spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

أ.د.عماد شبلاق- إجراءات التجنيس والتوظيف والتسكين … طلبات أصبحت مرهقة لكثير من المهاجرين!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق- رئيس الجمعية...

هاني الترك OAM- ترامب الأسترالي

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دونالد ترامب هو...

د. زياد علوش-حمى الله أستراليا

مجلة عرب أستراليا- د. زياد علوش آلمتنا الأخبار التي تواترت...

علا بياض- رئيس بلديّة ليفربول نيد مانون تاريخٌ حافلٌ بالإنجازات

مجلة عرب أستراليا-  مقابلة خاصة بقلم علا بياض رئيسة...

خلدون زين الدين – “حيادها قد لا يستمرّ طويلاً”… لماذا قبائل دارفور مهمّة لحسم معارك السّودان؟

مجلة عرب أستراليا سيدني

“حيادها قد لا يستمرّ طويلاً”… لماذا قبائل دارفور مهمّة لحسم معارك السّودان؟

الكاتب والإعلامي خلدون زين الدين
الكاتب والإعلامي خلدون زين الدين

بقلم الكاتب خلدون زين الدين- النهار العربي

معارك الخرطوم تتواصل. لا حسم قاطعاً لأي طرف. كل ساعة جديدُها معها… والجديد الآن: دارفور. الحسم قد يكون هنا. الإقليم وازن. بيئته متشابكة. من يكسب قبائله حليفاً قد يكسب الحرب، لكن، ليست هذه القصة كاملة؛ ثمة تتمة.

المعلومات تشير إلى نقل الجيش السوداني جزءاً من معركته في الخرطوم إلى الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور. هدف الجيش محدد: قطع الطريق على قوات الدعم السريع عديداً وعتاداً، وقطع شرايين الجغرافيا المتداخلة العاملة لمصلحة قوات الدعم السريع.

اسم دارفور وحده كفيل بـ”نَبْش” الذكريات المؤلمة. الإسم كفيل بإيقاظ “فوبيا دارفور”. في الإقليم ذكريات قاسية، ذكريات معارك مدمرة، بطلتها حركات مسلحة واجهت نظام الرئيس السابق عمر البشير. في البال، تعاون الفريق أول عبد الفتاح البرهان مع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) لتكبيد الفصائل المسلحة خسائر فادحة. وقتذاك، كانت قوات الدعم السريع جزءاً من الجيش.

حوار

تأجج المعارك في دارفور يُمثل، برأي مديرة تحرير صحيفة “الأهرام” المصرية الدكتورة أسماء الحسيني، المتخصصة في الشؤون الأفريقية، “جرسَ إنذار كبيراً جداً بأن الحرب لن تتوقف عند حدود الخرطوم والمدن القريبة منها، لكن يمكن أن تتمدد في طول البلاد وعرضها، وخصوصاً أن هناك العديد من الأقاليم الهشة التي عانت الصراعات والنزاعات في عهد نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، وفي مقدمتها إقليم دارفور”.

تقول الحسيني لـ”النهار العربي” إن إقليم دارفور الشاسع الذي عانى ويلات التمرد والنزاع المسلح بين الحركات المتمردة والحكومة المركزية منذ عام 2003، لم يهنأ أهله بالأمان والاستقرار حتى بعد الثورة، “وظلت هناك صراعات قبلية تنشأ من حين إلى آخر، ولم تكن الدولة في المركز، بسبب الصراع بين المكونين العسكري والمدني، قادرة على حسم هذه النزاعات”.

برأي الحسيني، “اشتعال الوضع الآن في دارفور أمر خطير للغاية، لأن الإقليم منفتح على العديد من دول جواره، وكلها مناطق هشة، وكلها مناطق تعاني مشكلات وحروباً وصراعات يمكن أن تلتحم مع ما يحدث في السودان، وأيضاً بين السودان وبينها امتدادات قبلية وسكانية، يمكن أن يتم استدعاؤها إلى هذه المعارك. أيضاً هناك ارتباطات سياسية لأطراف النزاع في السودان بأطراف سياسية في هذه الدول”، كما تقول.

