spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 46

آخر المقالات

هاني الترك OAM-هذا ليس خلقاً من العدم

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM طوّر العلماء الاستراليون...

كارين عبد النور- قصّة أنف نازف… وإبرة وخيط

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «فتنا على...

د. زياد علوش- قرار مجلس الأمن الدولي”2728″يؤكد عزلة اسرائيل ولا ينهي العدوان

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش تبنى مجلس الأمن...

هاني التركOAM- البحث عن الجذور

مجلة عرب أستراليا-بقلم هاني الترك OAM إن الانسان هو الكائن...

إبراهيم أبو عواد- التناقض بين الحالة الإبداعية والموقف الأخلاقي

مجلة عرب أستراليا-بقلم الكاتب إبراهيم أبو عواد الإبداعُ الفَنِّي يَرتبط...

الدكتور خالد العزي- فشل موسكو في إقناع بكين بحربها الأوكرانية…

مجلة عرب أستراليا سيدني- فشل موسكو في إقناع بكين بحربها الأوكرانية…

الدكتور خالد ممدوح العزي
الدكتور خالد ممدوح العزي

بقلم الدكتور خالد العزي

المصالح الاقتصادية أعلى من تحالف”موسكو دلهي وبكين”:

حاولت روسيا باستخدام دبلوماسية مكوكية الى الشرق الآسيوي وتحديدا الى بكين  ودلهي من اجل بناء تحالف شرقي يضم إليه العديد من الدول الاسيوية لمواجهة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة  وتسويق فكرة بناء سلة العملات خارج الدولار واليورو لكن جولة الوزير سرغي لافروف فشلت ولم تنتج سوى الدعم المعنوي لموسكو ولم تستطيع زيارته الالتفاف على العقوبات ودفع الصين للمخاطرة  بمواجهة  مع الغرب، لقد أشار وزير خارجية الصين وانغ يي خلال لقائه نظيره الروسي على هامش لقاء وزراء خارجية الدول المجاورة لأفغانستان في” تونشي” بمقاطعة آنهوي في الصين، الذي يُعقد من 30 إلى 31 آذار الماضي  الى ان “العلاقات الروسية الصينية صمدت أمام تحديات الوضع المتغير بالعالم وحافظت على مسارها الصحيح”، في حين أكد لافروف ان “روسيا والصين وشركائهما سيتحركون معا نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب وعادل بناء على نتائج “المرحلة الخطيرة التي يمر بها تاريخ العلاقات الدولية”. فهل ستساعد الصين حليفتها روسيا للالتفاف على العقوبات؟ لكن الصين لا تزال مصرة على مواقفها القائمة على التفاوض وانهاء الحرب وبالتالي الصين لن تقدم لروسيا سوى الدعم الكلامي وليس العملي وهذا ينطبق على دعمها في العام 2014 عند احتلال جزيرة القرم وحدوث الحرب في الدونباس فالصين لم تعترف بجزيرة القرم حتى اليوم.

إن خطوة روسيا في الدخول الى  المستنقع الأوكراني وحّدت الأوروبيين مجددا والعالم حول الولايات المتحدة واعطتها مجددا دورا رياديا وقياديا وابعدت الصين لأنها غير مستعدة اليوم الى المجابهة والدخول في حرب عسكرية مع الولايات المتحدة، وأضعفت روسيا ودفعت بها الى مستنقع استنزاف طويل. وطالما هذه الحرب مستمرة ستكون روسيا مستنزفة وتراجع دورها، لذلك المطلوب سريعا انقاذ روسيا بايقاف الحرب ودعوتها الى الطاولة كي لا تنعكس هذه العقوبات على الوضع الداخلي والاقتصادي لروسيا. ولاحقاً، يمكن النقاش في كيفية تخفيف هذه العقوبات والخروج التدريجي منها. فماذا ينفع روسيا اذا احتلت كييف بدون مدنها وشعبها في ظل اقتصاد منهار خاصة وان النصر سيأتي بطعم الخسارة الكاملة لروسيا”.

تحدد الصين استراتيجيتها في الازمة الحالية من خلال ايجاد خيط مشترك في علاقاتها بين الغرب وروسيا وبالرغم من كل محاولة الغرب الضغط على الصين لم تنتقد بكين موسكو نتيجة غزوتها العسكرية في محاولة لاستخدام مصطلح الازمة الاوكرانية التي تدخل في إطار الفائدة الصينية من الروس والغرب، اللعبة على الهواية لضمان الوصول الى قلب الأسواق الغربية والأمريكية من جهة وضمان الحصول على النفط والغاز الروسي من جهة اخرى لكن انتشار الكورونا مجددا في الصين  سينعكس على موسكو.

