مجلة عرب أستراليا سيدني- مناطق سياحية طبيعية في منتهى الإثارة..عالمٌ من السِحر والخيال
جبال بألوان قوس قزح، مرآةٌ من الطبيعة، أشجارٌ على هيئة مظلة، صخور شاهقةٌ تنمو من الأرض، بحيرة من الفراولة، غابةٌ من الأحجار، وغيرها الكثير من المناظر الغريبة التي شاهدناها في الرسوم المتحركة وأفلام الخيال وعالم الأساطير. ولكن هل تصدق أنها موجودة في الحقيقة؟ بالفعل هي موجودة، «سيدتي» ستصحبكم في جولة على بعض منها في الآتي:
شجرة «دم العنقاء»
تقول الأسطورة إنّ هذه الشجرة الواقعة في جزيرة سقطرى في اليمن، نبتت من دم الأخوين هابيل وقابيل، عندما وقعت أول جريمة قتل عرفها التاريخ، فسال الدم الذي نبتت منه هذه الشجرة. وهناك حكاية أخرى تقول إن الشجرة نمت من دم متخثر سال من تنين وفيل أثناء صراعهما حتى الموت. إلا أن الحقيقة الثابتة والمذهلة هو منظر الشجرة التي للوهلة الأولى قد تعتقد أنها جزءٌ من إحدى القصص الخيالية، غير أنها شجرةٌ طبيعيةٌ، وهي من أندر الأشجار والنباتات المستوطنة في جزيرة سقطرى؛ إذ اقترن اسم الشجرة باسم الجزيرة لشهرتها وأهميتها منذ أقدم العصور. وتتميز شجرة دم الأخوين بشكلها الفريد من نوعه، الذي يشبه المظلة، وتوجد في المقام الأول في المرتفعات الجبلية على جزيرة سقطرى؛ إذ يبلغ ارتفاع هذه الأشجار الفريدة بين 6 و9 أمتار. ويُعد الاسم الشائع للشجرة عند أهالي الجزيرة هو «عرحيب»، كما يطلق عليها أحياناً اسم «دم العنقاء». وعادة ما يحدث أهالي الجزيرة شقوقاً في ساق الشجرة لتسيل منها مادة لزجة حمراء اللون تترك حتى تجف ثم تجمع، وتعد من الصادرات الرئيسة للجزيرة، وجزءاً من تجارة التوابل في المنطقة، كما تدخل شجرة دم الأخوين في الكثير من الصناعات البدائية في الجزيرة، وتعد من النباتات الطبية التي تستخدم للعلاج. وكانت تستخدم للصباغ، وبخوراً، ودهاناً للجسم.
بحيرةٌ بلون الفراولة واللبن
بحيرة لارك روز أو بحيرة ريتبا؛ حيث تأخذك المياه ذات اللون الوردي إلى عالم من الخيال، وكأنك تعيش وسط بحيرة من الفراولة واللبن. تقع البحيرة في شمال شبه جزيرة كاب فير في السنغال، وتتميز بطبيعتها الساحرة، وخاصة في فصل الربيع، وهي ميزة نادرة غير موجودة في أي بحيرة أخرى في العالم؛ ما جعلها مقصداً لآلاف السياح من حول العالم. تتميز تلك البحيرة بلونها الوردي الذي ينتج من دنيلا سالينا، وهو نوع من الطحالب يعيش في البحيرة، ويقوم بإنتاج الصبغة الحمراء التي تستخدم ضوء الشمس ليتحول لون المياه إلى اللون الوردي. وإن كنت من محبي السباحة، يمكنك أن تقوم بذلك في تلك البحيرة بكل سهولة، كونها تتميز بارتفاع نسبة الملوحة في الماء؛ حيث تصل إلى ملوحة البحر الميت؛ ما يتيح لك السباحة فيها بطريقة سهلة.
وهناك العديد من الأنشطة السياحية التي يمكنك ممارستها في البحيرة؛ حيث إن للأملاح قدرة على معالجة العديد من الأمراض، لما فيها من مواد معدنية، فتعالج بعض أمراض الجلد وبعض أمراض العظام، كما تقوم بعلاج الأمراض القلبية.