محيط دارفور

“إذا نظرنا إلى الدول المحيطة بدارفور نجد ليبيا، وكلنا يدرك معنى ليبيا والانقسام والصراع الكبير والهوة السحيقة التي تعيشها منذ سقوط نظام القذافي عام 2011، وأيضاً، وإضافة إلى الصراعات، أصبحت مرتعاً لحركات وجماعات إرهابية وعصابات تستغل كل هذه الأوضاع الهشة”، تضيف الحسيني.

إلى جوار دارفور كذلك، تشاد، أفريقيا الوسطى وجنوب السودان، وكلها تعاني أوضاعاً صعبة ومعقدة للغاية. تعتقد الحسيني أن “الأمر خطير للغاية وينذر بأن الحرب لن تبقى في السودان وحده، بل يمكن أن تكون لها تداعيات كارثية، ليس على المنطقة العربية كلها والقارة الأفريقية وحسب، بل على أمن العالم كله واستقراره، ما يستدعي بالطبع التحرك السريع من قبل الأطراف جميعاً عرباً وأفارقة، كما أن الأطراف الغربية وموسكو والصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تلعب دوراً كبيراً ويجب أن تكون الوساطة لحل هذه القضية قوية مؤثرة تتضافر فيها الجهود الإقليمية والدولية، لأن مصالح الجميع ستتضرر في هذه المنطقة إن طال أمد الحرب، التي يمكن أن تنزلق إليها أطراف أخرى في داخل السودان أو خارجه”.

نيات طيّبة وثروات

حاكم إقليم دارفور مني أركو ميناوي أعلن أنه كوّن قوات من أجل الفصل بين المتحاربين في شمال دارفور، “ربما هذا التحرك يُعبّر عن نيات طيبة”، برأي الحسيني “لكن يخشى البعض أن تنزلق الحركات المسلحة التي ما زالت تعلن حيادها ومناشدتها للطرفين لوقف الحرب، يخشى أن تنزلق إلى أتون الحرب المدمرة”.

“دارفور، هو ساحة لتنافس دولي كبير جداً، وكلنا رأينا الاتهامات الأميركية لقوات فاغنر الروسية بأنها موجودة وتعمل، وهناك صراع كبير جداً، وقوى عديدة إقليمية ودولية تتكالب على السودان، ودارفور طبعاً يحتل أهمية نظراً إلى الإشارات الكبيرة عما يملكه من احتياطات ضخمة من الثروات المعدنية والنفطية وغيرها، بالإضافة إلى موقعه المنفتح على دول أفريقية عديدة ومنطقة الساحل”… كل هذا برأي الحسيني يؤجج المزيد من الصراع في دارفور وفي السودان، كله إن لم يتم تدارك الأمر سريعاً ونزع فتيل الأزمة والذهاب إلى حوار يفضي إلى تسوية.

حياد إلى متى؟

ليس سراً استفادة قوات الدعم السريع من البيئة الاجتماعية والجغرافية المتشابكة في إقليم دارفور. القوات تنشط بحكم الامتدادات القبلية التي تصل إلى تشاد، وهو ما أشارت إليه الحسيني، وسط تداخل مكثف بين قبائل ومكونات اجتماعية مختلفة على جانبي الحدود.

الحركات المسلحة المنتشرة في دارفور، وقّع بعضها على اتفاق جوبا للسلام مع الخرطوم، وبعضها لا يزال بعيداً منه. الحركات هذه أعلنت أنها على مسافة واحدة من الطرفين المتحاربين، لكن مراقبين للمشهد يتوقعون ألا يستمر حياد الحركات المسلحة في دارفور طويلاً “إذا اشتد القتال في الإقليم”. الأكيد أن الجيش كما الدعم السريع سيحاولان استقطاب قادة الحركات المسلحة هذه، مع ما تملكه من عتاد عسكري يمكن أن يلعب دوراً في تغيير وجهة المعارك.

قوات الدعم السريع تعرف دارفور جيداً بحكم البعد القبلي، ولها روابط اجتماعية ومصاهرات في تشاد، والكثير من أعضاء الحكومة في أنجمينا ينحدرون من قبائل تقيم على الحدود المشتركة وتدين بالولاء لحميدتي، هذا ما يبرر – وفق المراقبين – قلق البرهان من إمكان إعادة قوات الدعم السريع ترتيب أوراقها انطلاقاً من دارفور. الجيش يسعى لكسر شوكة دارفور قبل أن تخرج عن سيطرته.

رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=29116

ذات صلة

spot_img