spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

د. زياد علوش-حمى الله أستراليا

مجلة عرب أستراليا- د. زياد علوش آلمتنا الأخبار التي تواترت...

علا بياض- رئيس بلديّة ليفربول نيد مانون تاريخٌ حافلٌ بالإنجازات

مجلة عرب أستراليا-  مقابلة خاصة بقلم علا بياض رئيسة...

علا بياض- عيدكم سعيد

مجلة عرب أستراليا- بقلم علا بياض رئيسة التحرير   كلمة...

الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان يقيم إفطاراً في فندق ايدن باي لانكاستر

مجلة عرب أستراليا- الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان يقيم...

رغيد النحّاس ـ شروق

مجلة عرب أستراليا سيدني-شروق

بقلم رغيد النحّاس

تشرق الشمس كلّ صباح. اعتدنا على ذلك.

ولكن حين يغلب التفكير على الاعتياد، يمكن أن نرى الأمل يتجدّد كلّ صباح، أنّ يومًا جديدًا أضيف إلى حياة كلّ واحد منّا: ذلك المحظوظ الذي كتب له الوجود، وهي فرصة من بلايين الفرص.

هذا أصل الحياة، لكنّ قيمة الحياة تتعزّز بما يمكن أن يقوم به الأنسان، ما يمكن أن يضيفه على نوعيّة الحياة، له ولمن حوله، وللبشريّة، للكائنات، وللكوكب الأرضيّ كلّه.

                تشرق الشمس كلّ صباح. تُذكّرنا بواجب الشكر المترتّب علينا لنقدّر نعم الكون التي لا تحصى، وربّما لنتذكّر أنّه لولا هذا الضياء ما كانت الأرض وما كنّا.

أشرقت الشمس هذا الصباح. تأمّلتُ برهبة وشغف تألّق ذلك الضياء الذي نفذ من غيوم الخريف مع بداية نهارٍ بارد منعش. احتسيت فنجان قهوتي والطيور تشاركني جلستي بين نباتات وأشجار الحديقة. النحل بعيد على قمم النخيل التي برز منها عناقيد من الزهر. خيوط العنكبوت بدأت تلمع عندما مسّتها خيوط الشمس، وتجلّت عليها قطرات الندى. السحالي تنشط بحركات سريعة. طوابير النمل تبدو غير مكترثة بما يدور فوقها.

أتاني ذلك الببّغاء الذي لا يقبل الطعام إلاّ من يدي، فرمى نفسه في حضني. نهضت لأحضر بذور “عبّاد الشمس”، وملأت كفّي بكميّة منها. جلست ويدي والببغاء في حضني، فسارع لالتقاط البذور من كفّي المفتوح. وسرعان ما ارتمت شريكته في حضني، على الطرف المقابل. راقبت رأسيهما ينخفضان ويعلوان، يلتقطان البذور بمنقاريهما، “يفصفصانها” واحدة واحدة بإتقان رائع.

وبعد استخلاص لبّ، وطرح قشر كلّ بذرة، ينظر واحدهما إليّ فيبدو أنّه يطمئن قبل أن يعاود التقاط التالية. رأسان متقابلان، يعلوان ويهبطان، الواحد تلو الآخر، لا يصطدمان، رغم السرعة. شعرت بحنان كبير … وإعجاب. ورأيت حضني الممتلئ بالقشور.

أشجار الحمضيّات حبلى بريّان الثمار.بعضها مزّقته مناقير الطيور. الأزهار والورود تتبرّج بالأبيض والأصفر والزهريّ والأحمر، والنصر هذا الخريف للأرجوانيّ الذي فاق الألوان انتشارًا.رائحة الياسمين تغمر المكان.

يشرق الحبّ والثقة في كياني، وأمضي ليومي الجديد.

رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=15610

ذات صلة

spot_img