spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

علا بياض- رئيس بلديّة ليفربول نيد مانون تاريخٌ حافلٌ بالإنجازات

مجلة عرب أستراليا-  مقابلة خاصة بقلم علا بياض رئيسة...

علا بياض- عيدكم سعيد

مجلة عرب أستراليا- بقلم علا بياض رئيسة التحرير   كلمة...

الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان يقيم إفطاراً في فندق ايدن باي لانكاستر

مجلة عرب أستراليا- الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان يقيم...

د. زياد علوش- هل نضجت الظروف في “الدوحة” لإعلان مفاجئ لوقف إطلاق النار في غزة

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش في أعقاب التنديد...

روني عبد النور ـ الحاسّة السادسة والإثبات المؤجّل

مجلة عرب أستراليا قبل سنوات، نفت دراسة رائدة لجامعة ملبورن...

منير الحردول- الحربُ الآتيةُ والاحتمالاتُ المُرعِبةُ مع قِوَى التَّدميرِ العَبَثِيَةِ

مجلة عرب أستراليا سيدني-الحربُ الآتيةُ والاحتمالاتُ المُرعِبةُ مع قِوَى التَّدميرِ العَبَثِيَةِ

الكاتب منير الحردول
الكاتب منير الحردول

بقلم الكاتب  منير الحردول

من أكثرِ الأمور غرابةً في المجال الجيوسياسي الاستراتيجي، هو التَّساؤل المستوحى من دراسة الأحداثِ التَّاريخية، ومضمونه المختصر ينحصر في عبارةٍ مفادها يتلخص في عبارةٍ مركزة وهي كالآتي:

كيف صَمدتْ، واستطاعتْ البشريةُ طوال هذه المدَّة، وبعد نهاية الحرب العالميةِ الثَّانية عام1945م أنْ تتجنبَ نشوبَ، و اشتعال حربٍ عالميةٍ ثالثةٍ؟! التي أدّت إلى تدمير أوروبا حيث احترقت جلّ دول العالم بنتائجها الكارثية، بشرياً واقتصادياً، ومدى بلورتها، وتصورها الجديد يعدُّ طبيعة الحربِ الكونية الثَّانية أمراً بديهياً في سياسة الانتصارات الحربية للخريطةِ السِّياسية العالمية غير مستقرة، وتفصيل مسارٍ جديٍد للعلاقات الدَّولية لما بعد الحرب، مقاساً ملائماً للدُّول المنتصرة، رغماً عن دول المِحور، التي أُديرتْ مِن قِبَل ألمانيا في عهد أدولف هتلر النَّازية.

ولعل النَّتائج و الزَّعامات التي أصبحت تتحكمُ في خيوط اللُّعبة السِّياسية العالمية، فهي قِوى مَعدودة، لكنها فاعلة، ومؤثرة في مُجمَل سياقات، وخبايا دهاليز السِّياسات الاقتصادية، والإعلامية، والثَّقافية، والعسكرية الخفية، والمُعلنة نسبياً مِثل: الولايات المتحدَّة الأمريكية، والصِّين، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، الحاصلة على حقِّ النَّقض داخل مجلس الأمن؛ هذا المجلسُ الذي أريد له ضمانَ استمرار السِّلمِ العالمي، حيت تمَّت صياغته وفق نموذجٍ إصلاحي؛ لتفادي الأخطاء التي أدَّت إلى فَشَلِ عُصبةِ الأمَم، ودفعت بالدُّول الدِّيكتاتورية إلى التَّمرد على مقررات مؤتمر فيينا بعد نهاية الحرب العالميةِ الأولى خلافاً لدولٍ كثيرةٍ صاعدةً اقتصادياً، وعلمياً، وسياسياً حُرِمَت من هذا الامتياز إلى يومنا هذا، وأمَستْ الِقوى المتحكمة هي الناهية، والآمرة في هذا العالم الذي تُحرَكْ خُيوطَه بِوسَاطة مصالح ذات اتجاهاتٍ ومشاربٍ متعدِّدَةٍ، تلك المصالح قد تكون خفيةٌ، لكن قراراتها، وأفكارها تعملُ في جلِّ الصِّراعات العالمية، والإقليمية، والقِطرية.

