spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- ترامب الأسترالي

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دونالد ترامب هو...

د. زياد علوش-حمى الله أستراليا

مجلة عرب أستراليا- د. زياد علوش آلمتنا الأخبار التي تواترت...

علا بياض- رئيس بلديّة ليفربول نيد مانون تاريخٌ حافلٌ بالإنجازات

مجلة عرب أستراليا-  مقابلة خاصة بقلم علا بياض رئيسة...

علا بياض- عيدكم سعيد

مجلة عرب أستراليا- بقلم علا بياض رئيسة التحرير   كلمة...

علي شندب- من سيطلب إعدام خامنئي أسوة بروحاني؟

مجله عرب استراليا سدني – من سيطلب إعدام خامنئي أسوة بروحاني- بقلم الكاتب السياسي علي شندب

الكاتب السياسي علي شندب
الكاتب علي شندب

جحّظت تغريدة النائب عن مدينة قم “مجتبى ذو النوري” وجها مضمرا وملتبسا من حقيقة الصراع  داخل مراكز صنع القرار في ايران.

وقد قال ذو النوري، الذي هو للمناسبة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني في تغريدته السوبر لافتة الموّجهة لروحاني: “إذا كان الهدف من الاستشهاد بالأسباب التي أدّت للصلح بين الإمام الحسن ومعاوية، القول بأنّ مطلب غالبية الشعب هو السلام والصلح لتسويغ التفاوض مع العدو، فإنّ غالبية الشعب الإيراني، لن يقبل بأقل من عزلك ومعاقبتك. وبناء على منطقك، فإن على قائد الثورة، أن يصدر أوامره لشنقك ألف مرّة، حتّى ترضى قلوب الشعب العزيز”.

تغريدة النائب المتشدّد بدت في سياقها بمثابة الاغتيال المعنوي الممهّد للاغتيال الجسدي للرئيس الإيراني الذي طلبه ذو النوري بلغة آمرة لخامنئي ليصدر أوامره بشنق روحاني ألف مرة، وليس مرة واحدة.

فما الجريمة التي اقترفها روحاني حتى يتعرض ليس للمطالبة بعزله ومعاقبته فقط، وإنما بإعدامه ألف مرة؟

فخلال اجتماع للتنسيق الاقتصادي حول الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في إيران، لفت روحاني إلى حجم المناوشات والخلافات السياسية بين أطراف النظام، ثم استحضر سيرة الحسن بن علي بن أبي طالب والصلح الذي عقده مع معاوية بن أبي سفيان، وكيف أنّ الإمام الحسن رد على أصحابه ممن سألوه باحتجاج عن الصلح بالقول: “إن الأمة الإسلامية ليست أنتم 10 أشخاص أو 20 شخصاً، الذين جئتم هنا عندي. أنا ذهبت إلى المسجد وألقيت خطبة، ووجدت أن الغالبية المطلقة من المجتمع تريد الصلح وعندما يريد الناس ذلك، فاخترت الصلح”.

وتابع روحاني أن “هذه هي طريقة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، وهو علّمنا أن نكون رجال الحرب يوم الحرب، ورجال السلام يوم السلام. وإذا حاربنا في يوم السلام وصالحنا في يوم الحرب، فالأمران خطأ، وعلينا أن نحارب في وقته ونتصالح في وقته”.

صلح الحسن سبق وتناوله قائد قوات “الباسيج” التابعة للحرس الثوري، محمد رضا نقدي، بالقول: “لو كان الحسن بن علي يمتلك قوة خامنئي لما وقّع على ذلك الصلح المشؤوم، ولذا فنحن اليوم نرفض الأصوات التي تقول بأن هذه المرحلة تشبه مرحلة الصلح بين الحسن ومعاوية وأن علينا أن نتصالح مع أعدائنا بالمنطقة”.

إنه “صلح الحسن” إذن، ذاك الذي أجّج عشّ الدبابير بوجه الرئيس الإيراني الذي جهد لإنهاء ولايته الرئاسية، بدون مشاكل مع الحرس الثوري والتيار المتشدد. سيّما بعد فوز المحافظين وخسارة الإصلاحيين الانتخابات البرلمانية في فبراير/ شباط الماضي. ما دفع روحاني الى مغادرة مربع الصدام معهم، وبات يدعو لتكاتف الجهود بهدف تجاوز التحديات التي تواجهها ايران بسبب العقوبات الأميركية، خصوصا بعدما اكتشف أن مشروعه لإنهاء الصراع خصوصا مع واشنطن قد أجهضه المحافظون الايرانيون، قبل أن يجهضه المحافظون الأميركيون، ما أدى الى تلاشي الإنجاز التاريخي لحكومة حسن روحاني، والمتمثل بالاتفاق النووي الذي سبق لروحاني وشبهه بصلح الحديبية مع كفار مكة، والذي مزّقه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وعزّز تمزيقه باعتماد استراتيجية الضغط الأقصى للعقوبات المتصاعدة ضد طهران، والتي تخلّلها اغتيال رمز قوة إيران الخارجية الجنرال قاسم سليماني في مطار بغداد الدولي.

