spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ.د.عماد شبلاق ـ الشعب يريد تعديل النظام!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق-رئيس الجمعية الأمريكية...

كارين عبد النور- الحسم لـ”الدونكيشوتية” والفرز السياسي في “مهندسي بيروت”

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «ما رأيناه...

علي شندب- بعد قمم جدّه وطهران “حرب كاريش” من لبنان إلى الخليج

مجلة عرب أستراليا سيدني- بعد قمم جدّه وطهران “حرب كاريش” من لبنان إلى الخليج

علي شندب

بقلم الكاتب علي شندب

عندما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن مغادرة المنطقة والتوجه شرقاً، لم يكن يدر بخلده ومطابخ الإستراتيجيات الأميركية وأجهزتها الإستخبارية، أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين سيغزو أوكرانيا، وأن الحرب الروسية الأوكرانية ستحدث فضلاً عن اهتزازات دولية وإقليمية، أزمة غير مسبوقة على مستوى إمدادات الطاقة من غازوغذاء.

مغادرة بايدن المنطقة باتجاه الصين، واكبها مواقف نافرة من الإدارة الأميركية ضد بعض قادة المنطقة وخصوصاً السعودية ومصر، على خلفية مشجب حقوق الإنسان وفق الإستنسابية الإبتزازية الأميركية، مثل مقتل الصحفي جمال خاشجقي، والتحوّلات التي أطاحت حكم الإخوان في مصر.

فتطورات الحرب الأميركية،الأوروبية،الروسية في أوكرانيا، وانعكاساتها صقيعاً بارداً على اوروبا بفعل فقدانها الغاز الروسي وسلال الغذاء، فضلاً عن تضخم غير مسبوق في الإقتصادين الأميركي والأوروبي وانهيار اليورو، بعض عناصرالعودة الإضطرارية لبايدن الى المنطقة إنطلاقاً من “اسرائيل” والسعودية.

في قمة جدّة، وجد بايدن منطقة متغيّرة، ومقاربات عربية خليجية توازن مصالحها الإقليمية والدولية بطريقة جديدة وحذرة في عالم متغير. يكفي أن عرب قمّة جدة لم ينساقوا وراء الولايات المتحدة وإملااءتها، فلم ينخرطوا في العقوبات ضد روسيا التي لأجل تعويض غازها وحبوبها يمّم بايدن وجهه شطر المنطقة، ليستمع لمواقف لافتة خصوصاً من الرئيس المصري والأمير القطري حول الأمن القومي العربي والمعالجة الجذرية للقضية الفلسطينية من خلال حلّ الدولتين، الذي لم يحن أوانه بحسب ما تبلّغه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال لقاء بايدن “الشكلي”معه، بعد ساعات على توقيعه مع رئيس وزراء “إسرائيل” يائير لابيد”إعلان القدس للشراكة الإستراتيجية مع إسرائيل”.

باستثناء فتح السعودية أجوائها أمام الطيران الإسرائيلي الذي قايضه بايدن بالإعلان عن سحب القوات متعدّدة الجنسيّات من جزيرتي “تيران وصنافير”، لم يسجّل أي خرق مثل الإعلان عن التطبيع بين السعودية و”اسرائيل” او تشكيل “ناتو عربي” من شأنه إدماج “إسرائيل” في المنطقة أمنياً كما رُوّجقبل القمة، ونفاه بشكل واضح وزير خارجية السعودية، ما جعل بعض الإعلام الأميركي وعدد من أعضاء الكونغرس يتحدثون عن الزيارة المحبطة لبايدن وعودته خالي الوفاض في ضوء إعلان ولي العهد السعودي عن رفع انتاج النفط الى 13 مليون برميل كحد أقصى، وهو الرفع الذي لا يؤمن سدّ فراغ الغاز الروسي. لكن إعلان بن سلمان اللافت كان في مدّ اليد لـ “الجارة إيران”شريطة الكفّ عن تدخلها في شؤون العرب الداخلية، ما عكس جهود رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي المهجوس بتكرار استهدافه بمُسيّرة غير مجهولة.

