spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 51

آخر المقالات

هاني الترك OAM ــ شخصية من بلدي

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب هاني الترك OAM إن الإنسان...

منير الحردول ـ العالم العربي بين ثقافة الوجدان ونظريات الأحزان

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب منير الحردول لعلّ السرعة القصوى...

كارين عبد النور ـ لبنان،حربا 2006 و2023: هاجس النزوح وكابوس الاقتصاد

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتبة كارين عبد النور ثمة مخاوف...

فؤاد شريدي ـ دم أطفال غزة يعرّي وجه هذا العالم

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الشاعر والأديب فؤاد شريدي   دم...

الدكتور طلال أبوغزاله ـ العدالة الدولية في مواجهة الحماية الغربية للكيان

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الدكتور طلال أبوغزاله الجدل المحيط بمحاولة...

غدير بنت سلمان-الأجل المسمّى والسعادة المنسيّة 

مجلة عرب أستراليا سيدني

الأجل المسمّى والسعادة المنسيّة

بقلم الكاتبة غدير بنت سلمان

الحقائق المُرة التي ينكرها الناس في مجتمعات كتبت على نفسها الانتظار والتأخير عن قصد..ورضيت العيش خلف الخوف والاستبداد والواقع، الذي بدوره كشف لنا بواطنهم النارية الجاهلة المعترضة على الوجود والموجود بدل من محاولة مفهوم سر وسرعة التغيير في الأجل المسمى وحكمة الأقدار والوقت.

أحيانًا علينا أن نتجرد من الوقت والتوقيت وننظر إلى ما بين أيدينا وما خلفنا، ونقارن بين الماضي والحاضر ونسأل هل تقدمنا أم تأخرنا!؟

لطالما استوقفتني هذه الآية الكريمة التي تحدثنا حصرًا عن الواقع

وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ

كل يوم وبين عقارب الساعة تشهد أسماعنا وأبصارنا في بلادنا المنكوبة المتحجرة الناكرة لحقيقة لباس السلام وقدرت على نفسها لباس الظلم والطغيان الذي تخطى حدود العقل والمنطق. ونسأل جميعًا إلى متى!؟

فإن النسيان نعمة ولكن له وجه آخر ربما لم تدركه تلك الأقوام أنها قادرة أن تكون لعنه!

فإن نسيان الأجل المسمى الذي مطوقين به منذ ولادتنا إنه حقًا قصير وسريع بل أسرع من طرفة العين أو لمح البصر، وللوصول إليه يجب أن تعيش. فنحن هنا لنعيش حتى نصل إلى الموت.. فلماذا الخوف؟

الخوف هو العائق الأول والوحيد الذي يمنع أي شيء من التقدم والعيش في سلام وسعادة.

معظم الناس في بلادنا تطالب في الحرية والعدل ولكنها خائفة..ولا يدخلون مساجد الخالق إلاّ وهم خائفون.

وعندما أقول مساجد لله فأنا أقصد الشمس والقمر النهار والليل..الشروق والغروب، النجوم والشجر، الغيوم والرياح وكل شيء لا يسعون إلا في خرابها وتدميرها وتشويه صورة الخلق.

لماذا نؤجل العيش إلى أجل غير مسمى!؟

‏ربما لأننا لا نقدر على العيش في الوقت الحالي هكذا بهذه البساطة، ما زلنا نماطل بشكل مزري في الحقيقة التي تجلّت أمامنا.

كل نتائج التخفي والخداع استلقت وتمددت وسط الزحام الذي يملأ عالمنا اليوم في أحضان الثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي نحن لم نعد قادرين على العيش بحرية والسعي للإصلاح والعيش في سعادة البساطة والتواضع.

لأننا ننتظر..ثم ننتظر، مشكلتنا الكبرى هي أننا على قيد الانتظار، ننتظر حدوث شيء معين يغير مجرى القدر ويجعل هذه الحياة الرتيبة قابلة للعيش.

‏وفي الحقيقة نحن نعيش في محطة قطار مهجورة ننتظر خبراً ساراً من حيث لا نعلم، نقف على أقصى الحافة من الترقب، موهمين أنفسنا لدرجة الهيمنة بأننا نحيا!

لكننا في الحقيقة نعيش على حرف، جالسين على نفس المقعد في تلك المحطة المظلمة، وأعيننا لا تفارق عقارب الساعة لا نفعل شيئا سوى أننا ننتظر فقط.

فإن السعادة تزينت زينتها الكبرى في هذا العصر وأصبحت السعادة في هذا العالم هي رفاهية مشروطة!

‏يجب أن تنطبق علينا شروط النجاح والثراء حتى نصبح سعداء.. وللأسف أنها أكبر كذبة على مر التاريخ

‏إن كانت السعادة شعوراً داخلياً فلماذا نربطه بعوامل خارجية أو أمور خارجة عن حيز شطيرتنا الضئيلة!؟

‏ أننا حقا دون وعي ندس سعادتنا ونشوة أرواحنا في يد قدر مزيف في حيوة الدنيا.

لماذا نسمح لشركة أو إدارة جامعة أو علاقة عابرة أو ماضي أو حتى مجتمع بأكمله أن يحدد مدى استحقاقنا للسعادة!؟

‏أصبحت سعادة الإنسان معلقة على رأس هرم الرأسمالية غارقة في رحمة المصفوفة.

‏وهذا الفكر العقيم المزخرف الظاهر هي الطامة الكبرى تجعل من البشر أجسادًا متبلدة وطوابير تقف أمام المصحات النفسية مرة أو مرتين في الأسبوع.