الصين تعتمد الحياد الايجابي وأعلنت عن موقفها بالنسبة للحرب الروسية الاوكرانية بأنها ضد الحرب في الاساس في اي منطقة وبالتالي طلبت من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يتخلى عن عقلية الحرب الباردة والجلوس الى طاولة المفاوضات لأنها الطريق الاسلم لتأمين مطالب كل دولة للوصول الى تحقيق وجود مفهوم الصين القطبي”، معتبراً أن “الصين تؤمن بثقافتها أنها غير معنية بالحرب من منطلق أن الحروب ليست الطريق الوحيد أو الأسلم التي قد تسلكها من اجل تحقيق قضية عالمية متوازية إنما تقوم فلسفتها على النهوض الاقتصادي وبناء التحالفات الاقتصادية لأن هذا العصر هو عصر الاقتصاد والمؤسسات”.

إن “هذا الحياد الايجابي الذي تعتمده الصين من غير الواضح، بعد مرور أكثر من 40 يوما على المعركة، إلى أين سيؤدي بالرغم من استخدامها لمصطلحات تريح موسكو ولكن هل تنخرط الصين وتقوم بالالتفاف على العقوبات أم انها تنتظر ماذا ستحقق روسيا على الأرض وكيف يتعامل الغرب والولايات المتحدة معها؟ بالطبع الصينيون أوعى وأهدأ من الروس وعقليتهم براغماتية ويستطيعون الانتظار ونفسهم طويل جدا ويفهمون أن الوصول إلى القطبية العالمية ليس من خلال الاستعراضات العسكرية والعضلات لا بل بالتفكير الاقتصادي والمنافسة، خاصة وأنهم قطعوا شوطا كبيرا في هذا التفكير، وفهموا الرسالة منذ البداية، بأن هذه العملية ليست ضدهم إنما ضد الغرب وتحديدا أوروبا لأنهم تخلوا عن أسلحتهم ولم يدفعوا أموالا للترسانة العسكرية وبالتالي جاء الاميركيون دفعوا الروس لهذه المغامرة  الفاشلة “.

كما ان الروس كانوا يعولون كثيرا على الالتفاف على العقوبات من خلال الصين لأنهم يبيعونها النفط والغاز التي هي بحاجة اليه، وهي ستؤمن لهم العملات الاجنبية والمشتريات الخارجية من الاسواق. وبالتالي هم ليسوا بحاجة الى سلاح، بل الى هذه الوسائل الاقتصادية وهذا ما عرفنه من المطالب الاحدى عشر الروسية المقدمة للصين ومن بعدها تم نفيها .

إلا أن الصين أيقنت أنها في حال حافظت على توازن في العلاقة مع روسيا من جهة والغرب من جهة ثانية، فإن من شأن ذلك ان يصبّ في مصلحتها، خاصة وأن ميزان التجارة العالمية للصادرات الصينية مرتبط بالولايات المتحدة ودول أوروبية وهي لا تريد في هذا الوقت الصدام والدخول في معركة من أجل أحد.

هناك الآلات التكنولوجية والمصانع الاميركية الموجودة في الصين والصادرات التي تقدر بـ 800 مليار دولار سنويا فقط الى اميركا، لذلك، فإن الوقت ليس مناسبا للدخول في صراع لن يحقق للصين اي خدمة، لأن التوتر الاقتصادي لن يكون لصالحها، خاصة ان العالم ما زال في طور الخروج من ازمة كورونا لمدة ثلاث سنوات. لهذا السبب، يبدو ان هناك نوعا من الاتفاق الضمني على ان تلعب الصين دورا رياديا في مصلحة الدولة وأن تعمل جاهدة على ايقاف الحرب بين اوكرانيا وروسيا، كونها هي طرف نظيف غير منحاز وتملك تأثيرا على بوتين ولها علاقة مع الولايات المتحدة وستكون الضامنة لروسيا، والولايات المتحدة ستكون الضامنة للاوروبيين واوكرانيا ومن هنا قد يبدأ النقاش في مرحلتين قادمتين، ما هو الدور الذي ستلعبه الصين الى جانب تركيا واسرائيل والهند  والعرب في ايقاف هذه الحرب الاقتصادية العالمية التي فُرضت على روسيا وقيدت حركتها بحيث باتت غير قادرة على الاستمرار في هذه الحرب التي ستكون كلفتها باهظة على الروس والأوروبيين ولن يتحقق أي مطلب من مطالب روسيا إذ فشلت عمليا في الحملة العسكرية.

وبالتالي ستلعب الصين دورا مميزا، لأنها تفكر بطريقة ليبرالية حديثة. اذن، لن تكون البديل للروس للتفلت من العقوبات والالتفاف عليها لأن هذا العمل سيدفع بالشركات العالمية الى محاصرة الصين والخروج منها وبالتالي ستخسر الصين أسواقا كبيرة في العالم وستُفرض عليها عقوبات وتقيد حركتها وبالتالي لن تغامر في هذا الوقت بالذات بالصراع مع الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي والعالم يعرف بان الليبرالية الغربية لا تزال تمسك بالقرار الاقتصادي  الذي يختلف مع القرار السياسي.

رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=22830

ذات صلة

spot_img