. هذا الرجل يقف أمامي يصافحني ويعبر لي بكلماته الرقيقة عن إعجابه وتمنياته لي بالنجاح. وقلت في نفسي: «يا إلهي هذا كثير علي. الفنان العملاق الإنسان الكبير الذي أعجبت به منذ فتحت عيني على الفن والغناء صار هو المعجب بي».

قالت كازبيانكا: «انفتحت في حياتي صفحة جديدة بعد انتهاء العرض حيث ملأ عشرات المعجبين غرفتي وقدمت لي سلة كبيرة من الورود الحمراء ومعها البطاقة: «من المعجب الكبير بك فريد الأطرش».


 
ما بين الرحباني وصباح وكازينو دمشق الدولي
رغم ما واجهت مايا كزابيانكا من أحداث خلال محطات عدة لها في سوريا ولبنان والاتحاد السوفياتي سابقا وفرنسا، إلا أن قصة عشقها مع فريد الأطرش بقيت ترافقها حتى مماتها. فبالنسبة لها كان حلم فتاة في الحادية عشرة من عمرها، وهي تغني مع أترابها في المدرسة أغاني فريد الأطرش، أن تلتقي بهذا الفنان العربي وأن يقبل يدها ويسقيها خمر حبهما. هذا العشق الذي كلما كان يطلب منها الحديث عنه كانت تمنح كل وقتها لتعود بالذاكرة مستخدمة كتابها، الذي تطرق لهذه المحطة الهامة والخاصة في حياتها، وجاء تحت عنوان «أنا وهو… قصتي مع فريد الأطرش»، مادة شيقة للحديث عن علاقتها مع فريد الأطرش.
«

يوميات فنانة رفلت في الغنى.. وتمتعت بالشهرة وجالست الشخصيات البارزة والزعماء المشهورين في حقبة الستينات وبداية السبعينات. حسناء أسرت الرجال بجمالها الأخاذ وسحرتهم بنفسيتها الكريمة فتراموا إليها يخطبون ودها ويريدون عشقها
أما هي فقد رست على حبها الكبير وارتبطت الرباط الأبدي بالحبيب الذي عاش فنانا كيبرا وإنسانا كريما محبا للحياة… الحبيب فريد الأطرش».

كانت هذه هي مقدمة كتابها، مادة تستخدمها عندما تريد الحديث عن نفسها وفنها وعن عشقها لفريد الأطرش.
في كتابها كانت مايا تحكي بمنتهى الصراحة عن علاقتها مع فريد الأطرش وبأكثر المواقف حساسية، الكثير كان يسألها، وفق قولها، لماذا لم تتزوجا؟ والرد على هذا السؤال جاء واضحا في الكتاب، إذ تقول: «حين أذكر فريد وحياتي الشخصية معه أذكر كم فكرت بالزواج منه، وقد عرضت عليه الموضوع عدة مرات لكنه كان مصرا على رأيه أنه لن يتزوج، وكثيرا ما كنت أفكر بمصيري أنا في مستهل حياتي ولا ينقصني شيء إلا الاستقرار في بيت زوجية دافئ. وأنا في بيروت، هذه المدينة التي وقعت في حبها ولا أنساها كانت تراودني أفكار كثيرة. أهلها يحبونني من كل قلبهم. فيها عشت أجمل لحظات حياتي، لقد ترجموا أغانيّ إلى العربية وغنوها وصاروا يتخذون من اسمي في إعلاناتهم حتى البنات اللاتي ولدن في تلك الفترة أطلقوا عليها اسم مايا». 

