spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ.د.عماد شبلاق ـ الشعب يريد تعديل النظام!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق-رئيس الجمعية الأمريكية...

كارين عبد النور- الحسم لـ”الدونكيشوتية” والفرز السياسي في “مهندسي بيروت”

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «ما رأيناه...

اللبناني شوقي مسلماني مسيرة حافلة بالنجاحات والإنجازات

مجلة عرب أستراليا سيدني- اللبناني شوقي مسلماني مسيرة حافلة بالنجاحات والإنجازات بقلم الكاتبة رانية مرعي

“شوقي مسلماني مواليد 1957. لبناني الأصل، يعيش في أستراليا منذ عام 1977، كتب وراسل العديد من الصحف العربيّة المعروفة مثل النهار والسفير والأخبار والقدس العربي والحياة وإيلاف.

من إصداراته الشعريّة “حصار الدائرة”، “على طريق بعيد”، “أوراق العزلة”، “حيث الذئب”، “من نزع وجه الوردة”، “لكلّ مسافة سكّان أصليّون” و”عابر يواريه الضباب”، وفي النثر له “أحمرة وحمرات” و”كونين ـ لطائف وطرائف” .

وفي الترجمة عن الإنكليزيّة أنطولوجيا الشعر الأسترالي بعنوان “عندما ينظر الله في المرآة” . ومجموعة من الصلوات المصريّة القديمة ـ الفرعونيّة بعنوان: “إسمي المزوّد بالزهور”. رئس تحرير مجلاّت “الرابطة”، “الدبّور” و”أميرة”. له في المسرح “عنزة ولو طارت”. اشترك في تأسيس مجلس الجالية اللبنانيّة و”لقاء الأربعاء” الثقافي الأسبوعي.

حائز على العديد من الجوائز منها جائزة التميّز التي منحها له برلمان ولاية نيو ساوث ويلز بتوقيع زعيم المعارضة “لوك فولي”، وجائزة القنصليّة اللبنانيّة في سيدني بتوقيع القنصل العام جورج بيطار غانم، ودرع رابطة عبد الوهاب البياتي للشعر والثقافة، ودرع الرابطة الثقافيّة لأبناء بنت جبيل ـ جنوب لبنان، ودرع منتدى الأدب للثقافة والعلوم ـ عيناثا ـ جنوب لبنان، ودرع الوحدة الأستراليّة العربيّة، ودرع المثقّف للثقافة والفنّ ـ مؤسّسة المثقّف العربي، ودرع بانوراما أستراليا، وشهادة تقدير بلديّة باي سايد ـ جنوب سيدني، وجائزة شاعر الغربة الطويلة شربل بعيني ـ جبيل ـ لبنان.

وطبعا كانت له نشاطات لسنوات عبر الرابطة العربية الثقافية وممثلا لها في تجمع الاحزاب والقوى الوطنية الذي قاد العمل السياسي لابناء الجالية اللبنانية والعربية لسنوات . وشارك في نشاط مجموعات شعرية استرالية تأثرت سلباً مع ظاهرة الكورونا .

كتب مقالات سياسية لا تحصى خلال ٤٠ سنة من هجرته في الصحف العربية المحلية التي منها النهار والتلغراف وصوت المغترب والأخبار والبيرق والمستقبل والشرق الأوسط والديار والفراشة وليلى والغربة والمثقف وبالوقت ذاته كان يعمل بسكك الحديد وكان نقابياً.

*من أستراليا إلى لبنان، أترك لكم البداية على أجنحة الحنين.

عندما غادرت وطني الأمّ لبنان أوّل مرّة، عبر البحر، من مدينة صور، إلى مدينة بور سعيد، فإلى القاهرة وألمانيا الغربيّة، في ذلك الحين لم ألتفت، لأنّي كنت موقن أنّي سأعود، ورجعت، لكنّني عندما غادرت لبنان في المرّة الثانية إلى أستراليا ذرفت دمعاً أحسّ حرارته بوجهي إلى اليوم،   بعد مضي أكثر من 40 عاماً. يومها أيقنت أنّي هذه المرّة مفارق، وهذا الذي حصل. بعد 34 عاماً غياباً زرت، لأوّل مرّة، لبنان، اختلطت عليّ الأزمنة في بيروت، وعندما أشرفت على بلدتي كونين في الجنوب البناني هطلت دمعة أكبر من بركة كونين ذاتها التي تعود إلى زمن ما قبل الرومان، وأنا أنظر إلى الضيعة قلت لذاتي ما كأنّي راجع من موت. يظلّ الوطن الأم، كما أستراليا الوطن الأم أيضاً، وقد يغيب الجسد وتحوّم الروح التي تستطيع،  بلمح البصر، أن تحوّم في أبعد البعيد، وجميل أن تحوّل التكنولوجيا عالمنا اليوم إلى قرية، يُقال، صغيرة. والحبّ متّسع للكلّ في هذا العالم الواحد بالجغرافيا أقلّه .

