spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- ترامب الأسترالي

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دونالد ترامب هو...

د. زياد علوش-حمى الله أستراليا

مجلة عرب أستراليا- د. زياد علوش آلمتنا الأخبار التي تواترت...

علا بياض- رئيس بلديّة ليفربول نيد مانون تاريخٌ حافلٌ بالإنجازات

مجلة عرب أستراليا-  مقابلة خاصة بقلم علا بياض رئيسة...

علا بياض- عيدكم سعيد

مجلة عرب أستراليا- بقلم علا بياض رئيسة التحرير   كلمة...

منير الحرول ـ رمضان..كان الله في عونك يا شهر الغفران!

مجلة عرب أستراليا سيدني – رمضان..كان الله في عونك يا شهر الغفران!

منير الحردول
منير الحردول

بقلم  منير الحرول

لا أحد يمكن له أن يجادل في القيم المرتبطة بالصوم في شهر رمضان، سواء كانت تلك القيم موسومة بتأثيرات نفسية روحية أو عضوية، إلا من له عقد أو عقدة ثقافية أحادية رافضة للتنوع، وممجدة للإقصاء، وكارهة للتعدد و التنوع الثقافي والعقائدي، في هذا العالم الغريب والعجيب بتناقضاتة غير السوية في كل شيء.

فإذا كان الصوم من العقائد الأساسية، ليس فقط عند المسلمين، بل لكل أتباع الديانات السماوية بحسب معتقدات كل عقيدة، فإن الجانب المميز فيه يعجز اللسان عن وصفه، حيث يتغير كل شيء، من عادات مرتبطة بالأعمال اليومية، مرورا بالوجبات الرمضانية وانتهاء بسلسلة من الشعائر الدينة، كالصلاة، وقراءة كتاب الله عز وجل، ناهيك عن ظهور بعض العادات والتطبع معها كالسهر، وتغيير الجلاليب والألبسة. والخشوع الذي يزداد عند البعض فقط في هذا الشهر الكريم، شهر عظيم عند خالق هذا الكون الفسيح!

فالصيام مهما كانت درجة أهمية لن يستقيم مع الهدف الأسمى من اقراره، بحيث يعد هذا الشهر فرصة للاحساس بالفقير، والجائع والمحتاج، وفرصة للتوبة والكف عن الكذب المسترسل في كل شيء، وفرصة للأخوة، ونكران الذات، وطلب العفو والمغفرة والرحمة من الله، لمن هم فوق الأرض وتحت الأرض.لكن أن يتحول الصيام إلى أرجوحة موسمية، يتسابق فيها الكل لتخزين الأكل، والتبذير فيه، والتباهي بالموائد المتنوعة، فهذا يعد مخالفا تماما للهدف من هذا الشهر الكريم.

الصيام، ليس هو فقط وقف شهوتي البطن والفرج كما يروج له من قبل أهل الخرافة والبدع المتنوعة، بل هو صيام عن القكع مع الكذب، والغش، والمكر، والخداع، والجشع والطمع، بصفة دائمة لا مؤقتة، غير مرتبكة  بتوقفات في أيام محددة دينيا.فلا يعقل أن يستمر النفاق كقاعدة، وتجنح الأفكار والتفاسير، والتأويلات فقط نحو أشكال الصيام وطرق إقامة الصلاة، والفتاوى الغريبة التي تبدع خارج السياق وخارج منطق العقل السليم.

فالصوم هو أن يكون الإنسان إنسانا مخلصا للضمير أولا، وصادقا مع النفس ثانيا، وناكرا للذات ثالثا، ومبتعدا عن الثقافة المتأصلة عند البعض، من خلال تكييف الحلال والحرام حسب الأهواء والمواقع والمناصب رابعا،.

الله عز وجل لا نفاق معه، ولا صكوك الغفران تقبل بينه وبين مخلوقاته، فالله غني عن نفاق البشر وعن العالمين!

فالصوم عن الأكل والشرب، والاستمرار في نهب أمول الناس، أو استفزاز الضعفاء، أو الكذب في فترة الانتخابات، أواستغباء المساكين بالوعود الزائفة،أو تغيير الوجوه بين البلدان، والتعفف لكسب التعاطف والأصوات، أو تكديس الأموال في المنازل والأبناك خصوصا في فترة الأزمات، أو استعباد العمال وطردهم بدون أدنى سبب،أو أو…يعد من صميم النفاق المشؤوم، الذي لن يجعل لا الصيام ولا من يصوم في طريق مستقيم مع الله وعباد الله، وطبيعة أوامر ونواهي الله عز وجل.

يا عقل تعقل وابتعد عن الخرافات، يا عقل كفى من الجهل المصبوغ بالإيمان الزائف، الإيمان وما يوجد في القلب لا يقاس بالرياء، أو السب والشتم واحتقار الأفكار، الإيمان يعلمه من خلق الجميع أي العظيم سبحانه وتعالى.إذن النفاق شيء والصوم شيء آخر، الصوم يقتضي أن تستمر في الاخلاص والتعفف والصدق مدى الحياة، والحفاظ على البيئة، والرفق بالحيوان، والاحسان لليتامى والمساكين، ودفع الضرائب والرأفة بالأجراء، وعدم احتقار أبناء جلدتك، والتواضع وحب الخير للجميع، والابتعاد ما استطعت عن الغضب والسب والنبش في أعراض الناس.

أما النفاق، هو أن تبقى تنتظر متى يظهر هلال شهر رمضان، لكي تصطنع أشياء لا تليق بغايات وفضل هذا الشهر، مرامي عظيمة عند الرحمان الرحيم في هذا الشهر الكريم.الصيام والصوم شيء مقدس، نقي كنقاء المياه العذبة، أما النفاق فلا صوم له، وبالتالي لا علاقة له بمرامي وأهداف وحكمة صوم هذا الشهر الكريم.

رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=15981

ذات صلة

spot_img