spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 46

آخر المقالات

هاني الترك OAM-هذا ليس خلقاً من العدم

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM طوّر العلماء الاستراليون...

كارين عبد النور- قصّة أنف نازف… وإبرة وخيط

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «فتنا على...

د. زياد علوش- قرار مجلس الأمن الدولي”2728″يؤكد عزلة اسرائيل ولا ينهي العدوان

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش تبنى مجلس الأمن...

هاني التركOAM- البحث عن الجذور

مجلة عرب أستراليا-بقلم هاني الترك OAM إن الانسان هو الكائن...

إبراهيم أبو عواد- التناقض بين الحالة الإبداعية والموقف الأخلاقي

مجلة عرب أستراليا-بقلم الكاتب إبراهيم أبو عواد الإبداعُ الفَنِّي يَرتبط...

الدكتور خالد العزي- حرب أوكرانيا تعزل روسيا دوليا ….

مجلة عرب أستراليا سيدني- حرب أوكرانيا تعزل روسيا دوليا ….

الدكتور خالد ممدوح العزي
الدكتور خالد ممدوح العزي

بقلم الدكتور خالد ممدوح العزي

حرب روسيا في أوكرانيا هي مأساة حقيقية للعالم كان بالإمكان تجنّبها بحسب ما تنص عليه المادة الأولى من ميثاق الأمم المتّحدة، إذ إنّ الغرض من تلك المنظمة هو “صون السّلم والأمن الدوليَّيْن”. وتحقيقاً لهذه الغاية تُتخذ تدابير جماعيّة فاعلة لمنع التهديدات التي يتعرّض لها السلام وللقضاء عليها. لكن تصرفات روسيا العدائية نحو القوانين العالمية، تجاوزت بها كل الأعراف لرسم خريطة جديدة للعالم من خلال البطش بالحديد والنار واستخدام الفوضى والتهديد. بعيداً عن الشعارات التي يطرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظامه لتبرير الحملة العسكرية ضد أوكرانيا وشعبها، إن توجهاته العدوانية، تتجه نحو حرب إبادة تشن على المدن والشعب الأوكراني،  وهي خطرة بالنسبة للعالم أجمع، خصوصاً أن الجميع نسي الحرب العالمية الثانية  ومآسيها، وتوجه نحو الرفاهية والتجارة والسياحة.

لكن حلم “القيصر” بتوسيع سيطرته على القارة الأوروبية من جديد ومن البوابة، التي تشكل الأساس في استعادة الحلم المفقود تحت عناوين وشعارات غير قابلة للنقاش، أخاف الدول الغربية والشعوب التي باتت تفرض على حكوماتها دعم خط الدفاع الأول الذي شكلته أوكرانيا للدفاع عنهم وعن القيم الإنسانية والديموقراطية الليبرالية.

الملفت أن تطلب دول مثل فنلندا والسويد عضوية الناتو وتسير وتلتزم بالعقوبات، وأيضاً سويسرا التي تعتبر دولة محايدة لم تشترك بكل الحروب، واليابان وألمانيا اللتان كانتا تبتعدان عن كل الحروب والصراعات بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والتوجه نحو التعافي الاقتصادي، تُعيدان بناء ترسانتهما العسكرية مجدّداً.

