spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ.د.عماد شبلاق ـ الشعب يريد تعديل النظام!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق-رئيس الجمعية الأمريكية...

كارين عبد النور- الحسم لـ”الدونكيشوتية” والفرز السياسي في “مهندسي بيروت”

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «ما رأيناه...

أستراليا بلد التكامل الاجتماعي رغم تهديدات التطرف والإرهاب

أستراليا بلد التكامل الاجتماعي رغم تهديدات التطرف والإرهاب بقلم صاحبة...

إعراب “الغربة” بين المعجم و الواقع.بقلم آسيا الموسوي

 مجله عرب استراليا -سدني-  بقلم – آسيا الموسوي-هوبارت اذا بحثنا في معجم اللغة العربية, تعني الكلمة الغريب, من تغرب عن مكانه الأصلي او وطنه الأصلي و عاش بعيداً في بلد غير بلده, و لكن ماذا عن إعراب كلمة مغترب في معجمنا اللبناني؟

هو المسافر الذي يأتي مرة كل سنة يستقبله وفد رسمي من الاهل و الأقارب في المطار, تقام على شرفه المآدب و الولائم لأن و بمعجمنا اللبناني” ما منشوفو بالسنة غير مرة” , يأتي محملاً بالهدايا التي تختلف نوعيتها بحسب البلد الذي يسكن فيه, إذا كان من سكان الخليج, تتنوع الهدايا بين العطور و البخور و التمر و العباءات الخليجية, و اذا كان البلد أوروبياً فالشوكولا السويسرية تتصدر لائحة أهم الهدايا و إذا كان قادماً من النصف الثاني للكرة الأرضية أستراليا, فتتنوع الهدايا بين الأجهزة الالكترونية و الادوية التي لا تتواجد في لبنان, و بعض الماركات الفاخرة.

أذكر حين كنت في الرابعة عشر و زارنا خالي القادم من سيدني, كنت أنظر اليه بعين حاسدة على الحياة التي يعيشها, فهو يتكلم الإنكليزية بطلاقة يتعامل بالدولار بدل الليرة, يأتي الجميع لزيارته حين يصل من السفر, تقام على شرفه الذبائح, و تدلله أمي و جدتي كثيراً.

و لكن ما لم أكن أره هو دموع جدتي و دعوات أمي في كل مرة يغادر فيها, دموعه في كل مرة يمرض و لا يجد من يساعده في ضعفه, هكذا حتى أسس عائلته الصغيرة الخاصة التي تهتم به و أصبح يزور لبنان كالضيف بضعة أسابيع كل سنة أو سنتين على عجل.

لم أعرف معنى أن تكون مغترباً حتى أصبحت انا نفسي مغتربة, غادرت وطني محملة بالحنين و أغاني فيروز , لوطن أخر لا يعرف فيروز و لا يعرف أمي و صباحاتها و لكن يعرف الإحترام و يعترف بالحياة الكريمة, فأصبحت أفرغ جعبتي رويداً رويدا من الحنين و الاشتياق لأملئها بما هو حق لكل انسان و لكن كنت اعتبره من المميزات في بلدي.

علاقة الانسان مع وطنه من أشد العلاقات الإنسانية تعقيداً,يعتقد البعض أن بعض الأوطان خُلقت فقط للموت و التضحية من أجلها, و يعتقد البعض الأخر ان الحنين و التضحية بالنفس و الموت ما هي الا علاقة وقتية سرعان ما تخفت مع الوقت, فالوطن الذي لا يصلح الا للموت فيه و التضحية من أجله لا يصلح أيضاً للعيش فيه ,أما أنا فأستطيع الجزم بفكرة واحدة وهي أن علاقة الانسان مع وطنه لا تُبنى فقط على الحنين و الذكريات بل يجب أن يكون هناك جذور حقوق و واجبات(مواطنية)تربطه بها لتُشعره بكينونته كإنسان و هذاما يربط المهاجر بالبلد الذي يسافر اليه,عندما يجد ما يفتقد اليه في وطنه الأم.

أؤمن بفكرة الوطن الذي يحيا أبنائه به بكرامة, لا أؤمن بالوطن الذي يصلح فقط للموت و للتضحية بالنفس , ما هو الوطن الا كرامة و حقوق, خبز و بعض الحب و الاحترام.

حديث الوطن و الغربة يطول, و لكن هناك حقيقة مطلقة لكل مغترب, نعيش أيامنا مؤمنين ان الغربة وضع مؤقت و لا بد من العودة يوماً الى أرض الأهل و الأحباب, أستطيع الجزم ان كل من يعيش في الغربة يؤمن بالفكرة نفسها, و لكننا نعرف في داخلنا, في الصميم ان العودة أقرب الى حلم جميل منه الى

حقيقة, من قال “الغربة تربة” لم يعرف أيضاً ان ” الفقر في الوطن غربة و ان الغنى في الغربة وطن”, و أن من حق الانسان أن يعيش الحياة الكريمة بكل مميزاتها أينما كانت بمختلف أصقاع الأرض.

رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=2193

ذات صلة

spot_img