وإن كنت من هواة التصوير، يمكنك التقاط العديد من الصور للبحيرة الساحرة؛ حيث سيبهرك منظر جامعي الملح في البحيرة، ودائماً سترى شواطئها مليئة بأكوام الملح؛ حيث يستخدم جامعو الملح أيديهم لاستخراجه من قاع البحيرة، ومن ثم يضعونه في سلال، ويتم نقله إلى الشاطئ؛ لذلك ستندهش من منظر تباين جبال الملح المملوءة بجانب شاطئ البحيرة ذات اللون الأبيض والكثبان الرملية الذهبية على الجانب الآخر من الجزيرة الوردية اللون.
جبل رورايما حيث تلامس السحاب
قول الأسطورة إن جبل (رورايما) هو «ما بقي من شجرة عملاقة حملت كل أنواع الفاكهة والخضار في العالم». وأيضاً وفقاً للأسطورة، فقد «طُرحت الشجرة أرضاً على يد أحد القدماء، ونتج منها طوفان عظيم». وكان يعتقد السكان المحليون أن أي شخص يصعد قمة الهضبة لن يعود سالماً، أو ربما لن يعود على الإطلاق. وفي كل الأحوال، إن كنت من عشاق المغامرة وتسلق الجبال يمكنك الذهاب إلى جبال رورايما في فنزويلا، فهناك سوف تحظى بأجمل متعة في العالم، فذلك الجبل الرهيب قديم جداً منذ ملايين السنين، والعجيب وأنت فوقه تكون قد اخترقت السحاب. كما يمكنك الاستمتاع بالمناظر الرائعة والنادرة للنباتات التي لا تعيش إلا والماء منهمر عليها دائماً؛ لذلك هذا الجبل لا تنقطع عنه الأمطار أبداً؛ ما خلف شلالات من المياه رائعة الجمال زادت من جمال المكان وروعته.
وفي قمة جبل رورايما تكونت حديقة طبيعية تسمى «حديقة كانيما الوطنية»، التي تحوي العديد من الحيوانات الغريبة، وأغربها ذلك الضفدع المسمى «ضفدع رورايما»، وهو ضفدع شديد السواد إلى حد لافت للنظر، كما أنه صغير الحجم لدرجة أنه يبلغ في بعض الأحيان عقلة الأصبع؛ ما جعل السكان المحليين يعتقدون أنه «جني صغير».
يبلغ ارتفاع الجبل 2810 متراً، أعلى جزء بالجبل عبارة عن صخرة مافريك بالجهة الجنوبية من الجبل، وتقع بالكامل داخل حدود فنزويلا. وإن كنت من محبي تسلق الجبال فمن الأفضل تسلق الجبل قبل هطول المطر، فإذا صادف هطول المطر أثناء التسلق يجب أخذ الحذر جيداً فالممرات تكون زلقة وشديدة الخطورة.
نفقُ الحب
تقول الأسطورة إن هناك زوجين في الحب يمكنهما أن يتمنيا أمنية معاً داخل النفق، وإذا كان الحب حقيقياً سيحصلان على مرادهما مع مرور الأيام.
يقع النفق في أوكرانيا بمنظر ساحر محاط بالأشجار الخضراء الغنّاء من كل صوب، ويمكنك زيارته خلال فصل الخريف؛ حيث أجمل ما يكون فيه. وكان في الماضي يستخدم مجرد سكك حديدية، ولكنه تحول إلى واحد من أكثر المناطق الرومانسية على وجه الأرض؛ حيث تنمو الأشجار بحرية في جميع أنحاء القضبان. كما أن ألوان النفق ومناظره تتغير مع تغير فصول السنة، فإذا كنت تريده أخضر بالكامل يمكنك زيارته منتصف شهر مايو حتى نهاية شهر أغسطس. وإذا كنت تريده بألوان الخريف الأصفر والأخضر يمكنك زيارته من بداية سبتمبر حتى منتصف أكتوبر. وإن كنت تريده باللون الأبيض فيمكنك زيارته خلال الشتاء. لذا يشكل هذا النفق لوحة طبيعية خلابة ترتاح لها الأنفس والأبصار.