والأغربُ في هذا العالم الذي أصبح مملوءً بالأحزان تارةً، والصَّدمات الدَّورية تارةً أخرى، عدمُ اندِفاعِ سَاسة العَالم، ولاسيما الدُّول العُظمى نحو إشعالِ حربٍ عالميةٍ ثالثةٍ على الرَّغم مِن الظُّروف المُواتية القادرة على الدَّفعِ بِاللَّهيبِ الحارق في أيِّ لحظة، بالنَّظر إلى تشابك المصالح، وتناقضها في كثيرٍ من الأحيان نحو قضايا استراتيجية دولية عديدة، التي تضاربت فيها كثير من القرارات والمواقف الممزوجة بِدمِ الأبرياء، والمنتعشة اقتصادياً، ومالياً بِتجارة الأسلحة، وتحقيق الأهداف الخفيةِ من خلال تأييد طرفٍ على طرفٍ آخر في تشابه كبير للمسار الذي سارت عليه الحربيِّن الباردتيِّن الأولى، والثَّانية، إذ تحولتْ البلدانُ الضَّعيفةُ سياسياً أو المًنهزمةُ ثقافياً أو العاجزة اقتصادياً، مِثلَ لوحِ الشِّطرنج الذي يتناوب على اللَّعب به، ولاسيما الكبار!

في مقابل ذلك اكتفاءُ الدُّول التَّابعة بالمشاهدة، والاندهاش، والخوف من أنْ يَقلبَ اللَّاعبون الطَّاولة رأساً على عَقب، وتسقط اللُّعبة في مستنقعٍ يستحيلُ الخروجِ منه!،فهذه الألعاب والألاعيب الموظفة للدَّهاء البراكماتي، والذَّكاء الموزون، والاستخباراتي هدفها؛ الوصولُ إلى الإطاحة بأكبرٍ عددٍ من الرَّكائز الحصينةِ لمفهومٍ أُطلق عليه ظُلماً سِيادة الدُّول، والشَّرعية الدَّولية، الممزوجة بمفاهيمٍ حقوقيةٍ كبرى، مثل: حقوق الإنسان، وفروعها ذات أهداف متعدّدَة.

هاهي الصِّراعات مشتعلةٌ في كثيرٍ من المناطق مثل: سوريا، والعِراق، وأفغانستان، وليبيا، يضاف إليها تأزم العلاقات المتكرِّر بين دولٍ كبرى، تختلفُ في الجوهر من حيث قراءتها للأوضاع، وتحويلها إلى خِدمة أجندات مكونة لصالحها، أو لصالح سياسة سُيِرَتْ بوساطة الانتخابية أو القومية، ولِصالح حلفائها التَّاريخييِّن أو مَنْ له ارتباطٌ ثقافي بها أو مصالحٍ اقتصاديةٍ أو منفعية صَرفةٍ!

ها هي الحروب التِّجارية الاقتصادية تتوسع هوَّتها يوماً بعد يومٍ بين بعض القوى الكبرى مثل: الولايات المتحدَّة الأمريكية، والاتحاد الأوربي، والصِّين، وروسيا، والهِند، وصِراعات جديدة مؤثرة جيوسياسية على مصالح كثيرين، كما هو الشَّأن في الصِّراع المحتمل أن ينفجر في المناطقِ المُطلَّة على نهر النِّيل مثل: مِصر، والسُّودان، وأثيوبيا، أو الصِّراع نحو خيرات الخزائن والاحتياطي الكبير للنفط، والغاز في حوض البحر المتوسط الذي سرعان ما بدأ بسيلانِ لُعاب دولٍ كثيرةٍ مثل: تركيا، ومِصر، واليونان، وإيطاليا، وقبرص، وإسرائيل.. زِدْ على ذلك عوائق الشَّرق الأوسط القديمة الحديثة مثل: القضية الفلسطينيّة، وأزمة اليمن، والحرب العبثية فيها، ومُعضِلة إيران المتعدِّدة، وعائقة العراق، وبروز القوميات، والمطالب العِرقية المُقيتة المُدمِرة لوحدة الدُّول مثل: القضية الكردية، والطَّوائف الدِّينية الرَّاغبة بإنشاء كياناتٍ خاصةٍ بها بعدما أدركت ضعف السُّلطة المركزية لبعض دولها!

