مجلة عرب أسترالياــ بقلم هاني الترك OAM
إعترفت أرمينيا الأسبوع الماضي بدولة فلسطين مستقلة وعاصمتها القدس.. وإنضمت بذلك الى معظم دول العالم التي إعترفت بفلسطين مستقلة.. وأرمينيا تاريخياً هي أول دولة بالعالم تقّر رسميا بالمسيحية ديناً للدولة عام 301م.
وأرمينيا كانت مطمع الإمبراطورية العثمانية المريضة.. وجرت معارك ضارية بين العثمانيين والأرمن.. وتشتت الأرمن في بلاد العالم مثل لبنان وفرنسا والولايات المتحدة وغيرها من الدول.. وينبغي الإشارة الى ان الأرمن الذين إستقروا في تلك الدول يُخْلِصون بالولاء والإنتماء الى تلك الدول مع حفاظهم على تراثهم وجذورهم الأرمنية.
ويوم 24 من شهر نيسان/ أبريل يتذكر العالم بالإبادة الجماعية للأرمن على يد الإمبراطورية العثمانية المريضة.. فقد قتلت تركيا العثمانية 1.5 مليون أرمني وشردت جزءاً كبيراً عبر صحراء دير زور بسوريا.. وكانت إبادة جماعية للرجال والنساء والأطفال لم يشهدها التاريخ.. إذ هي أول إبادة جماعية للقرن العشرين.
والغريب ان الجريمة في حق البشرية سجلها التاريخ بحقيقة مثبتة.. إلا أن الحكومة التركية تنفيها.. والإبادة الجماعية هي جزء من تقليد الأنزاك.. والجنود الاستراليون في غاليبولي هم أول من شاهد الوحشية التي إرتكبها العثمانيون على مقربة من غاليبولي.. طرد العثمانيون الأرمن من بلادهم بالقوة.. وإقتادوهم في طريق طويل على الأقدام في مسيرة الموت Death March.. تضوروا جوعاً حتى الموت والتعذيب.. والإرهاق الشاق وطردوهم الى البلاد المجاورة.
يجب تعليم المذبحة الجماعية للأرمن في مناهج المدارس الأسترالية.. ويجب كذلك النصب التذكاري في منتجه رايد في ميموريال بارك.. حيث يستقر عدد كبير من أعضاء الجالية الأرمنية.. حتى يتعرف الأستراليون على جريمة رجل أوروبا المريض أي الإمبراطورية العثمانية منذ مئة عام.
والجالية الأرمنية تتأقلم جيداً في المجتمعات التي إستوطنت فيها.
ورغم إدانة البابا فرنسيس في عظته في الفاتيكان بمذابح الأرمن على يد العثمانيين.. إلا أن تركيا ترفض الإعتراف وتنفي المذبحة بكل وقاحة وعكس حقائق التاريخ.
نشر في جريدة التلغراف الأسترالية
رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=38029