spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ.د.عماد شبلاق ـ الشعب يريد تعديل النظام!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق-رئيس الجمعية الأمريكية...

كارين عبد النور- الحسم لـ”الدونكيشوتية” والفرز السياسي في “مهندسي بيروت”

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «ما رأيناه...

الموقف التركي من لبنان

مجلة عرب أستراليا – سيدني- المدن-يروي دبلوماسي تركي أنه وزملاءه في وزارة الخارجية التركية لجأوا إلى محرك البحث “غوغل” عندما تلقوا قبل أشهر شكوى صريحة من الرئيس السابق سعد الحريري بأن الحكومة التركية تدعم شقيقه بهاء الذي يعمل ضده. عندها تعرف المسئولون الأتراك للمرة الأولى على الصورة “البهية” لذلك الأخ الذي ينافس أخاه على الزعامة الحريرية، والسنية، مستنداً الى دعم تركي مزعوم، لا تدري به أنقرة.

الرواية جاءت في سياق نقاش حول الموقف التركي من لبنان، والذي يحاط هذه الأيام بالكثير من الأساطير، بلغت حد إعلان صهر رئيس الجمهورية رئيس التيار العوني جبران باسيل قبل أيام ان تركيا توزع السلاح والمال، وتكاد تشكل “مليشيا” في شمال لبنان مهمتها العمل ضد الدولة اللبنانية واستقرار المجتمع اللبناني، بتواطؤ من بعض فروع الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية!

لم يذكر حتى الآن ان هذه المليشيا المفترضة، ستكون بقيادة “الآخ الضال” بهاء الحريري، الذي لم يكسب التقدير ولا الاحترام جراء تمرده على شقيقه، بل ألحق المزيد من الضرر بمكانة العائلة وموقع الطائفة ودورها.. سيما وأنه وبعض مريديه، ينسبون إليه حلفاء خليجيين وهميين تارة، وحليفاً تركياً خيالياً تارة أخرى، على ما في هذه التحالفات من تناقض لا جدال فيه.

لكن هذه الخفة الحريرية والعونية في التعاطي مع مسألة حساسة مثل تركيا  وموقفها اللبناني، تخترع عدواً لا يخلو من الاهمية والجاذبية، خصوصا في ظل الدينامية السياسية والعسكرية التي تعتمدها القيادة التركية على المستوى العربي والمتوسطي، والتي تعيد الى الاذهان ملامح من الذاكرة الامبراطورية العثمانية، وتكرس موقع تركيا كدولة أقليمية كبرى، تبحث عن مساحات نفوذ واسعة بناء على كتب التاريخ، وخرائطه القديمة..فضلا عن مصالح شركاتها وتجارتها وسياحتها.

ليس لدى الاجهزة العسكرية والامنية اللبنانية أدلة على أي دور سياسي أو أمني تركي يتراءى للعونيين او للحريريين. ثمة تعاطف شعبي لا شك فيه من الجمهور السني مع القيادة التركية ، ومع شخص الرئيس رجب اردوغان تحديداً ، لما يبدو عليه من جرأة وزعامة.. من دون أن يلاحظ هذا الجمهور أن الرجل حليف أو شريك لشيعة إيران والعراق وأذربيجان.. وهو قومي تركي أكثر مما هو إسلامي أو إخواني متخفٍ، على ما يوصف في دول الجهل مثل مصر والسعودية والامارات.

وليس هذا التقدير حكراً على لبنان واللبنانيين. كانت قضية  آيا صوفيا مثالاً على سوء الفهم العربي عموماً لتركيا ولنهج رئيسها. القرار بإستعادة المسجد العثماني المقام في المتحف الذي كان كنيسة بيزنطية، قفزة كبرى للوطنية التركية التي يجسدها أردوغان، حظيت بما يشبه الاجماع داخل تركيا حتى من جانب الجمهور العلماني والقومي التركي الذي ينفر عادة من الادوات الاسلامية التي يستخدمها الرئيس وحزبه ، العدالة والتنمية، في تعبئة الراي العام التركي، في معاركه السياسية الداخلية وفي مواجهته مع اليونان واوروبا وروسيا.

تركيا حاضرة في لبنان، وهي تنافس الصين على موقع الشريك التجاري الاول، برقم يزيد سنويا على مليار ونصف مليار دولار من الصادرات التركية الى لبنان،  وتتفوق على بقية دول العالم في كونها الشريك السياحي الاول، الذي حصل من السياح اللبنانيين على ما يقارب ثلاثة مليارات دولار في العامين 2018- 2019. لكن هذا الحضور ليس له جذور، ولا آفاق سياسية.

كانت هناك شراكات إقتصادية مهمة في عهد الراحل رفيق الحريري، ثم في عهد الرئيس نجيب ميقاتي، وكانت هناك رهانات خائبة على الرئيس سعد الحريري. لكن التقييم الفعلي للعلاقات الثنائية الراهنة هو أن لبنان يبادر دوما الى إفتعال الخصومة والعداء مع الشريك التركي، كخدمة مجانية مواربة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. هي مبادرة أو بالاحرى ضريبة من جانب حلفاء دمشق، مع حرص “حزب الله” على تمييز نفسه، في ضؤ العلاقات التركية الايرانية المتينة.

مع ذلك فإن المسؤولين والدبلوماسيين الاتراك ما زالوا يستخدمون محرك البحث “غوغل” للتعرف على السياسة اللبنانية ورموزها وشخصياتها، التي لا تعرف حدود الوطنية التركية ولا تدرك الاستعارات العثمانية.

رابط مختصر…https://arabsaustralia.com/?p=10166

ذات صلة

spot_img