مجله عرب استراليا -سدني – بقلم الأستاذة علا بياض -رئيسه تحرير مجلة عرب استراليا وصاحبة الامتياز
نشر في جريده التلغراف الاستراليه المطبوعه
إنعكاسات العقوبات الأميركية على حزب الله وتداعياتها على لبنان
طالت العقوبات الاميركيه أشخاصا في قلب المؤسسات اللبنانية، وهي امتداد لتصاعد العقوبات على إيران والحرس الثوري، التي تَعدُ إدارة دونالد ترامب بالمزيد منها. لكن اللافت في القرارات الأخيرة هو دعوة وزارة الخزانة الأمريكية الحكومة اللبنانية إلى قطع اتصالاتها بحزب الله، على رغم معرفتها باستحالة ذلك كونه جزءا منها”. العقوبات “تحمل تداعيات ورسائل للداخل والخارج” وهي “خطوة نوعية كونها هي المرة الأولى التي تدرج فيها واشنطن نوابا للحزب في البرلمان اللبناني على قائمة العقوبات
اوضحت وزارة الخزانة الأمريكية، إن العقوبات طالت رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النيابية، النائب محمد رعد، والنائب أمين شري، ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، وهو المعنيُّ بعلاقات “حزب الله” الأمنية مع بقية الأحزاب اللبنانية. واتهمت في بيانها النائب أمين شري بالتواصل مع أشخاص على قائمة الإرهاب. الخزانة الأمريكية من جانبها دعت المجتمع الدولي إلى إدراج “حزب الله” بجناحيه السياسي والعسكري على قوائم الإرهاب، مضيفاً: لا يجب التمييز بين الجناحين السياسي والعسكري لحزب الله.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي “جوني منير” في صحيفة “الجمهورية” اللبنانية إن الهدف من تلك العقوبات “هو ردع النفوذ الكبير الذي حَظي به حزب الله بعد الانتخابات النيابية الأخيرة. لكنها خطوة ضغط معنوية، ما يعني أنّ واشنطن ترفع مستوى ضغطها في لبنان وفق مسار حَذر ومدروس ووفق درجة واحدة لا أكثر. فهدفها أن تحاكي إيران مع تمسّكها بالاستقرار الداخلي اللبناني”.
الموقف الأوروبي من تصنيف حزب الله
يضع الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري للحزب على قوائم الإرهاب منذ عام 2013 ، أما الجناح السياسي، فتم وضعه على قوائم الإرهاب فقط من قبل بريطانيا خلال العام الجاري 2019 و هولندا.
الدول الاوروبية رصدت زيادة ملحوظة في نشاطات الاستخبارات الايرانية وحزب الله على اراضيها، وهو ما حملها على اعداد خطط لمواجهة هذه النشاطات . يقول مسؤول رفيع المستوى في الادارة الاميركية هم (الاوروبيون) توصلوا اخيرا الى ما دأبنا على قوله لهم على مدى العقد الماضي.
شكلت الخطوة البريطانية تغييراً واسعاً في موقف لندن من الحزب، وبذلك لحقت بالولايات المتحدة باعتبار الحزب برمته تنظيماً ارهابياً، مع ما يوجب ذلك من فرض عقوبات مالية واقتصادية عليه وعلى قادته ومناصريه. وقال وزير الداخلية البريطانية، ساجد جاويد، في فبراير الماضي إن “حزب الله يواصل محاولاته لزعزعة استقرار الوضع الهش في الشرق الأوسط، وإننا لم نعد قادرين على التمييز بين جناحه العسكري المحظور بالفعل والحزب السياسي”. وأضاف “بسبب ذلك، اتخذت القرار بحظر الحزب بأكمله
ناقش البرلمان الألماني يوم السادس من يونيو 2019 حظر حزب الله اللبناني، بناء على طلب رفعه حزب البديل من أجل ألماني AFD . وبحسب البيان المرفوع من حزب البديل، الموقع من أعضاء الكتلة النيابية، فهو يدعو “البوندستاغ إ”لى إصدار توصية للحكومة الألمانية بحظر “حزب الله” بالكامل من دون التفريق بين جناحين عسكري وسياسي، لكن مشروع القرار لم يحصل على الموافقة.
وفي هذا الاطار التقى بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة نظيره الألماني هايكو ماس والمستشارة أنغيلا مركل في برلين مطلع اشهر يونيو الجاري، وجدّد اتهامه إيران بأنها “الداعم الأول للإرهاب في العالم”، وحضّ ألمانيا على فرض عقوبات على “حزب الله” اللبناني وحث بومبيو المانيا ات تحذو بريطانيا بحظر الحزب بجناحيه العسكري والسياسي. يذكر بريطانيا أعلنت يوم 25 فبراير 2019 حظر حزب الله بجناحيه السياسي والعسكري.
الإستخبارات الالمانية الداخلية، سبق ان حذرت مرار من تهديدات حزب الله داخل المانيا، ابرز هذه التقارير كانت خلال عام 2018، والتي حذرت فيه من تنامي أنشطة حزب الله. يذكر بان الإستخبارات الالمانية الداخلية، رغم انها جهة تنفيذية، لكنها تنظر الى حزب الله بجناحيه السياسي والعسكري منظمة إرهابية.
