spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 46

آخر المقالات

هاني الترك OAM-هذا ليس خلقاً من العدم

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM طوّر العلماء الاستراليون...

كارين عبد النور- قصّة أنف نازف… وإبرة وخيط

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «فتنا على...

د. زياد علوش- قرار مجلس الأمن الدولي”2728″يؤكد عزلة اسرائيل ولا ينهي العدوان

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش تبنى مجلس الأمن...

هاني التركOAM- البحث عن الجذور

مجلة عرب أستراليا-بقلم هاني الترك OAM إن الانسان هو الكائن...

إبراهيم أبو عواد- التناقض بين الحالة الإبداعية والموقف الأخلاقي

مجلة عرب أستراليا-بقلم الكاتب إبراهيم أبو عواد الإبداعُ الفَنِّي يَرتبط...

نادين لبكي.. صوت نساء لبنان إلى العالم

مجلة عرب أستراليا-سدنى-الجزيرة-أتجهت أنظار الجماهير العربية صباح يوم الإثنين 25 فبراير/شباط الجاري لمتابعة حفل توزيع جوائز الأوسكار في دورته الـ91، جاءت المتابعة بشكل خاص هذا العام بسبب ترشح فيلم عربي للفوز بجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي، وهو الفيلم اللبناني “كفرناحوم” للمخرجة اللبنانية نادين لبكي.

ترشح نادين لبكي للجائزة الكبرى على مستوى السينما العالمية جاء بعد مشوار إخراجي قصير ضم ثلاثة أفلام فقط، بالإضافة لمسيرة سبقتها في مجال إخراج الكليبات الغنائية ودراسة الإعلام.

أفلام نادين لبكي جاءت لتبدأ عصرا جديدا في السينما اللبنانية، عصر تتحدث فيه مخرجة لبنانية بصوت نساء لبنان اللواتي انشغلن بالبكاء على ضحاياهن خلال سنوات الحرب الأهلية اللبنانية، ولكن ما محتوى هذه التجربة الجديدة؟ ولماذا تنجح لبكي دائما في الوصول بأفلامها إلى أهم مهرجانات ومسابقات السينما في العالم؟ في التقرير التالي نحاول معكم تتبع كل هذا.

سكر بنات.. نساء تواقات للحب والحياة

في فيلمها الأول “سكر بنات” تصطحبنا نادين لبكي في أجواء نسائية خالصة، حيث تدور أحداث الفيلم بالكامل داخل أحد المزينات النسائية بشوارع بيروت.تبدو ملامح أسلوب لبكي واضحة من فيلمها الأول، الأجواء الحالمة والخلفية الموسيقية الناعمة، والمونولوجات الطويلة لنساء يخاطبن بعضهن ونساء يخاطبن أنفسهن.

الموسيقى عنصر هام في أفلام لبكي، يؤلفها خالد منذر شريك لبكي الفني وزوجها أيضا، تبرز هنا أغاني “يا مرايتي” و”سكر بنات” للمطربة رشا رزق، بصوتها الرقيق الذي ارتبط بطفولة العديد من شباب اليوم، وبكلمات معبرة عن نساء شغوفات بالحياة ومتلهفات لإيجاد حب يوفر لهن أمنا وتفهما وحنانا.

عرض الفيلم للمرة الأولى في فعالية “أسبوعي المخرجين” بمهرجان كان السينمائي الدولي عام 2007، ليظهر أثر المنتجة البلجكية الفرنسية آن دومينيك دوسان التي ستستمر في تعاونها المشترك مع لبكي في أفلامهما الثلاثة.

وهلأ لوين.. النساء كسلاح لمقاومة الحرب الأهلية

يستمر البعد النسوي في فيلم نادين لبكي الثاني، ولكنها تضيف له هذه المرة العنصر الأصيل والمميز في السينما اللبنانية، عنصر الحرب الأهلية أو حرب الإخوة الأعداء.تستلهم لبكي الأحداث في هذا الفيلم من المناوشات التي حدثت في العاصمة اللبنانية بيروت خلال عام 2009 وبعد سنين من نهاية الحرب الأهلية اللبنانية، في هذه الأثناء كانت لبكي في فترة حملها، وهكذا شعرت أنها تريد صناعة فيلم ينفر ابنها من الحرب الأهلية أينما ووقتما شاهده.