*شاركت في تأسيس “مجلس الجالية اللبنانيّة” و”لقاء الأربعاء” الثقافي الأسبوعي. حدّثنا عن أبرز الانجازات التي حصلت وكيف تمّ التفاعل معها من أبناء الجالية في استراليا؟

هاجرت إلى أستراليا سنة 1977، وبعد أقلّ من سنة التحقت بالرابطة العربيّة الثقافيّة في سيدني، وكانت الجالية اللبنانيّة كبيرة، ولكن أقلّ بكثير ممّا هي عليه الآن، وكانت الجالية مقسومة بين يمين ويسار، فاليمين بكلّ أطيافه واليسار بكلّ أطيافه الذي كان له تجمّع بإسم “تجمّع الأحزاب والقوى الوطنيّة والقوميّة”، ولا أذكر خلال كلّ تلك السنين أنّ أحداً من اليمين أو أحداً من اليسار قذف الآخر بوردة، ومن خلال الرابطة والتجمّع كنت أعمل مع العاملين لوحدة الجالية في سبيل قضايا سامية وطليعتها فلسطين المنكوبة بنازيين جدد هم الصهاينة ثمّ صار لأبناء الجالية اللبنانيّة أهواء تغيّرت بالشكل والمضمون وتنامى الدين وتنامت الجمعيّات القرويّة، ولكن للأسف اتّسعت دائرة الإبتعاد، وصار نداء أقلّه وحدة أبناء الجالية اللبنانيّة، اشترك فيه رجال دين من مختلف المذاهب اللبنانيّة المسيحيّة والمسلمة ووجهاء وبعض الناشطين، وكان مجلس الجالية الذي واكبناه، وكانت له مرحلة، ثمّ إلى “لقاء الأربعاء” الثقافي، وهو من مجموعة كريمة ارتأت إحياء النشاطات الثقافية التي كانت في أزمة، وعلى مدار 4 سنوات تقريباً، وكلّ يوم أربعاء، ندوة لشاعر، لأديب، لمثقّف، لرجل دين، لطبيب، لإقتصادي، من كلّ المشارب والإتّجاهات، حتى عشيّة الجائحة التاجيّة، وعلى هذا النحو أرجو أن تمنحني الأيّام ما يعين كي أستمر .

*معروف عن أدباء المهجر فيض الحنين في كتاباتهم لأوطانهم ونزعتهم الروحانيّة، كيف تعاطى قلمك مع أزمات لبنان القديمة – الحديثة طول فترة اغترابك؟

مرّة، وفي حوار إذاعي سئلت عن مصادر قصائدي، وكان ذلك عندما صدرت مجموعة “من نزع وجه الوردة”، وقلت أنّ مصادري هي من جرح له علاقة بالهجرة المبكّرة من بلدتي كونين إلى العاصمة بيروت، له علاقة بالوسط الذي كأنّما عليه أن يبدأ من الصفر دائماً، له علاقة بآلام الحرب اللبنانيّة التي تستمرّ بأوجه مختلفة وضحاياها مئات الألوف بين شهداء وجرحى ومفقودين، له علاقة بالإقتلاع المرّ، له علاقة بأهل فلسطين الذين في كربلاء مستمرّة منذ قرن، له علاقة بهذا العالم الذي كلّما يتوحّش،   وطبيعي أن القلم الذي ليس فيه حنين ماذا فيه؟، والقلم الذي ليس فيه حبّ ماذا فيه؟، والقلم الذي ليس فيه ألم من كثرة السموم المحيطة ماذا فيه؟، والقلم الذي لا يقول “لا”، هل هو فعلاً قلم؟. وهذا أنا في اتّجاهي اللبناني،  متى تأوّه لبنان أتأوّه، وهذه روح، هل رسمتها بالكلمات كما يجب؟، أرجو ذلك، فحينها قد أرضى أنّي وفّيت اتّجاه البلاد التي استحقّت بجمالها حبّ السماء ويا ليتها تلقى حبّ القائمين في الأرض”.