غابةُ الأحجار
تقول الأسطورة إنّ الغابة هي مسقط رأس فتاة جميلة اسمها أشيما، وقعت في الحب لكنها منعت من الزواج بالرجل الذي أحبها فتحولت بسبب الحب إلى واحد من الأعمدة الحجرية الموجودة في الغابة. وتلك الصخرة تحمل اسمها وتعد اليوم من أشهر معالم الغابة. وبشكل عام، فإن «أسطورة جيولوجية»، هو الوصف المناسب لغابة الأحجار التي مرت بتقلبات من بحر إلى بر، ومن أرض منخفضة إلى هضبة نتيجة لحركة الأرض. فعند تجولك في الغابة سوف تلفظ أنفاسك وأنت تشاهد تحفاً من الأحجار الطبيعية، وسوف تسحرك التشكيلات المعقدة التي خُلقت من التضاريس والمناظر الطبيعية الضخمة والغريبة والشاهقة؛ حيث تضم الغابة سبع مناطق متميزة ستستمتع بالتجول بها، وهي: بحيرة شانغ، وكهف تشون، وبحيرة يوي، وكهف كيفنغ، وشلال دادي، وغابة الأحجار الكبرى والصغرى، وغابة نايجو الحجرية.
وخلال تجولك في الغابة ستشاهد تشكيلات متنوعة من الصخور على شكل حيوانات، ونباتات، وحتى أشكال أشخاص بشرية، بعضها أنيق، وبعض كالح، وبعضها نابض بالحياة.
وتعد شيلين – أو غابة الأحجار بترجمتها من الصينية – هي واحدة من الأماكن الطبيعية الأكثر جمالاً على وجه الأرض، وهي تقع في مقاطعة يوننان في جنوب غرب الصين.
أكبر مرآة من الطبيعة
تقول الأسطورة إنّ الجبال كانت ذات يوم شخصاً وأن تونوبا وكوسكو تزوجا. بعد أن هجر كوسكو زوجته تركها محطمة، وقيل إن دموعها شَكّلت مسطحات الملح! فهل تخيلت يوماً أن تلمس الغيوم وأنت على الأرض؟! نعم يمكنك تخيل ذلك الشعور عند زيارتك لأضخم مسطح ملحي على سطح الأرض. ففي صحراء «سالاردي أويوني» ستشاهد أكبر مرآة تعكس السماء في العالم؛ حيث تقع الصحراء جنوب غرب بوليفيا، وتحيط بها مجموعة من المناظر الطبيعية. يضمُّ هذا المُسطّح السحريّ عالماً من البُحيْرات الملوّنة، وينابيع المياه السّاخنة، والصخور ذات الأشكال الغريبة. وعلى الرغم من أنّ هذه الصحراء تستقبلُ الكثير من الزُوّار، فإنها لا تزال واحدة من أكثر المناظر الطبيعيّة البكر وغير المُلوّثة في العالم.
في الأيّام الصافية، تتشكّل طبقة رقيقة من الماء تُغطّي مُسطّح الملح، ليتحوّل إلى مرآة صافية تعكس السّماء. وإن كنتم من المحْظُوظِين الّذين سيزورون هذه الأعجوبة الطبيعيّة، ستلاحظون مدى صعوبة تمييز الخطّ الّذي يفصل بين السماء والأرض. وإن كنتم ممن يلتقطون الصور بشكل كبير في الطبيعة، يمكنكم أن تحضروا معكم كاميرا وبطّاريّات إضافيّة كي لا تُفوّتوا توثيق رحلتكم الاستثنائيّة. ولا تنسوا أن ترتدوا قبّعة وتضعوا نظّارات شمسيّة، فالارتفاع العالي يزيد من خطر التعرّض إلى أشعّة الشمس.