وتقدر وكالة المخابرات الفدرالية الألمانية عناصر الحزب النشطين في الجمهورية الاتحادية بـ أكثر من (1050) شخصا. وأوضح التقرير أنه من “الصعب” تقييم الخطر الذي يشكله أعضاء حزب الله، دون فحص دقيق لهم. وتعد ولاية شمال الراين- وستفاليا بمثابة موطن لمركز “الإمام المهدي” في مدينة “مونستر” حيث يجتمع أعضاء الحزب. وتعتبرأن مدن “إسن وبوتروب ودورتموند وباد أوينهاوزن” هي الأبرز في نشاطهم في شمال الراين- وستفاليا. وتفيد وثائق التحقيقات أن الشبكة كانت تنشط في أوروبا وتم توجيهها انطلاقا من لبنان وقامت بعمليات غسيل أموال بالملايين في ألمانيا، ابرزها شبكة “الأرز” وهي إشارة الى لبنان.
كيف يتم تمويل حزب الله
لا شك أن هذه العقوبات كان لها تأثير سلبي على الحزب حيث قالت واشنطن بوست الإيرادات التي يحصل عليها الحزب من إيران انخفضت”. صارت العقوبات الاميركية تطول مناصري “حزب الله” حول العالم، لا في لبنان واميركا فحسب، وهو ما يعرض الاوروبيين ومؤسساتهم لهذه العققوبات.
وهذا يعني، انه في مصلحتهم اضافة “الجناح السياسي” للحزب الى “جناحه العسكري”، والامتناع عن التعامل مع الحزب أو مع أي من يرتبط به، وحظر كل انواع نشاطاته على الاراضي الاوروبية.
وبالعودة إلى تقرير أمني ألماني كشف مؤخرا، فقد أعلنت وكالة الاستخبارات في هامبورغ عن رصدها لحوالي 30 مسجدا وجمعية ثقافية يجتمع داخلها أعضاء تابعون لحزب الله أو أنصار متأثرون بعقائد الحزب وأيديولوجياته في ألمانيا. وتكشف وثيقة صادرة عن وكالة الإستخبارات الالمانية، مؤلفة من 282 صفحة، أن “جمع التبرعات هو إحدى أهم مهام الجمعيات” حيث يجتمع عملاء حزب الله. وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله اعترف بالضائقة المالية التي يعاني منها الحزب، مناشدا مناصريه للتبرع للحزب في لبنان والعالم.
ويعمل حزب الله في دول أوروبا، من خلال جمعيات لاحتضان الجاليات اللبنانية لاسيما تلك المناصرة للحزب لدى الطائفة الشيعية. وتشتغل هذه الجمعيات على تنظيم العلاقة ما بين “جمهور حزب الله” في الخارج وشبكاته الداخلية والأوروبية.
وتثير وثيقة الاستخبارات الالمانية مسألة حجم المبالغ المالية التي يرسلها أنصار حزب الله في ألمانيا إلى لبنان. وتتحدث مصادر ألمانية عن أن أموالا مصدرها ألمانيا تشارك في تمويل أنشطة الحزب العسكرية وعملياته الأمنية في لبنان وسوريا ومناطق أخرى في العالم، ما يعزز القلق حول علاقة الاقتصاد الألماني بتوفير جانب من الوفورات المالية التي قلّصتها العقوبات الأميركية وحاصرت شبكاتها في العالم.
بكلام آخر، صارت العقوبات الاميركية تطول مناصري «حزب الله» حول العالم، لا في لبنان واميركا فحسب، وهو ما يعرض الاوروبيين ومؤسساتهم لهذه العقوبات، ما يعني انه في مصلحتهم اضافة «الجناح السياسي» للحزب الى «جناحه العسكري»، والامتناع عن التعامل مع الحزب أو مع أي من يرتبط به، وحظر كل انواع نشاطاته على الاراضي الاوروبية.
الخلاصه
اقترن هذا التصنيف بالعقوبات على ايران، ومن شأنه ان يضع «حزب الله ومناصريه والمتعاونين معه والدول التي تستضيفه في ضائقة مالية خانقة، وهو ما قد يدفع المناصرين والدول التي يعمل الحزب فيها، بما فيها لبنان، الى أزمات مالية، تجعل من الاستمرار في”«مصادقة حزب الله” عملية مكلفة جداً. ومن المتوقع ان تلقي إنعكاسات حظر حزب الله اللبناني من قبل الولايات المتحدة و دول اوروبا، بتداعياتها السلبية على علاقات لبنان مع دول أوروبا وخصوصا مع الأتحاد الأوروبي، الموقف الإوروبي ممكن ان يعيد حسابات الاطراف السياسية داخل لبنان ويعيد خارطة التحالفات والتكتلات البرلمانية والحكومة.
رابط مختصر –https://arabsaustralia.com/?p=4248
**