*استراليا، القارة البعيدة عن لغة الضاد، فيها ثورة إبداعية ضمّت الكثير من الأسماء، كيف يتمّ التعاون بينكم باعتباركم روّاد للتغيير؟، وهل هناك رابطة أستراليّة تلوح في الأفق؟

أسجّل هنا أنّ مدينة سيدني شهدت العديد من الروابط الأدبيّة،  وأشهرها بلا  منازع “رابطة إحياء التراث العربي”، التي استمرّت عقوداً في نشاطاتها بأفضال نخبة مؤمنة بالكلمة وحقّ الإبداع العربي أن يتعرّف عليه أبناء العرب وعموم المجتمع في أستراليا المتعدّدة الثقافات، لكن أخيراً تقدّمت الجالية العراقيّة على الجالية اللبنانيّة في الحيويّة، حتى مجيء الجائحة سنة 2019 وقضت على كلّ نشاط “تقليدي” تقريباً، فإلى متى جائحة الكورونا؟، كيف سيعيد الناس ترتيب أنفسهم؟، هل ستعود اللقاءات الشعريّة والثقافيّة والسهرات إلى بيوت وقاعات كثيرة؟، هل سيكون العالم الإفتراضي هو العالم الوحيد الذي سيظلّ يلتقي فيه الأصدقاء والكتّاب والشعراء فقط؟. الآن سيدني في حال من “ركود”، أو “كساد”، ثقافيّاً عربيّاً،  على أغلب من صعيد.

*من أعمالك التي لفتتني مجموعة من الصلوات المصريّة القديمة ـ الفرعونيّة ـ بعنوان: “إسمي المزوّد بالزهور”، حبّذا لو تقدّم لنا لمحة عن هذه المجموعة وما الهدف كان من نشرها؟

شخصيّاً، أقرأ، وكم قرأت عن حضارة مصر القديمة، وكم لفتتني نصوصها الدينيّة التي تركتها لنا، بل حفظتها لنا، وكيفما قلّبت بين أوراقها لا أظنّني إلاّ أمام الدين “الإبراهيمي”، كأنّ المسلمين والمسيحيين واليهود كم غرفوا من روح مصر العالية، وهذه الوحدة في الأفكار والتوجّهات والمسارات شئت أن أجمعها، ومع الوقت وجدت في حوزتي مجموعة من النصوص “الفرعونيّة” رتّبتها وأعدت توزيع أسطرها موافقاً باللغة ما أمكن لغة معابد ملأت الدنيا وشغلت الناس ألوف السنين، بمعنى أنّ مجموعة “إسمي المزوّد بالزهور” هي نصوص ـ صلوات اخترتها من نصوص كثيرة ترجع في الزمن إلى 5000 سنة، ولا تقلّ شأواً، وجعلت لها مقدّمة أثمّن فيها ترجمات الأستاذ يوسف سامي اليوسف، والعنوان، فكم استحسنه من قرأه أو سمع به، وهو حقّاً ليس غير سطر من نصّ عمره أكثر من 4 آلاف سنة، ومعناه له حكاية هي كلّ حكاية دين مصر القديمة ـ العظيمة. أمّا الهدف فأن يكفّ اللاحقون، بعد قراءة “إسمي المزوّد بالزهور”، عن “إستعباط”، عن قدح وذمّ، السابقين، والحضارة المصريّة القديمة، بغير وجه حقّ.