مناظرُ ساحرةٌ من الثلوج
تقول الأسطورة «إن سانتا كلوز-بابا نويل- يعيش في لابلاند بالقطب الشمالي مع زوجته وأعوانه، ويديرون مصنعاً كبيراً للعب الأطفال، وفي ليلة الميلاد يسافرون معاً على زحافة ثلجية تجرها ثمانية غزلان، وتمر الزحافة على سطح كل منزل لينزل منها سانتا كلوز من خلال المدخنة إلى غرفة الطعام ليضع الهدايا في جوارب خاصة يتركها للأطفال معلقة بجوار المدفأة». فليس هناك أجمل من زيارة هذه المدينة الساحرة الثرية بالعجائب المتباينة، التي تقع في أقصى الجزء الشمالي من فنلندا. لا شكّ في أنّ أطفالك سيرقصون فرحاً عندما يزورون قرية سانتا كلوز؛ حيث يمكنهم التعرّف إليه وإلى مساعديه الأقزام المنهمكين في العمل. وهناك يمكنك أن تملأ وقتك بأروع النشاطات، أهمها التسوّق باحثاً عن أجمل الهدايا التذكارية، والتجوّل للتعرّف إلى تقاليد فنلندا الرائعة خلال فترة الأعياد.
ويمكنك زيارة منتزه آركتيك سيركل هاسكي لتمضي يوماً كاملاً مع 100 كلب سيبيري رائع، وتستمتع برحلة سفاري مشوقة تقودك فيها كلاب الهاسكي وسط الثلوج. أما إذا أردت خوض مغامرة تناسب أفراد العائلة، فيمكنك التوجه إلى مزرعة حيوانات الرنّة المحلية لتستمتع بجولة مميزة في مركبة تجرّها الرنة على الثلوج.
جبالٌ بألوان قوس قزح
اعتادت بعض القبائل القديمة عبادة القمم وتقديس على أنها آلهة! ماذا لو كانت تلك الجبال ملونة بألوان قوس قزح وأنت تسير وسطها وتتسلقها؟ يمكنك أن تعيش هذه التجربة عند زيارتك لجبال دانكسيا الملونة في الحديقة الوطنية الجيولوجية تشانغيه بالصين، التي تشكّلت من جميع أنواع المعادن والحجر الجيري خلال ما يقارب 24 مليون عام، بفعل عوامل التعرية، كالرياح والأمطار.
لذا، قبل زيارتك لها، عليك معرفة أن هذه الجبال التي يزورها كل عام مئات من الناس هي مقدسة، ويعبدها بعض سكان الصين المحليين، كما يتوفر بعضها على ينابيع ساخنة وأنهار جليدية خلابة.
ويمكنك تسلق تلك الجبال الملونة التي يبلغ ارتفاعها مئات الأمتار من دون أن تشعر بالملل؛ حيث سيبهرك منظر ألوانها الحمراء، وتدرجها، وتداخلها مع ألوان عدة أخرى؛ لتنتج منظراً غاية في الجمال، مشكلة ألوان قوس قزح الزاهية كالأحمر المعدني الداكن، والأزرق السماوي، والأرجواني، والأصفر اللامع، وغيرها من تدرجات الألوان الرائعة والمتداخلة بفعل الطبيعة.
كما ستنبهر بمشاهدة العديد من الكهوف المختلفة الأحجام والأشكال، التي تظهر وكأنها معزولة وضحلة. وقد تم إدراج هذه السلسلة في الصين بوصفها أحد مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو منذ عام 2009.
فعند رؤية هذه السلسلة للمرة الأولى يَعتقدُ الشخص أنّ الصينيّين قد دهنوها بتلك الألوان القزحيّة، وقاموا بتشكيلها على هذا الشكل، ويُخيّلُ إلى الشخص أنّ هذه الجبال ليست حقيقيّة، وإنما جبالٌ مرسومة بالألوان الزيتيّة؛ حيث يشعر بأنّه أمام لوحةٍ زيتيّة ضخمة تمتدّ أمامه.
المصدر: مجلة سيدتي
رابط مختصر- https://arabsaustralia.com/?p=26435