‏الفكرة أن البشر في الزمن القديم وليس بعيد كانوا سعداء بلا سبب دون شروط أو معايير لقد كان المعيار الوحيد لسعادة الإنسان هو الوجود ونعمة الكينونة ،هذا كل شيء.

‏كان الإنسان شبه البدائي يدرك تماما عن المعنى الرائع المتواضع أنه ما زال حيا يتذوق طعم السعادة في استمرارية الحياة يعيش على حافة اللحظة ويطير من لحظة إلى أخرى مثل العصفور، يشارك كل شيء في دائرة الحياة ولا يقطع السبيل بل يدعوا إليه بكل حب ورحمة.

اللحظة والحقيقة هي أن كل ما ابتعدنا عن البدائية ودنونا أكثر نحو التحضر والحداثة بخطى متسارعة فنحن نبتعد أكثر فأكثر عن ذلك المعنى الحقيقي البسيط للسعادة، فإنه حقا في يومنا هذا باتت السعادة مادية بامتياز..

لا شعورية أو حسية أو معنوية المادة قتلت المودة.

‏أصبحنا نحن العرب في اللاواعي واللاشعوري نقدس صوت المجتمع كأنه قرآن أو ترانيم!؟ لم تعد جوقة زقزقة العصافير في الصباح كافية لتملأ نفوسنا بالسعادة

ولم تعد إشراقة شمس تلفت انتباهنا إنه يوم جديد أجل جديد انهض مازلت حيًا استوقفني وطني لبنان المغضوب عليه وألهمني أن أخبره وأكتب له كل مآسي مجتمعك جذوره أنك ما زلت منتظر ذلك الأجل المسمى تريد العدل وأنت جالس في مكانك في ذلكً القطار المهجور لا تنظر أبعد من أنفك المذلول المكسور نفسُك تعيد نفس الأخطاء الموروثة وحلمك مقتول محروم عليك أن تعقل في وجودك تشكي وتنعي من أقوام بوراً تلقي المعاذير على دولتك الظالمة الغير مستورة.

هل نظرت إلى نفسك في المرآة التي تعكس صورتك!

نعم لا يكتب التغيير في الأجل المسمى إلا إذا غيرت ما في بنفسك.

تسأل عن المودة والرحمة وأن تفيض عليك المجتمعات الأخرى قطرة ماء من الإنسانية

كيف تريدون السعادة والعدل بين الناس إن لم تغير بنفسك وتطورها إلى ما يليق في الارتقاء والوصول لكلمة العدل.

هل استمعت إلى لحن قولك ! هل تدبرت مخرج كلماتك التي تعكس واقعك! فإن العقول الراقية لا تتحمل سماع كلمات تأز أزا.

وفي سر وجودك بعيدًا عن الشهوات والحرام والحلال دعني أعرفك على عقلك المتحجر.

إخلعه وأجبني إن استطعت!

أليس هذا الرجل الذي يذبح أخته المخطئة هو نفسه الذي يخطئ مع أخوات الرجال ؟

أليس هذا الذئب الذي يخدع الطفلة البريئة هو نفسه الأب الذي يحبس ابنته ويقيدها ؟

أليست هذه الزوجة التي تخون زوجها هي نفسها المرأة التي تطلق الشائعات على النساء ؟

أليس هذا المجتمع الذي يبيع أغاني الحب والحرام هو نفسه المجتمع الذي ينصب المشنقة لكل من يقع في الحب والغرام ؟

أليس السعادة هي جزء كبير من الألفة والود والرحمة بين الناس!

أليس الحق أن أقول نحن أحرار في اختياراتنا وتحمل مسؤولية أفكارنا وأعمالنا!

أليس كل شيء مسخر لنا لنسعى في الأمانة وتقديس الحاضر بدل التاريخ !؟

يا وطني فرق كبير بيننا

نحن الحضارة والطغاة ذكور.

أشفقت علىٰ الناس كل الناس فهم الضحايا وهم أيضاً الجناة.

الشعور بالشفقة والتحسر لا يليق إلا بأهل الكبر والجاهلية.

أنهي المقال في عملية حسابية إن تدبرتها أخذت بك إلى جنة السلام

الجهل والمال، فساد

الجهل والفقر، جريمة

الجهل والسلطة، استبداد

الجهل والحرية، فوضى

الجهل والدين، تطرف

الوجه الآخر فإن كل شيء موجود له وجهان من خير وشر من نور وظلام

العلم والمال، قوة

العلم والفقر، تنمية

العلم والسلطة، عدالة

العلم والحرية، إبداع

العلم والدين، اعتدال

وكما قال العزيز في كتابه

أعظك أن تكون من الجاهلين .

الأجل مسمى هيا فرصة يومية لكل نفس أن تعيش الحياة مع واقعها في رحاب خالقها والجلوس عند مقعد صدق عند مليك مقتدر يقدر لك الأسباب لتخرج من الظلمات والخوف إلى النور والشجاعة والعزيمة على التقدم إلى الأمام والتغيير إلى الأحسن وتنعم على نفسك نفخ صورة جديدة لك تميزك عن الآخر.

عاشت أرواحكم وقلوبكم الطيبة التي لم يغيرها لا زمان ولا مكان.. عاشت أقلامكم التي تذكر الإنسان في البر والإحسان

عاشت قلوب تجهر في الحب وتمني الخير في طهرها وأخطائها. عاشت أنفسنا تطمع في مدد من الرحمن لأجل مسمّى نشهد ولو ليوم واحد العدل الحق ودار السلام في جميع أراضي الحنّان المنّان.

رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=30340

ذات صلة

spot_img