كلّ هذا يدل على خطر حقيقي باتت روسيا البوتينية تُشكله الخوف إذا، من “الوحش” الروسي المتنامي هو الذي دفع هذه الدول إلى الاحتماء والاختباء وراء الناتو كي لا تقع فريسة للطموح القومي الروسي، لأن الجميع لم يعد يستطيع معرفة ماذا يخطط له بوتين سوى الفوضى لتحقيق شروطه المطروحة التي باتت تشكل خليطاً معقداً من توجهات تحكم تصرفاته ذات الطابع الإمبراطوري لروسيا، والعقيدة الروسية ذات الطابع الديني الذي يتيح لها التدخل خارج مجالها الإقليمي في مهمات مقدسة، وكذلك التشبث بالقيم الروسية المحافظة. ويمكن القول إن تفكير الرئيس الروسي قد تأثر بفلسفة أشهر الفلاسفة الروس الحديثين وهو إيفان إيلين، أبو الفكر القومي الروسي الفاشي، بحيث يردد بوتين في جلساته وقاعات الكرملين وأمام الصحافة مصطلحات ونظريات قد ترك اثرها إيلين، الذي اعتقد أن الشعب الروسي يمكنه وحده تخليص البشرية، والذي رسم تصوراً مختلفاً لروسيا ومستقبلها السياسي، والتي ستتمكن صنع أو إقامة مجتمع متجانس تماما من خلال قيادة الفرد. من هنا نرى نظرة بوتين للغرب وتقاربه مع الأحزاب المتطرّفة ودعمها في أوروبا وحماية وتشجيع الديكتاتوريين في العالم، من نماذج “الأسد وقديروف”، ورفض الثورات التي تعتبر مؤامرة على الأنظمة والتي يجب سحقها وعدم الاعتراف بالمعارضين ولا بالديمقراطية وهذه الطريقة الروسية في الحكم هي مزيج من أفكار وعقائد قديمة ساهمت بابتعاد الأصدقاء والمحايدين بسبب، الخوف من تصرفات بوتين، والتي تُرجمت منذ اعتلائه سدة الرئاسة وصولاً إلى الحرب المستعرة في أوكرانيا، ما دفع الغرب بالذهاب نحو استخدام الحرب الاقتصادية لإيقافه من السير بحرّية.

لقد أُطلق على العقوبات غير المسبوقة التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون على روسيا اسم الحرب العالمية في الاقتصاد، بحيث ضربت كل مفاصل الحياة الروسية الداخلية والخارجية. لقد سجلت العقوبات حتى الآن أعلى مرتبة في العالم لجهة التفنّن في الحصار والعقاب. وهناك فئة من الدول التي كانت تبدو حتى الأمس قريبة للغاية أو على الأقل ليست معادية لروسيا، لكنّها انضمّت إلى الدول التي فرضت عقوبات، وامتثلت لضغوط لا يستطيع الجميع تحمّلها. المجر واليونان والجبل الأسود، فهل هي حقاً من أعداء روسيا إلى هذا الحد؟ وماذا عن كوريا الجنوبية التي احتفلت روسيا معها بالذكرى الثلاثين للعلاقات الديبلوماسية في العام الماضي، رئيسها الجديد هو الذي دان روسيا بسبب العملية في أوكرانيا، لكنه حدد بالفعل التعاون مع بكين، الشريك الرئيسي لموسكو، كأحد أولوياته… وسنغافورة التي وقعت قبل عامين فقط اتفاقية منطقة تجارة حرة مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي؟ لكن روسيا لا تزال ترى نفسها على حق وتُكابر لجهة العقوبات وتحاول التخفيف من وطأتها، وأنها ستمنح الأسواق الروسية لدول صديقة مثل الصين وتركيا وإيران والهند. تناست موسكو أن اللاعب الثالث في هذه الحرب هي الولايات المتحدة، التي تُريد تحقيق أهدافها تجاه روسيا على دماء الأوكرانيين ومكتسباتهم.

لقد خطّطت واشنطن طويلاً لاصطياد “الدب الروسي” لكي يسقط منهكاً في سهول أوكرانيا ومستنقعاتها، حتّى لو حقق نصراً باحتلال وتدمير البلاد، إذ سيكون النصر بطعم الهزيمة، فالقائد الناجح الذي يُخطط مسبقاً للحرب، حتى لو فشل في إدارة الأزمة، فعليه أن يُنهي الحرب لكي يصنع السلام كما صنع الحرب. السؤال الذي يطرح نفسه على جميع الخبراء والمتابعين للأزمة الروسية – الأوكرانية: كيف لروسيا استعادة الصداقة مع “الدول غير الصديقة” التي بدأت الإلتزام بالعقوبات والسير بالضغوط الاقتصادية والمالية على موسكو أخيراً؟ الجواب بسيط ويبدأ بإنهاء الحرب المجنونة على أوكرانيا والبدء بحوار صريح وهادئ. مواضيع ذات صلة روسيا تُمعن في “نحر أوكرانيا”… بايدن: بوتين مجرم حرب!

رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=22449

ذات صلة

spot_img