تدور أحداث الفيلم في ضيعة لبنانية متخيلة، تحاول النساء فيها منع الرجال من الدخول في اقتتال أهلي بكل السبل الممكنة، حتى يصل الأمر إلى استخدام المخدرات والحب والجنس.تحافظ لبكي على أسلوبها الشاعري كما تمزج أيضا حوارات كوميدية ساخرة مع لحظات درامية مؤثرة. ولا ندرك على وجه التحديد إن كانت الأحداث تدور في الحاضر أم الماضي، وكأن لبكي تخبرنا أن هذه الأحداث يمكنها أن تحدث في أي زمان.

هذا المزيج من النسوية والدعوة إلى السلام وجد طريقه للعرض في مهرجان كان السينمائي الدولي عام 2011 ضمن قسم “نظرة ما”.

كفرناحوم.. عن أطفال يحاكمون الكبار

في فيلمها الثالث تستمر نادين لبكي في مزج تيمات إنسانية مع قضايا معاصرة، هنا تستلهم لبكي كل مشاكل الشرق الأوسط الحالية بدءا من أزمة اللاجئين وانتهاء بعمالة الأطفال ومرورا بكل شيء تقريبا، لتصنع فيلمها الثالث “كفرناحوم”، الذي يمكن قراءة عنوانه أيضا كفرناحوم، أي كفرنا من كثرة الحوم والدوران.

مشوار “كفرناحوم” خلال العام الماضي جاء حافلا، فقد بدأ بعرضه الأول خلال مايو/أيار في مهرجان كان السينمائي الدولي، ضمن مسابقة المهرجان الرسمية، حيث توج الفيلم بجائزة لجنة التحكيم، ثم ترشح الفيلم لجائزة الغولدن غلوب في فئة أفضل فيلم أجنبي، قبل أن يترشح للفئة نفسها في جوائز البافتا، الجوائز البريطانية الموازية للأوسكار. وأخيرا ترشح الفيلم للفوز بجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي.

اختارت لبكي بطلها الطفل زين من أسرة سورية لاجئة بالأراضي اللبنانية، لتستمر في اختيار ممثلين غير محترفين كما اعتادت في أفلامها الثلاثة، رغبة منها في الوصول إلى أقصى درجات الواقعية الممكنة، ترفض لبكي أيضا إجراء بروفات على النص قبيل التصوير، لأنها ترغب في الحفاظ على تعبيرات ممثليها وأدائهم طازجا.

تشترك لبكي أيضا في أفلامها بالتمثيل رغبة منها في خلق جو من التفاعل بينها وبين الممثلين، مما يؤدي للكثير من الارتجال والتعديلات على السيناريو أثناء التصوير.

من الكليبات لسرد الحكايات

تصل نادين لبكي إلى الأوسكار إذن بصوت نسوي لبناني ومن خلال إنتاج أوروبي مشترك، تستفيد من خلاله من قدرات إنتاجية متطورة غير موجودة حاليا في لبنان، وتصل بمحتوى معبر عن وطنها وعن المنطقة ككل، قد يكون محتوى غير مكتمل الأصالة، ولكنه على أي حال يحقق حلمها في سرد الحكايات.

تنتظر لبكي إذن أن تصنع فيلما لبنانيا خالصا، ولكنه حلم لا يمكننا المطالبة به طالما أن صناعة السينما غير موجودة في لبنان، هذا رغم كونها واحدة من أعرق مراكز السينما في المنطقة.وفي النهاية تنتقل صانعة كليبات “أخاصمك أه” و “اعتزلت الغرام” إلى صناعة أفلام جديرة بالمشاهدة وقادرة على حصد الجوائز، قد تكون تجربة فردية ولكنها تجربة تضع لبنان على خريطة السينما العالمية وتصل بصوت نسائها إلى خارج حدود الشرق الأوسط.

رابط مختصر:https://arabsaustralia.com/?p=2360

ذات صلة

spot_img