مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب هاني الترك OAM
الكتب والمؤلفون والاطلاع هم مجال تخصصي.. ومهنتي أصلاً قبل أن أتقاعد وأتحول الى الصحافة العربية.. ومنذ عدة سنوات نشرت مجلة Weekend Australian Magazine مقالاً عن أكثر الكتب مبيعاً في العالم.. منذ 50 عاماً كانت أكثر الكتب رواجاً هي للعالم العبقري ستيفن هوكينغ.. يحمل عنوان “A Brief History of Time” أي تاريخ ملخص للزمان.. وخلال 50 عاماً كان على قمة قائمة الكتب التي تباع في المملكة المتحدة.. وقال هوكينغ انه وجه كتابه للعلماء والمهتمين بالعلوم ولم يتوقع أن ينتشر بهذه السرعة بين عامة الشعب.
كان هوكينغ مصاباً بمرض خطير في جهازه العصبي وكل أعضائه الجسمانية عاجزة عن الحركة.. بإستثناء مخه.. الذي يتمتع بدرجة ذكاء خارقة للطبيعة.
كان من المتوقع أن يتوفى منذ مدة ولكن قدرة الله هي الأعظم.. فقد إنتشر المرض في جسمه حتى انه يحرك أصابع يديه من أجل الضغط على جهاز الكمبيوتر حتى يستطيع الكلام الاصطناعي.. تعتني به 7 ممرضات على مدى الأسبوع.. رغم عجزه الجسدي فهو يقول ان المرأة هي سر رهيب.. ويضع صورة الممثلة الراحلة مارلين مونرو على جدار مكتبه.. وكان يشغل منصب رئيس كرسي إسحاق نيوتن مكتشف قانون الجاذبية من جامعة كامبردج في المملكة المتحدة.. وحينما يحتفل بعيد ميلاده يجيء العلماء من معظم الدول للاحتفال معه.
هوكينغ عالم ملحد ولا يؤمن بالله ويجري الحسابات الرياضية الفيزيائية.. إذ يعتقد انه قد يتوصل من الناحية الرياضية النظرية المعادلة الرياضية لخلق الكون.. قبل ان تحدث الضربة الكبرى Big Bang وتخلق الكون.
وقد أطلعت على كتابه المبهم تاريخ مختصر للزمان.. وبصراحة لم أستمتع به لانني لم أفهمه.. وقد علمت بعد ذلك ان الكثير من العلماء لم يفهموه.. ورغم ذلك يفتخر أي قارئ ان في مكتبته الخاصة كتاب هوكينغ المعقد والصعب فهمه.. وطبعاً ان الناس تحب ان تقرأ الروايات الرومانسية أكثر بكثير من كتب العلوم.. ولكن يعتبر كتاب تاريخ مختصر للزمان حالة إستثنائية.
ومات هوكينغ.. وقبل وفاته اعترف انه لا يمكن التوصل الى نظرية عامة لخلق الكون من خلال القوانين المادية.. التي كان يعتقد بها العلماء في القرن العشرين.. فان معظم العلماء الآن يعتقدون ان فهم العالم والتعرف على قوانينه الفيزيائية من خلال نظرية روحية.. فهو مات في آخر حياته معترفاً بالقوة الروحانية الله.
نشر في جريدة التلغراف الأسترالية