ولعل تواتر تلك الأحداث، وتوالي الأزمات، لا يقلُ أهميةً عن الأسباب غير المباشرة التي أدَّت إلى اندلاع حربين عالميتيِّن في عاميِّ 1914/ 1939. بيد أن الأوضاع الحالية، أو السَّالفة كانت خَطِرَة؛ لكن لم تصلْ إلى درجة دفع العالم نحو حربٍ عالميةٍ ثالثةٍ، تلك الأحداثُ شديدة الحساسية الإقليميةِ، والدَّولية مثل: الحرب العراقية، وتدمير نظام صَدام حُسين، أو ما تعرضت له الولايات المتحدَّة من هجماتٍ غريبةٍ، وحزينةٍ على العالم في الحادي عَشر من سبتمبر أو ماتعرضَ له الشَّعب السُّوري من تشريدٍ بِوساطة أيادي تلاعبت بعقولِ الجميع، وقد استعملت المفاهيم الدِّيمقراطية؛ لتمزيق الأنظمة السِّياسية، وفقَ مقاربٍة دقيقةٍ اسمها الفَوضى الخلاقة، أو ثمَّ أو…

كلّ هذه الوقائع جُنِبت، ولمْ تسقطْ رغم تأثيرها الكبير، فالعالم في دمارٍ كبيرٍ، لسببٍ بسيط؛ ألّا وهو الدُّخول في حربٍ عالميةٍ ثالثة، أيّ: فناء العالم قطعاً، وتدمير الحياة على الكرةِ الأرضية، بالنظر للأسلحة النَّووية، والهيدروجينية، والجرثومية البيولوجية، وغيرها من آلياتِ الدَّمار التي لم يَفصحْ عنها بَعد، والقادرةُ على تدمير، وإبادة البشرية بأسرها، وهو ما يفيد تحاشي الدُّول النووية وغيرها توسيع الصِّراع، وتجنب المواجهة، والاقتصار على الحروب بالوكالةِ خارج الحدود الأصلية لتلك الدُّول.

أدركت هذا المعطى كثير من الدُّول ، وبدأت تفكر بامتلاك أسلحة ٍنوويةٍ مُدمِرة، كما هو الشَّأن بالنِّسبة إلى بعض الدُّول مثل: الهند، وباكستان، وكوريا الشَّمالية، ومحاولات إيران ذلك، ناهيك عن دولٍ غير معلنةٍ ربما امتلكن أسلحةً نوويةً بِشتى الطَّرائق!

يزدادُ الخطرُ كلما تمَّ التَّنصل من الاتفاقيات المرتبطة بالحدِّ من انتشار أسلحة الدَّمار الشَّامل، وهذا ما يزيد الأمر تعقيداً في عالمٍ كائنٍ على حافة الإفلاس القيمي الأخلاقي أولاً، والبيئي ثانياً، وأمام هذا وذاك، مازال أهلُ العقل منهمكون في الاتجاه السَّلبي للعلم المصلحي، المرتبط بالقوميات بدلاً مِنَ السَّهر على خدمة الإنسانية جمعاء،وعن التَّفكير بروح نقيةٍ تحمي العالم من مخاطرِ تهورِ قائٍد ما، أو سياسة مندفعةٍ ما، قد تساهم في قلب كلِّ الموازين، تورط العالم في حرب عالمية ثالثةٍ، قد ينتج عنها فناء الإنسان، والحيوان فوق هذا الكوكبُ الجميل المشترك، الذي خُلِقَ لكي يعيش فيه المخلوقات كلّها، لا لكي تندلع فيه حرب عالمية ثالثة، تقضي على أملِ الجميع بِحياة هادئة، مسالمةٍ تحترم الإنسان، مهما كان، ومن أيِّ كان، وكيفما كان!

لذا نشوبُ حرب عالمية ثالثةٍ، دمارٌ مرعبٌ! قد يشكلُ رعباً حقيقياً، يُقادُ مِنْ قِبَل أنانية البشرية صَوب الخراب، والدَّمار لا غير!.

رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=20078

ذات صلة

spot_img