إلا أن مرونة روحاني هذه لم تقيه هجمات “عشّ الدبابير”. لا بل إن موقف مجتبى ذو النوري، لم يكن يتيما أو تغريدا منفردا داخل البرلمان الإيراني والتيار المتشدد بشهادات جبهات تويتر وساحاته الملتهبة، فقد اعتبر النائب “مجتبى رضا خاه” في تغريدة له أنّ “روحاني شوّه تاريخ الإسلام، وسبق له أن برّر التفاوض من أجل رفع العقوبات، مستشهدا بأحداث كربلاء”، لكن “العقوبات لم ترفع، بل إن سعر العملة الأجنبية ارتفع بعشرة أضعاف”. أمّا مندوب خامنئي في خراسان أحمد علم الهدى، فقد انتقد تصريحات روحاني، بقوله إن “صلح الإمام الحسن مع معاوية لم يكن نتيجة إرادة غالبية الناس، بل إرادة قلة من المتواطئين مع العدو”.

ما تقدم يشي بأن مراكز صنع القرار في ايران، منقسمة عاموديا حول مقاربتين للتحديات التي تواجهها ايران.

الأولى، “ثورة الحسين” ويمثلها تيار المحافظين المتشدد، والحرس الثوري، ومرشد الجمهورية علي خامنئي.

الثانية، “صلح الحسن” ويمثلها تيار الإصلاحيين، ومنابر إعلامية، ورئيس الجمهورية حسن روحاني.

وعلى إيقاع هاتين المقاربتين يحتدم الصراع المضبوط الإيقاع حتى الان بين الطرفين. لكن هل أن الرئيس الايراني الاصلاحي هو من شكّل السابقة في استحضار صلح الحسن، أم أن هناك من يحتفظ بامتلاكه صكوك تسجيل السابقة قبل روحاني؟

طبعا لم يكن بمقدور روحاني الاستنجاد بصلح الحسن والارتكاز عليه لفتح مغاليق المفاوضات مع واشنطن دون فتوى. وهي الفتوى التي تعود صكوك ملكيتها الاستراتيجية قبل الأدبية للمرشد الإيراني نفسه، والتي أطلقها عشية التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الـ 5+1 صيف 2015، ليغيب ذكر صلح الحسن عن لسان خامنئي خمس سنوات، ليستحضره بعدها في تغريدة لافتة وشهيرة بتاريخ 9 أيار / مايو الماضي بالقول: “أعتقد أن الإمام الحسن هو أشجع شخصية في تاريخ الإسلام، حيث قام بالتضحية بنفسه وباسمه بين أصحابه المقربين منه، في سبيل المصلحة الحقيقية، فخضع للصلح، حتى يتمكن من صون الإسلام وحماية القرآن وتوجيه الأجيال القادمة”.

وعلى خطى خامنئي، سلك زعيم حزب الله، طريق صلح الحسن. وهي الطريق المختلفة عن الطريق التي أرادها نصرالله من خلال توصيفه لخامنئي بحسين العصر. إنها شجاعة الحسن إذن، وليس “حسين العصر”، تلك التي أراد خامنئي اسقاطها على نفسه عندما سار بالاتفاق النووي مع واشنطن وغيرها رغم الهواجس التي واكبته. وهي الشجاعة التي امتدحها نصرالله بإسهاب غير مسبوق، وصولا الى تشديده في خطابه ليلة عاشوراء الماضية عدة مرات بالقول “أن صلح الحسن هو الذي حفظ الإسلام سنة 41 للهجرة.. وأن الحسين سار على نهج الحسن بعد وفاته تسع سنوات ونصف”. ثم ليسترسل نصرالله ويسهب في شرح طبيعة الصراع مع معاوية وصولا الى عرض الشروط الخمسة عشر التي وضعها الحسن للصلح الذي طلبه معاوية.

وفي مقال سابق بعنوان “نصرالله يستدعي الحسن بعدما استنفد الحسين”، أوضحنا الصلح الذي لأجله غير نصرالله مبدأه المزمن “لا نبالي أوقعنا على الموت، أم وقع الموت علينا” إلى مبدأ جديد “الصلح لحفظ الإسلام”، وهو المبدأ الذي قرّر بموجبه نصرالله ومن خلفه خامنئي ايران، الدخول في مفاوضات ترسيم الحدود اللبنانية مع إسرائيل (وليس فلسطين المحتلة)، بحسب منطوق “اتفاق الاطار” الذي أعلنه حزب الله تذاكيا بلسان نبيه بري، توازيا مع انطلاق قطار التطبيع مع الكيان الإسرائيلي خليجيا ووصوله الى ربوع السودان المجوّعة.

تذاكي حزب الله، تجلّى في اعتماده ازدواجية مكشوفة سمحت بالمفاوضات بحجة المصالح اللبنانية والضغوط الدولية من جهة، وسحبت الشرعية (عبر بيان الفجر الشهير) عن الوفد المفاوض لوجود مدنيين في عداده مراعاة للبيئة الداخلية من جهة أخرى.

وفي سياق ما تقدم، لماذا حلال على نصرالله وخامنئي التلطي بصلح الحسن، وحرام على روحاني، وهل سنسمع غدا من يطالب بشنق وإعدام خامنئي ونصرالله لأنهما أصحاب السابقة في استحضار صلح الحسن وامتداح شجاعته التي حفظت الإسلام، وهل أن هناك تصدعات عميقة أصابت فعلا رأس النظام الإيراني وأذرعه في المنطقة، أم أن الامر مجرد مناورة هادفة الى فتح خطوط كافة المسارات بانتظار أن تفرج الانتخابات الأميركية عن هوية الرئيس الأميركي الجديد، وأي المسارات ستنطلق فيما لو أن ترمب مدّد إقامته في البيت الأبيض لولاية ثانية؟.

هذا ما ستجيب عليه الأيام القليلة المقبلة.

راتط مختصر https://arabsaustralia.com/?p=11992

ذات صلة

spot_img