بهذا المعنى استفادت السعودية من عودة واشنطن التكتيكية لا الإستراتيجية لبعض ملفات المنطقة وليس للمنطقة.والفراغ الذي يخشى بايدن ملؤه من قبل روسيا والصين قد مُلىء فعلياً استثمارات كبيرة بين دول قمّة جدّهوبين روسيا والصين والهند.. فيما عبّأته إيران عسكرياً بأذرعها المعلومة وخصوصاً حزب الله.

وعلى إيقاع ضعف الأداء الأميركي المستجد حيال المنطقة، انعكست مخرجات قمة جدّه إيجاباً على قمة طهران الثلاثية بين قادة ايران وروسيا وتركيا، والتي صُوّرت قبيل انعقادها بأنها للردّ على زيارة بايدن للمنطقة، ما عزّز نظرية الفصل التام بين قمتي جدّه وطهران، وبات من السذاجة وضعهما في مواجهة بعض. ما جعل قمة طهران أو “منصّة آستانا” تنصرف الى مناقشة الملف السوري، سبب انعقادها المعلن، ويبدو أنها نجحت في إلغاء أو تأجيل الهجوم التركي على شمال سوريا، ومحاولة معالجة هواجسها الأمنية من الأحزاب الكردية التي تصنفها أنقره إرهابية.

لكن المناقشات الهامة هي تلك التي حصلت في القمم الثنائية بين أضلاع القمة الثلاثية، وكان من نتائجها عقود نفطية وغازية كبيرة وطويلة الأمد بين ايران وتركيا وبين روسيا وايران، اضافة لتسهيل جزئي لوساطة اردوغان بشأن إمدادات الغذاء الأوكرانية التي ربط بوتين فك الحصار الكامل عن سفنها في البحر الأسود برفع العقوبات الأوروبية عن بلاده، وهذا ما سيتم مناقشته في اجتماعات اسطنبول بعد أيام.

وسط هذا السياق، العين مفتوحة على تطورات الموقف بين لبنان واسرائيل، انطلاقاً من مفاوضات الترسيم التي كثٌر الكلام عن إيجابيات محتملة حيالها وأهمها كلام مدير الأمن اللبناني عباس ابراهيم. لكن واقع الحال يقول أنّ ملف الترسيم الذي تفاوض فيه الدولة اللبنانية نظرياً، بات عملياً ومنذ إطلاق حزب الله مُسيّراته الثلاث التي أعقبها حسن نصرالله بمعادلة “ما بعد بعد كاريش” تحت إدارة روسيا وايران.

والمدقق في مواقف تصاعدية لنصرالله في جلسة مغلقة “المطلوب أن تخضع اسرائيل وبدون خضوعها فلا غاز لأحد.. والحرب ليست حتمية، لكن تحضّروا لها جيداً”،يستشعر أن الوضع مرشح للتفاقم عسكرياً، وأن المُسيّرات التذكيرية غير المسلحة التي يطلقها الحزب شبه يومياً وتسقطها “اسرائيل”، مرشحة أن تتحول مسلّحة وتقود الوضع الى حرب لا أحد يستطيع التكهن بمداها ومآلاتها.

فالحرب إذا ما وقعت جنوبي لبنان، فهي حتماً لأسباب تتجاوز ملف الترسيم والحقوق اللبنانية، ما يجعل مقولة “ما بعد بعد كاريش” مطّاطة وذات جغرافية متحركة وواسعة تتجاوز فلسطين المحتلة باتجاه دول الخليج، سيّما اذا ما أخذنا بعين الإعتبار أن ايران قد نفذت عبر الحوثيين وباسمهم (بعد رفعهم عن لوائح الإرهاب الأميركية)، عدداً من المناورات الحيّة بمُسيّرات مفخّخة وصواريخ مجنّحة استهدفت عدة مواقع نفطية في عدة مدن سعودية وإماراتية وأشعلت النيران فيها.

المنطقة بهذا المعنى، باتت في صلب الحرب، وجنوبي لبنان فتيل إشعالها المرجّح. فهل تخضع اسرائيل، أم تندلع الحرب؟

هذا ما يجيبنا عليه أيلول شهر الاستحقاقات الداهمة!

رابط مختصر- https://arabsaustralia.com/?p=24554

ذات صلة

spot_img