spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ.د.عماد شبلاق ـ الشعب يريد تعديل النظام!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق-رئيس الجمعية الأمريكية...

كارين عبد النور- الحسم لـ”الدونكيشوتية” والفرز السياسي في “مهندسي بيروت”

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «ما رأيناه...

علا بياض -“الناس سئموا من كورونا، لكن كورونا لم يتعب قطّ”

مجلة عرب أستراليا سدني  –الناس سئموا من كورونا، لكن كورونا لم يتعب قطّ”

بقلم الكاتبة علا بياض ـرئيسة التحرير -نشر في جريدة التلغراف الاسترالية 

لم يبقَ سوى أياماً معدودةً لاحتفالات  أعياد الميلاد، والعام الجديد، أصبح هاجس فرض القيود  مع انتشار  فيروس كورونا المستجد، والمتحوّر (أوميكرون) يلوح في الأفق أمام  الجاهزية للاحتفالات السَّنوية المعتادة في ميادين عواصم، ومدن العالم؛ حيث واصل “أوميكرون” (Omicron) –المتحور الجديد لفيروس كورونا- انتشاره في العالم إعادة فرض بعض الاجراءات الاحترازية   ليُنذر بخطرٍ جسيم وهو إمكانية تفشي الفيروس خلال احتفالات عيد الميلاد، ورأس السَّنة، بأعداد  كبرى، مثلما حصل العام الماضي.

سكان مدينة  بيت لحم أضاؤوا شجرة عيد الميلاد الفارعة خارج كنيسة المهد في المدينة ، على أملٍ ألّا يُفسد المُتحوِّر الجديد موسمَ عطلة الأعياد  في مسقط رأس يسوع التَّقليدي، بعد أن منعت إسرائيل في ديسمبر الجاري دخول المسافرين الأجانب في محاولةٍ؛ لمنع متحور أوميكرون من الانتشار ر.

تواصل إصابات كوفيد-19 الارتفاع في معظم دول العالم؛ ما يؤجج المخاوف من انتشار الفيروس المتحور  على  مدى أوسع،  فإن المتغير الجديد وصل بالفعل إلى أكثر من خمسة وأربعين  (45) دولة؛ ما دفع المتغير الجديد إلى  زيادة الحالات في دول عديدة، وإعادة  فرض القيود الصَّارمة؛ لمكافحة تفشي الوباء، قبل أسابيع من أعياد الميلاد.

قبل  حلِّ لعنةِ كورونا كان النّاس ينتظرون العام الجديد بِلهفةٍ، وشغف لإحياء اللَّحظة بِصبرٍ نافد؛ لاعتقادهم أنها  ستمنحهم الأمل، والسّعادة ،والنّجاح، والرّاحة، وستغير واقعهم الذي يعيشونه إلى حياة باهرة، من وجهة نظرهم أنّ البدايات دائماً ما تخبئ لهم الأجمل، وتحرضهم على الحياة، وتدفعهم لأنْ يوسعوا قلوبهم لها، ويتمسكوا بأحلامهم جيداً.

لكن اليوم ومع انتشار وباء كورونا، يتطّلع الكثيرون ممن فقدوا أحبّةً لهم إلى نهاية العام بمرارة تحفر ندوباً عميقة لا تزول آثارها حتّى، وإنْ أكملوا حياتهم؛ فراقهم لأغلى النّاس على قلوبهم، وحرمانهم من ضحكاتهم، وأصواتهم، وقلوبهم المُحبّة الدّافئة هي أوجاع ستقف حاجزاً بينهم، وبين العام الجديد على الأقل في البداية.

( كورونا)  تلك الطُّفرة التي جاءت _لربما_ لتوقظ ما عجزتْ السّنين عن إيقاظه فالمواقف متعددة والذكريات لا تعدُّ ولا تُحصى، هذا الفيروس اللّعين ترك بصمته  في حياتنا جميعاً بما فيه من حزنٍ، وألمٍ،  وفراق أحبة، ذكرياتٌ ستظلُّ محفورةً في زوايا الرُّوح مدى العمر، فرغم اختلاف أسباب الموت، وتعدُّد صور الفراق، إلَّا أنَّ ألم الوداع  هو الرَّابط المشترك بينهم جميعاً.

جائحة كورونا جعلتْ العالمَ بمعاناة وضررٍ وخيم جراء العواقب الاجتماعية للعزلة المفروضة، بالإضافة إلى مشاعر الوحدة، والملل، والخوف التي ربما تُصيب بعضهم، فقد خلّفَ الحظر الصحي آثاره الجسيمة   المتناقضة مع فكرة التّقارب الإنساني، وزيادة التّواصل الاجتماعي المباشر، منذ اجتياح فيروس كورونا العالم، وفرض شروطه، وقواعده اختبرنا صعوبة البُعد عن الأحبة  بِانطفاء المشاعر، وصعوبة اللّقاء،  تلك التّحديات تحتاج إلى حلول قبل إعادة الأمور لِطبيعتها، و  انتهاء الفيروس، وعدّه  بِخبر كان .

لم يكن الكاتب الشَّهير <<غابرييل غارسيا ماركيز>>؛ صاحب رواية  “الحبُّ في زمنِ الكوليرا”، يعلم  بأنّ بعد مرور أكثر من ثلاثين (30) عاماً سيأتي فيروس جديد بِاسم كورونا؛ لِيغيّر مفاهيم الحبّ، وصوره كلّها: حبُّ الذّات، والحبُّ المفعم بالشّغف، وحبُّ الإنسانية، وحبُّ الحياة، أصبح التَّعبير عن الحبِّ بِالابتعاد، بِالفعل إنّها أزمةٌ عاطفيةٌ ،وما اختبرنا ه ليس شيء مميز؛ بل  حزنٍ مُعقدٍ، ومؤلِم .

 

قِيل لعلي بن أبي طالب:

.. أهناكَ أشدُ من الموت؟

.. قال: نعم، فراقُ الأحبة أشدُ من الموتْ!.

رابط مختصر –https://arabsaustralia.com/?p=20924

ذات صلة

spot_img