spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ.د.عماد شبلاق ـ الشعب يريد تعديل النظام!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق-رئيس الجمعية الأمريكية...

كارين عبد النور- الحسم لـ”الدونكيشوتية” والفرز السياسي في “مهندسي بيروت”

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «ما رأيناه...

هاني الترك OAM-متعة النوم

مجلة عرب أستراليا سيدني– متعة النوم

الكاتب هاني الترك OAM
الكاتب هاني الترك OAM

بقلم الكاتب هاني الترك OAM

الأسبوع الماضي حينما التقى الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء الأسترالي الجديد أنطوني البانيزي في اجتماع التحالف الرباعي.. قال بايدن إلى البانيزي مازحاً: لن نلومك إذا غفوت في الاجتماع.. فإنك لم تنم منذ اليوم الماضي وقت الانتخابات وجئت فوراً لحضور المؤتمر.

وبهذه المناسبة لنا وقفة ننظر فيها على أهمية النوم.

فكنت قد قرأت كتاباً عن النوم يحمل عنوان  THE LOST ART OF SLEEP أي فقدان فن النوم للمؤلف مايكل ماكغير يقول فيه: إن النوم متعة من أجل تجديد نشاط الجسم والمخ.. أي الصحة النفسية والجسدية.. وقد ذكرت فوائده عبر التاريخ البعيد.

في عصرنا الحالي لا تزال التجارب العلمية تجري على النوم.. فإن الإنسان في المتوسط في حاجة الى حوالي ثماني ساعات من النوم حتى يشعر بالحيوية والنشاط.. وقال عنه شكسبير في مسرحيته ماكبيث انه أعظم هبة من الطبيعة.. والحرمان من النوم يهلك الإنسان.

وفي مسابقة عالمية جرت منذ عدة سنوات عن أطول وقت يمكن ان يبقى فيه الشخص يقظاً دون نوم.. فاز بها شخص روسي إذ استمر صاحياً ١٦ يوماً وعدة ساعات.. أصيب بعدها بالقشعريرة وانهار فاقداً للوعي.. ولكن دخل اسمه في كغينيس للأرقام القياسية.

والحرمان من النوم ممنوع دولياً بالقانون.. كان الرومان في الماضي السحيق يعاقبون المحكوم عليهم بالموت بالحرمان من النوم.. بضربهم بالسياط إذا غفو من اجل إيقاظهم.. وفي خلال يومين أو ثلاثة يموتون تحت وطئت العذاب بالحرمان من النوم.

هناك أشخاص قليلون يحتاجون إلى ساعات أقل من النوم ومع ذلك يتمتعون بالنشاط.. مثل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الذي ينام ثلاث ساعات في اليوم فقط.. وكذلك رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة مارغريت تاتشار.. والفيلسوف الإغريقي أرسطو هو ضمن الأشخاص المعروفين في التاريخ الذين ينامون لساعات معدودة.

هناك أناس يعانون من الأرق.. وتلعب العقاقير الطبية دوراً في تنويمهم.. وأحياناً تكون العقاقير ضارة بالصحة.. فذات مرة تناولت امرأة أسترالية عقاقير طبية لمساعدتها على التغلب على الأرق.. قامت بالسير أثناء نومها وتسلقت جسر الهاربر.. وسقطت من أعلاه ولقيت حتفها.

ينحي المؤلف باللائمة الكبرى على العالم الكبير توماس اديسون لتشجيع الناس على اليقظة.. والعمل بجهد وعدم النوم إلا القليل.. واديسون هو الذي اخترع المصباح الكهربائي عام ١٨٧٩.. وضمن اختراعاته الفوتوغراف والآلة الكاتبة.. وجهاز لاقط الراديو وآلة التصوير السينمائي.. وهو القائل بأن العبقرية والوحي والإلهام هي ١ ٪.. في حين أن ٩٩٪ هي عرق وجد وجهد.

فهو الذي دفع الناس للعمل الشاق حتى يصابوا بالإنهاك ليأتوا بالأفكار الإبداعية.. واديسون هو الذي اخترع مفهوم اتخاذ مهنة للعمل المعمول بها في القرنين العشرين والحادي والعشرين.

ولا يخلو الكتاب من التعرض للنوم عبر التاريخ.. واقتباس الأمثلة الأدبية المتعلقة بالنوم.. مثل الشاعر فيرجيل الذي يعتبر أعظم شعراء روما بسبعين سنة قبل الميلاد.. ومن أروع أعماله الإلياذة التي تدور حول سقوط طروادة.. ومثل الشاعر الإغريقي هوميروس الذي ألف الإلياذة.. مثل الأديب الإنكليزي الكبير شارل ديكنز.. الذي ألف قصة (التوقعات الكبرى) عن استراليا.

ومثل أعظم الأدباء وليم شكسبير في مؤلفاته هاملت وماكبيث وتاجر البندقية.. وغيرهم من المؤلفين عظماء التاريخ.. الذين عبروا وكتبوا في أعمالهم الأدبية عن النوم.. وهم أنفسهم لم ينامون كثيراً انطلاقاً من حقيقة أن النوم يسرق ثلث حياة الإنسان.

فإن الحياة في اليقظة متعة والنوم أيضاً فيه متعة.. مع أننا لا نعرف من الناحية العلمية بالدقة لماذا ننام.

نشر في جريدة التلغراف الأسترالية

رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=23654

ذات صلة

spot_img