spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 46

آخر المقالات

كارين عبد النور- قصّة أنف نازف… وإبرة وخيط

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «فتنا على...

د. زياد علوش- قرار مجلس الأمن الدولي”2728″يؤكد عزلة اسرائيل ولا ينهي العدوان

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش تبنى مجلس الأمن...

هاني التركOAM- البحث عن الجذور

مجلة عرب أستراليا-بقلم هاني الترك OAM إن الانسان هو الكائن...

إبراهيم أبو عواد- التناقض بين الحالة الإبداعية والموقف الأخلاقي

مجلة عرب أستراليا-بقلم الكاتب إبراهيم أبو عواد الإبداعُ الفَنِّي يَرتبط...

د. زياد علوش ـ”إسرائيل”عالقة في وحول فشلها وفظائع مجازرها

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش تتواتر التهديدات الإسرائيلية...

د.علي الموسوي- البكائية والكوميديا

مجلة عرب أستراليا سيدني

البكائية والكوميديا

بقلم د.علي موسى الموسوي 

تتربع الكوميديا السوداوية المُبهجة على رأسِ اصدق الأدوات التعبيريّة في محاكاةِ همومنا ومآزقنا في العالم العربي الممزق روحياً وسياسياً، والمُلاحظ أن غالبية البرامج الكوميدية الدرامية التي عرضت مؤخراً على القنوات التلفزيونية العراقية أو على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت تعبيراً فنياً رافضاً لواقعنا المزري ومحاولة جادة لعرض القضايا السياسية والاجتماعية وشرحها إلى الجمهور بطريقة ساخرة وهزلية، ولكن السؤال المؤلم هل يمكن اعتبار أداوت الابتذال الفني والخروج عن المعايير الأخلاقية لدرجة اختراق بيوتنا بشتى السلوكيات والألفاظ البذيئة لفرضِ كوميديا هابطة، هنا لابد لنا أن نسأل أين الرقابة المختصة بوضعِ الحدود الرصينة مابين الكوميديا والإسفاف في التعامل مع الجمهور واحترامِ التقاليد والأخلاق والأعراف الاجتماعية، لماذا انسحب صُناع الكوميديا المهذبة التي تعتمد الطرفة والنكتة والنقد والسخرية دون تجريح أو تجاوز على الذائقة العامة، وشتان مابين العمل المهني الذي يجعل الإنسان جوهراً له وبين من يضحك على الإنسان وينتقص من قيمه الجمالية الراقية والأخلاقية المهذبة، لماذا غابت ثيمة الكوميديا الهادفة الراقية التي هي بالحقيقة فنا وسلوكاً لا متاجرة رخيصة تسيء للذوق العام وتشترك بإنحدار الذوق الفني الذي لا ينم عن الثقافة والأخلاق العامة.

ولو عدنّا إلى جذور الكوميديا اليونانية المُعتقة لوجدنا أن هدفها كان معالجة الواقع بطريقة ساخرة وتنسجم مع رؤية فرويد للنكتة إذ نظر الإغريق إليها بوصفها وسيلة للتنفيس لأنها تقدم الواقع بصورة جميلة ومضحكة من خلال الفعل الذي تحمله، خصوصاً في كتابة النكتة وعلاقتها باللاوعيّ باعتبارها نافذة أو وسيلة لتفريغ للشحنات الانفعالية وضغوطات الحياة المكبوتة وأيضاً تعتبر النكتة والضحك هما وسيلة لتفريغ الطاقة العصبية المكبوتة عند الفرد والتي عبر عنها “فرويد” بأن الضحك والكوميديا يستندان بطبيعتهما إلى الألم والمعاناة وهو الأمر الذي يجعل الكوميديا وسيلة تنفيس لتنظيم فوضى الحياة المعاصرة، وأيضا بذات السياق فقد وجدت دراسة أن الكوميديين أكثر الناس حزناً ووجعاً ولديهم قدرة أقل على الشعور بالمتعة الشخصية والاجتماعية ونظرة أكثر قتامة للإنسانية والحياة، أما الكاتب السوري الكبير “محمد الماغوط” فقد أشار إلى جوهر الكوميديا المشبعة بالحزن بإعتبار أن الحزن المفرط هو جوهر كل إبداع وتفوق ونبوغ وان الكوميديا الراقية إذا لم يكن منطقها الحزن فسوف تصبح تلفيقاً وتهريجاً لأننا نشعر بتحسن حالتنا النفسية عندما نضحك كثيراً ولكن المفاجأة تكمن عندما نعلم أن الكثير ممن يقدمون لنا الكوميديا يعانون من فرط الحزن والاكتئاب تلك الجدلية التي ترويها احد القصص بأن رجل فرنسي ذهب إلى احد الأطباء النفسيين وهو في حالة من الكرب الشديد وشرح له معاناتهِ من حالة مفزعة من التعاسة والاكتئاب وطلب أن يصف له بعض الأقراص أو أي شيء يمكنه أن يساعده في التغلب على هذه الحالة فأجاب الطبيب بغرابة: “أنت لا تحتاج إلى دواء اذهب وشاهد المهرج الشهير جروك، سيُبهجك ويجعلك تشعر بالتحسن” لكن الصدمة كانت حينما علم هذا الطبيب أن مريضه هو جروك بذاته.

رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=28631

ذات صلة

spot_img