لقد قامت مايا بتسجيل 320 أغنية معظمها لفريد الأطرش، لكن ثلاثين منها كانت تفتخر بها وتعتبرها الأفضل والأجمل.
وللنجمة الراحلة مايا كزابيانكا تاريخ في ذاكرة الكثيرين في العالم العربي، خصوصا في لبنان وسوريا. كان الجميع، وفق ما قالت، يعتقدون أنها فرنسية مسيحية، وهكذا تعامل معها حتى رؤساء الدول الذين كانوا يحضرون حفلاتها ويجلسون في الصفوف الأمامية فيها. قضت أوقاتها في أضخم فنادق لبنان وحلت ضيفة على أبرز الشخصيات الفنية والإعلامية وعاشت حياة البذخ سنوات طويلة أينما وصلت لتقديم الحفلات، وفي الكازينوهات في بيروت ودمشق كانت أكثر المغنيات اللاتي يجذبن الحضور.

ولبيروت مكانة خاصة لكزابيانكا وقد اتخذت في كتابها مساحة شاسعة بوصفها الحفلات وكتبت عن بعضها: «اندفعت إلى مركز المسرح… عشرات الورود تناثرت حولي انتظرت لحظات استعدت بها ثقتي بنفسي، مسحت دمعة من دمعات الفرح وأشرت إلى زملائي العازفين وبدأت أغني الأغنية التي كتب كلماتها بالفرنسية ولحنها لي الفنان إلياس الرحباني (إلى بيروت العزيزة)».

جاءت فيروز مع زوجها وجوزيف شاهين إلى الحفلة في كازيو المروكو في شارع الحمراء، كانت فيروز والأخوان رحباني من أوائل الذين قابلوني وشجعوني، والفنانة صباح أحبتني وأحببتها، وتصادف أن غنت معي مرة على المسرح وتعانقنا وقدمنا سويا عرضا شيقا أثار حماس الجمهور.


 

في ذلك الحفل غنيت أغنية بالفرنسية علمت فيما بعد أن فريد الأطرش كان يعشقها ويحب سماعها:
(هذه الليلة صار عمري ثماني عشرة
وهبت لكم حياتي وإن كانت تجربتي فيها ضئيلة
اقبلوني كيفما شئتم وإن أحببتم سأنشرح
وإن لم تفعلوا ينتابني الألم

قدري يقول لي إنني لن أفلح في دخول قلوبكم)
وما إن انتهيت من الأغنية حتى ضجت القاعة بالهتاف والتصفيق وهجم علي العشرات من المعجبين والمعجبات يصافحونني ويقبولونني ويحتضنونني. وضاق الخناق حولي وفجأة رأيت شابا قوي البنية يدفع الجمهور عني ويفسح لي الطريق قائلا:
أسرعي بالخروج السيارة تنتظرك. وبعد أن خفت وطأة الجمهور قال: أنا انفذ تعليمات فريد الأطرش».

 
نشيد «هتكفا»
في أكبر حفل شاركت فيه في موسكو حضر الرئيس بريجنيف وأمام الجميع أنشدت النشيد الوطني الإسرائيلي «هتكفا» الذي ألفه الشاعر اليهودي من شرق أوروبا نفتالي هيرتس إيمبر ويعني «الأمل» لتعلن يهوديتها.
كان هذا الحفل مفصليا في حياتها، فإعلانها بات على كل لسان عربي وعالمي، فهذه المغنية المسيحية الفرنسية ما هي إلا يهودية قدمت إلى فرنسا من إسرائيل.

لقد علمت المخابرات السورية بذلك، لكن الكثيرين من حولها تمكنوا من تهريبها من سوريا إلى لبنان ومن هناك إلى قبرص ثم إسرائيل.

كان حفل «هتكفا»، يهيمن على الإعلام العربي والعالمي. كان ردها على ذلك بأن الأمر لا يهمها، وبالنسبة لها حلمها الأكبر أن تموت في إسرائيل. لكن مايا ما كانت تعتقد أنها سوف تتعرض للتجاهل ولصوتها وفنها. حيث اقتصر ظهورها الفني على حفلات صغيرة يحضرها مجموعات من اليهود الشرقيين من المغرب وليبيا ومصر وغيرها. ابنتها، التي أنجبتها من المدير العام لإذاعة مونت كارلو، ومدير أعمالها، بيير دولو، سكنت بعيدة عنها، فقد رفضت مايا مغادرة بيتها المتواضع في حيفا، المدينة التي قضت عشر سنوات من طفولتها فيها. وبقيت هناك حتى آخر يوم في حياتها… وكما يقول أصدقاؤها فقد بقيت كزابيانكا تردد عشقها لفريد الأطرش حتى آخر أيامها.

