بقلم الاستاذ هاني الترك OAM
نشر في جريدة التلغراف
مجله عرب استراليا – سدني – نصر موريسون وهزيمة شورتن
بعد بلوغ عدد المقاعد التي حظي بها الإئتلاف 76 مقعداً واحتمال مرجح ان تصل الى 78 مقعداً لتسلم مقاليد السلطة بالاغلبية لحكومة موريسون يجب التوقف وإلتقاط الانفاس والتعليق بهدوء لمعرفة أسباب نصر موريسون وسقوط شورتن.
منذ تسلم موريسون منصب رئيس الوزراء أي 9 أشهر مضت أدرك بذكاء بناءً على استطلاع للرأي داخل الحزب لم يعلن عنه الدوائر الانتخابية الهامشية المتأرجحة بين الإئتلاف والعمال التي سوف تحسم الانتخابات.. وقام بجهد وعرق بتكثيف حملته الانتخابية في تلك الدوائر ونجح.
إرتكب شورتن خطأً فاحشاً في الحملة الانتخابية بالتركيز على الصراع الطبقي زاعماً انه حامي حمى العمال الكادحين والفقراء.. ولم يدرك ان معظم افراد الشعب الاسترالي من الطبقة الوسطى وهي المحرك الاساسي للإقتصاد الاسترالي وهي التي حسمت نتائج الانتخابات لصالح موريسون والتي أسماها موريسون نفسه صوت “الاستراليون الصامتون”.
لعب الدين والحرية الدينية دوراً هاماً في حسم الانتخابات.. فإن 40% من الذين صوتوا ضد زواج المثليين سواء من المسيحيين او المسلمين رأوا موريسون بالرجل المتدين المحافظ في حين رأوا في شورتن الشكاك او الملحد وقضية فصل عقد لاعب الرايغبي المتدين الأصولي المسيحي إسرائيل فولو الذي قال على موقعه في التواصل الاجتماعي بأن اللواطيين يذهبون للجحيم إلا إذ تابوا وقبلوا المسيح قد لعبوا دوراً في حسم الانتخابات لصالح موريسون الذي قال جملة في نهاية خطاب الفوز لم يقلها أي رئيس وزراء من قبله: “بارك الله استراليا” God Bless Australia.
الصوت الإثني لعب دوراً كبيراً أيضاً في حسم الانتخابات لصالح الإئتلاف.. فقد رأي المهاجرون ان حزب العمال لن يحقق مصالحهم كمواطنين استراليين كما كان في الماضي.. فإن التحول في التصوييت ضد المرشحين العمال كان واضحاً في الدوائر الانتخابية التي يستقر بها عدد كبير من المهاجرين المسلمين والمسيحيين.. على سبيل المثال مقعد وطسون الذي يشغله طوني بيرك والذي يستقر به عدد كبير من المهاجرين العرب سواء كانوا من المسلمين او المسيحيين كان التحول في الاصوات فيها 14% لصالح الإئتلاف.. وفي دائرة بلاكسلاند الانتخابية التي يشغلها النائب جايسون كلير والتي يقطن بها عدد كبير من المهاجرين العرب سواء مسيحيين او مسلمين كانت نسبة التحول في التصويت لصالح الإئتلاف.. وفي مقعد ماكماهون الذي يشغله وزير الظل للخزانة كريس بوين وهو المقعد الآمن للعمال كان التحول فيه نسبة التصويت 7.52% لصالح الإئتلاف.
من الواضح ان شورتن يفتقر الى الكاريزما المطلوبة كزعيم ورئيس للوزراء فكانت كل إستطلاعات الرأي تؤكد ان ليس له شعبية كافية وسط الشعب الاسترالي إذ ان الزعيم او الرئيس يجب ان يكون محبوباً من قبل الشعب.
يتبين مما سبق ان الاستراليين لا يحبون من يملي عليهم ما الذي يعتقدون به او كيف يفكرون ومن يصوتون وفي كل الأمور.. هؤلاء هم الاستراليون الصامتون الذين صوتوا لموريسون وأطاحوا بشورتن وحققوا النصر للإئتلاف.