spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ.د.عماد شبلاق ـ الشعب يريد تعديل النظام!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق-رئيس الجمعية الأمريكية...

كارين عبد النور- الحسم لـ”الدونكيشوتية” والفرز السياسي في “مهندسي بيروت”

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «ما رأيناه...

اللبنانيون في تسمانيا … وجود على خارطة منسية

 بقلم – آسيا الموسوي-هوبارت

مجله عرب استراليا – سدني – أهرب من حر مدينة “سيدني” و اركب سيارة التاكسي مسرعة, أنهي المكالمة مع زوجي ببضع كلمات عربية, ليسألني السائق ” لبنانية؟” أومأ بالإيجاب, ليسألني أين أسكن فأجيبه” هوبارت”.

يبدو كمن لم يعرف اين تقع المدينة بالتحديد و يعاود السؤال,” أين تقع هوبارت تحديداً؟ داخل سيدني ؟” أشرح له ان هوبارت هي عاصمة تاسمانيا , احدى الولايات الثمان لأستراليا, و لا تمت لسيدني بأي صلة, يضحك ضحكة طويلة و يختم حديثه ب” لا يزال الناس يعيشون هناك؟؟”.

نعم, لا يزال الناس يعيشون هناك, في الجزيرة المنسية في أذهان سكان المدن الكبرى, يعيشون يعملون و يخرج أهم السياسيين و المحاميين و العلماء منها, حتى ان التطور غزاها لتنافس اكبر المدن العالمية, هوبارت في خيال من لم يزورها يوما جزيرة من جزر ديزني الخرافية , حيث الناس لا يزالون يستعملون القوارب الخشبية للوصول الى اليابسة و المدن الأساسية و يرتدي سكانها اللباس التقليدي المصنوع من أكياس الخيش و الازهار, و أناسها يتكلمون لغة خاصة بجزيرتهم و يتواصلون بالرسائل مع الحمام الزاجل..نعم تبدو هوبارت لمن لم يزرها منسية و لم تطأها بعد الحضارة و التطور.

اذا سألتني كيف تبدو المدينة الأفضل في العالم بحسب صوت المذيع على 101,9 و بحسب كل من سكن فيها, فهي شوارع فاتنة مزيج بين الحضارة و التطور و المباني القديمة المحافظة على طابعها القديم, نعم لا يوجد أبراج و ناطحات سحاب و لكن هناك ما هو افضل, سكان هوبارت اللذين منعوا تشييد هذه الأبراج للمحافظة على طابع المدينة الأثري, الوجوه البشوشة و المبتسمة الخالية من التوتر نظرا لمناخ المدينة المريح, الطرقات التي لا تعاني من الازدحام المروري الخانق, الورد المنتشر في كل مكان, الشواطئ الخيالية التي تماثل شواطئ الباهامس و المالديف, و الشعور الدائم أنك تسكن في مكان أنت فيه بإجازة دائمة على مدار السنة.

تعد المدينة النابضة بالحيوية نموذجًا فريدًا للمزج ما بين القرن التاسع عشر والقرن الحادي والعشرين نظرًا لموقعها على الساحل الجنوبي الشرقي لأستراليا، غزاها التطور و التكنولوجيا منذ زمن بعيد بعكس ما يتخيل البعض, جولة واحدة في شوارع المدينة كافية لتعطيك فكرة وافية عن مدى تطور و سحر هذه المدينة, و التي لا يمكن القول عنها صغيرة, اذا أن مساحة ولاية تسمانيا هي تسع مرات مساحة لبنان.

و بالحديث عن لبنان و اللبنانيين , يبدو لبنانيو تسمانيا مغيبين عن خارطة التمثيل الرسمي, و بالرغم من ان اعدادهم ليست كبيرة و لكن غياب أي تمثيل رسمي اذ ستثنينا قنصل لبنان الفخري في تسمانيا و الذي لا يملك أي صلاحيات يطرح صعوبات و علامات تساؤل كبيرة, كي تجدد جواز سفر او تصدر أي ورقة رسمية يجب التواصل او زيارة القنصلية اللبنانية في سيدني أو ملبورن..و المؤكد أن تسمانيا و اللبنانين القاطنين فيها ليسوا من اهتمامات الدولة اللبنانية.

أما في ما يخص الوجود المجتمعي, يحاول العرب و اللبنانيين لمَ شتات بعضهم البعض في بعض المناسبات مثل الأعياد الدينية أو في العطل الرسمية للجزيرة و لكن نادراً ما ينجحون, تبدو أعدادهم المتناثرة في أرجاء الجزيرة التي تعد من أكبر الجزر في العالم ضئيلة مقارنةً بمواطنيهم في المدن الأخرى.

و مع غياب أي تمثيل رسمي, أو قنصلية أو حتى مركز اجتماعي للنشاطات و التجمعات و الذي تنشأه الجاليات كافة حيثما يتواجدون ليستطيعوا التواصل و الاحتفال بأعيادهم, أي أمل للبنانيين في أن يجمعوا شتات بعضهم في مكان واحد هو ضرب من الاحلام.

رابط مختصر https://arabsaustralia.com/1731-2/

ذات صلة

spot_img