وعن لقائها الأخير مع فريد الأطرش قبل تركها لبنان مضطرة في ستينات القرن الماضي، بسبب شدوها النشيد الوطني الإسرائيلي والأوضاع السياسية في المنطقة آنذاك، قالت مايا في مذكراتها: «صبيحة اليوم الأخير، أفقت فوجدت فريد يحمل معطفي!… أخذت لحظات الفراق تختنق. لاحظت يديه ترتجفان، لكنه حاول إخفاء ذلك عني، وكانت أصابعي أيضا ترتجف، فضمني إليه، ولم أكن أستطيع أن أحتمل. انفجرت دموعي. فقبّل دموعي ثم قال: «شابتي الحبيبة، ليست هذه النهاية، بل هي البداية»… وأضاف: «لو استطعت لما تركتك لحظة إلى الأبد».

رفضت مايا كل زواج عرض عليها بعد فريد الأطرش. وتقول في مذكراتها إنها كانت تنتظر موعد أفلام فريد الأطرش في الفضائيات العربية. وتبكي بمرارة عند كل لقطة له في الفيلم. وتعود لتتذكر كل من عرفتهم خصوصا من فنانين، فتشتاق للقاء صباح ووديع الصافي وإلياس الرحباني وسيمون الأسمر، وتشتاق إلى اللبنانيين الذين وقفوا يحيونها بحرارة عندما كانت تغني «آفي ماريا».

وتحاول أن تقنع نفسها أحيانا، بأنها قد تستطيع الوصول إلى لبنان وقد يستقبلها من أحبتهم هناك، بقولها: «ليلى مراد كانت أيضا يهودية. وتساءلت هل ذنبي أنني ولدت يهودية؟».

وأنجبت مايا وحـيدتـها، من خلال علاقتهـا مع خطيبها وصديقها ومدير أعمالها الذي عاشـت معه خمـس سنـوات… تقول مايا «قلت له لا أستطيع الـزواج بـعد فريـد». وأضافت: «لقـد حاولت أن أعيش مع مدير أعمالي بيير لكنني عـجزت. وبعد خـمس سـنوات قررت أن أتركه».

في تاريخ موتها كأنها تحقق ما أنهت به كتابها عن علاقتها بفريد الأطرش. فقد توفيت في ذات الشهر الذي توفي فيه فريد الأطرش بفارق أربع وأربعين سنة وأربعة أيام. هو توفي في السادس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) وهي توفيت في الثلاثين من ذات الشهر، عام 2018.

وفي تطرقها للحظات الفراق أنهت حديثها عن عشقها لفريد الأطرش:
«بعد وفاة فريد عشت أيامي في فيض من الحزن. هل كتب علي أن لا أفتح صفحة جديدة في حياتي؟ تستيقظ قوة نفسية في داخلي: قومي واستمري في حياتك.

وأنا لا أستسلم لليأس ولا تنتابني الأفكار السوداء.. التي حسمت حياة فنانات وفنانين آخرين.
لا!! فالنشأة التي حظيت بها في صغري.. غرست بي الإيمان… بقوة الحياة. كان والدي يعلمني: حياتنا ليست لنا بل لله وحده. نودعها بيدينا وعلينا أن نصونها.
بقيت مع حبي الأبدي… حبي لفريد الأطرش.
هذا الحب الذي يخترق حدود الحياة… مع أني ما زلت أملك دوافع الحياة… وطاقتها بحيث سأجعل فريد ينتظرني كثيرا قبل أن نغطي الهوة العميقة التي بين العالمين».
 

رابط مختصر –https://arabsaustralia.com/?p=3752


ذات صلة

spot_img