*كنت في تجمّع الأحزاب والقوى الوطنيّة الذي قاد العمل السياسي لأبناء الجالية اللبنانية والعربية، هل سياسة اللبناني في الإغتراب مختلفة عن سياسة اللبناني المقيم؟ أو هي لعنة تتبعه أينما حلّ؟

سبعينات وثمانينات القرن الفائت، كانت الجالية اللبنانيّة فيها منقسمة،  واليسار منها عمل مع قوى فلسطينيّة وعربيّة تجمّعاً هو المذكور في السؤال، وكانت “الرابطة العربيّة الثقافيّة” التي أعمل من خلالها عضوة أصيلة في هذا التجمّع، وكان بؤرة النشاط ذات الحرب في لبنان التي استمرّت 15 سنة، وذات فلسطين المنكوبة بالإحتلال وتقاوم بالحجارة. وإذا أرجع بالذاكرة إلى تلك الأيّام أعرف كم يظلّ الإنسان في وطنه الأوّل، ولو هو جسديّاً في المقلب الآخر من الأرض، والإهتمام بشؤون لبنان هو اهتمام عام لا أحد يمكن أن يحتكره، ويتساوى فيه اللبناني المقيم واللبناني المغترب، والفارق هو أنّ اللبناني في الإغتراب يعلّمه وطنه الجديد أنّه عين كريمة، ويعلّمه النظام، وينظر بألم إلى آلام أبناء جلدته في الوطن الأم. وعلى مستوى السياسة، أي سياسة أبناء الجالية اللبنانيّة، مثالاً لا حصراً، في عموم أستراليا، هي سياسة لبنان في عموم لبنان، ولكنّي، وفي الآونة الأخيرة، ومع كثيرين، أسمع احتجاجات غير قليلة على غالبيّة سياسيي لبنان وأحزابه.

*من خلال متابعتي لمسيرتك يخطر لي أن اسألك عن المشروع الذي تخطّط له وما زال قيد الدراسة؟

أنا مع حركة فعل عام، ومع الريح في هبوبها، ولكنّي منكبّ أخيراً على إعادة ترتيب مجموعات شعريّة، لإعادة نشرها بحلّة مختلفة، بعد النظر المتفحّص فيها، وأسجّل، أحياناً، شوارد الذهن، وكثيراً لا أزال حبيس غول الجائحة التي تأخذ بأنفاس، وأستمع إلى أغاني وأشاهد التلفاز، وإذا كان لقاء ننظر في شؤون لبنانيّة وشؤون أستراليّة، وإذا نفير فقد ندعو إلى مهرجان أو تظاهرة، وأنام على أمل أن يزول وجع الظهر، ودواليك أيّام في حياة .

*بعد سنوات الغربة الطويلة ما هي الرسالة التي تحبّ أن تشارك بها من يتابع حوارنا؟

كلمات قليلة في هذا السؤال، ولكن الإجابة دونها، كما يُقال، شوك القتاد. وعموماً لتكن الرسالة “تلّغرافيّة”، لا للصوص الهيكل، لا للذين يجرحون كرامة المواطن بإذلاله وبتجويعه وتركيعه، أو لتكن الرسالة هي السموّ بأجنحة الشعر والأدب والفنّ بشكل عام، بعيداً من هرطقات تُغرق الشاعر في ذاته، مثالاً لا حصراً، وممنوع أن يلتفت في محيطه، أو ربّما لتكن الرسالة أنّ الجديد لا يأتي من القديم، بل يأتي من الجديد .

*أترك لك الختام مع قصيدة تهديها لقرّاء كواليس.

مِنْ أينَ تبدأ؟

مِنْ حافّةٍ في الرأس؟

مِنْ فوّهةِ بركانِ الرأس؟

مِنْ مكْرِ الرأس؟

أم مِنْ كراماتٍ للرأس؟

أم مِنْ شظيّة

وفي الرأس مَن يستأصلُ بدأبٍ

زهرةَ الحياة

وفي الرأسِ ثعلب

وفي الرأس أخرق

الخواءُ وصداه، نصفُ الرأس

ما خلفَ ظهرِ الرأس

وديكُ الرأس؟

ممّا في الرأسِ يختبئ

ذعراً مِنْ كثيرِ ما يكون؟

مِنْ بكاء؟

أم ممّا يتردّد في أن يكون وجهاً؟

أم ممّا في الرأس مِنْ أوبئة وكأسٍ محطَّم؟

أمامكَ كاتمُ صوت

مَنْ يفتخر أنّه بلا صوت

مَنْ لا ينتبه أنّه بلا صوت

مَنْ يصلّي لكي لا يكون له صوت

ومَنْ يزمجر إذا رأى صوتاً

سيعدمه عمرَه..

وفي الطريق عيونٌ وقحة

تبتسم، تلدغُ، تتثاءبُ وتنام

رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=21826

ذات صلة

spot_img