spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 46

آخر المقالات

هاني الترك OAM-هذا ليس خلقاً من العدم

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM طوّر العلماء الاستراليون...

كارين عبد النور- قصّة أنف نازف… وإبرة وخيط

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «فتنا على...

د. زياد علوش- قرار مجلس الأمن الدولي”2728″يؤكد عزلة اسرائيل ولا ينهي العدوان

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش تبنى مجلس الأمن...

هاني التركOAM- البحث عن الجذور

مجلة عرب أستراليا-بقلم هاني الترك OAM إن الانسان هو الكائن...

إبراهيم أبو عواد- التناقض بين الحالة الإبداعية والموقف الأخلاقي

مجلة عرب أستراليا-بقلم الكاتب إبراهيم أبو عواد الإبداعُ الفَنِّي يَرتبط...

خلدون زين الدين ـ أسقط كورونا آخر محاربيها… “جوما” الأمازون في خطر

مجلة عرب أستراليا- سيدني-أسقط كورونا آخر محاربيها… “جوما” الأمازون في خطر

الصحافي خلدون زين الدين
الصحافي خلدون زين الدين

بقلم خلدون زين الدين – النهار العربي

“آروكا”. آخر رجال “جوما”. آخر المقاتلين. سقط “برمح” كورونا، فاشتعلت نيران الفناء في قبيلة عرفت المجد، ولم يبقَ منها سوى بنات ثلاث، تزوجن من قبيلة أخرى، ولكن القصة لم تنته.الأسبوع الماضي نقلت وسائل إعلام دولية خبر وفاة “آروكا”. وصفت وفاته بالضربة القاضية لقبيلة جوما، إحدى قبائل الأمازون. تعداد أفرادها تراجع من 15 ألف شخص في أوائل القرن العشرين، إلى ستة أشخاص فقط في التسعينات من القرن الماضي.

بين 86 و90 عاماً يُقدر عمر “آروكا”. لا تاريخ معروفاً بدقة لسنة ميلاده. عاش الرجل حياة محارب. عاصر مسيرة قبيلته في أوج قوتها، يوم كانت تضم الآلاف، يعيشون على الصيد والزراعة في المنطقة الجنوبية من ولاية أمازونس، حتى بلغت “جوما” مرحلة اندثارها.

قاوم “آروكا” قسوة العيش. نجا من سلسلة مذابح تعرضت لها قبيلته على يد مزارعي المطاط. نجا كذلك من انتشار أمراض قاتلة بين أفراد جوما، في مراحل تاريخية مختلفة، فتضاءل عدد الجوميين، وبقيت أسرته وحيدة، ليقضي كورونا أخيراً عليه، ويبقي ثلاثاً من بناته المتزوجات إلى قبيلة “أورو-إيواو-وا”، إحدى القبائل الأصلية في البرازيل أيضاً، بعدما لم يبق جومي واحد يتزوجن به. ووفقاً للنظام الأبوي للمجتمعات هذه، فإن أحفاد “آروكا” وأحفاد الأحفاد يعتبرون أفراداً من قبيلة الآباء وليس من قبيلة الأمهات. فما العمل للإبقاء على اسم القبيلة؟ هنا بدأ فصل جديد من القصة.

 “قصة فناء”

غابرييل أوشيدا، مصور وثّق حياة جوما سابقاً. في وثائقه، نقل عن “آروكا” هواجسه وحزنه على مصير القبيلة، وتراجع عدد أفرادها.يتذكر المصور “آروكا” قائلاً: “لقد كان محارباً، وحكى لنا قصصاً عن معاركهم مع مزارعي المطاط، وكيف صدّهم شعب جوما عندما تعرضوا للهجوم منهم”. لكن، مهلاً، قصة جوما ليست الوحيدة. العديد من مجموعات السكان الأصليين في منطقة الأمازون، كانت “قصة فناء”. منذ أربعينات القرن الماضي، “تتعرض القبائل لاعتداءات من أشخاص يسعون للاستيلاء على الثروات الموجودة في أراضي القبيلة”، حسبما تقول البروفسورة لوسيانا فرانسا، المُدرسة في الجامعة الفدرالية في بارا الغربية. آخر مذبحة موثقة ارتُكبت كانت عام 1964، عندما قتل مزارعو المطاط العشرات من رجال جوما.

كورونا

لم يكن “آروكا” وحيداً بين السكان الأصليين ممن قضى عليهم كورونا. منظمة السكان الأصليين المستقلة “أبيب” تقول إن 970 شخصاً من السكان الأصليين فقدوا حياتهم بسبب الوباء، ومعظمهم من المسنين، ممن كانوا يحفظون الإرث الشفوي الثمين والمعرفة الخاصة بقبائلهم. علماً أن أعداد السكان الأصليين في البرازيل تقدر بنحو 897 ألفاً.

 الأحفاد هنا

زواج بنات “آروكا” الثلاث من قبيلة أخرى، لم ينه قصة جوما. خلافاً للتقاليد، قرر بعض أحفاد “آخر المقاتلين” تعريف أنفسهم على أنهم من سلالة القبيلتين “جوما” و”أورو-إيواو-وا”. أحد الأحفاد، يدعى “بيتاتي”، يبلغ من العمر 20 عاماً، يقول في تصريح صحافي عن جده الراحل: “إنه معنا، يعيش معنا ويمثل شعبنا من خلال الأحفاد وأحفاد الأحفاد (…)”.ابن عم بيتاتي، واسمه كويمبي، يبلغ من العمر 18 عاماً، يقول بدوره: “لا نريد أن يطوي النسيان معركة شعبنا. نحن فخورون بكفاح أجدادنا وأمهاتنا، ونريد مواصلة ما قاموا به”.

لم يكتف كويمبي بالكلام وحسب. دمج اسم قبيلة جده باسمه، ليغدو “كويمبي جوما أورو-إيواو-وا”، فـ”أنا حفيد جوما، ابن جوما، ومن حقي حمل اسم جوما”، يقول. هي خطوة غير مسبوقة. “لم يسبق أن حصل دمج اسم قبيلتين في اسم واحد، على ما تقول الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق السكان الأصليين، إيفانييد بانديرا. أي من القبائل الأخرى لم يفعل ذلك”، تؤكد.هي رسالة الأحفاد: “مستمرون في البقاء والمقاومة”، برغم أنف كورونا.

رابط مختصر…https://arabsaustralia.com/?p=14489

ذات صلة

spot_img