spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ.د.عماد شبلاق ـ الشعب يريد تعديل النظام!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق-رئيس الجمعية الأمريكية...

كارين عبد النور- الحسم لـ”الدونكيشوتية” والفرز السياسي في “مهندسي بيروت”

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «ما رأيناه...

غدير بنت سلمان -إلى كل من أتى من بيئة لا يوجد فيها عدل ولا رحمة ولا إنسانية..

مجلة عرب أستراليا سدني 

إلى كل من أتى من بيئة لا يوجد فيها عدل ولا رحمة ولا إنسانية..
إلى كل من أتى من بيئة فاسدة ظالمة..

بقلم الكاتبة غدير بن سلمان
لا تجلب معك عقلك المتحجر اخلعه فأنت في اراضي مقدسة محافظة على كل شيء لسلامتك..
فإن دستور وقانون دين أستراليا هو دين الحق والعدل بين الناس وبسم الله الرحيم الرحمن والإنسانية مفتاح الحرية.

ممارسة الحرية تبدأ في اختيار عدم الخوف من الحياة والتوسع لاستقبال واحتواء جميع الموجود في الحيوة من ثقافات وعلوم تخدم الفرد للتطور الثقافي ومعرفة القدرة لهذا الكائن البشري الذي لطالما كان جدلا منذ البدء وحتى النهاية.
ترى ماذا يريد الإنسان من هذه الحياة؟ سؤال قد استوطن ذهني لسنوات وأنا أبحث عن الحق ومن أنا في هذه الأرض؟
لما أنا أنثى ولست ذكر لما كل هذا الحقد النووي..هل لآجل المال؟ البقاء؟ الخلود؟ الشهرة؟ السلطة؟ الجاه؟ بصيغة أخرى، ما هي الذروة التي سنصل إليها في نهاية هذا المطاف الطويل المسمى بالحياة؟ أو بالأحرى، ما هو الشيء الذي سنذكره ونحمد الله على حصولنا عليه ونحن على فراش الموت؟ أعلم أن هذا سؤال فلسفي، فالفلسفة امرأة فضولية تدس أنفها المكسور من قبل أخيها الجاهل أو أبيها أو أمها أو زوجها أو عشيرتها أو بيئتها أو مجتمعها اي جيناتها في اختصار…

ليست الفلسفة امرأة فإن الأرض أنثى والشمس والقمر أنثى.. ومفردات لا تشير إلا إلى عملية الأنثى في هذا الكون سر وجودها سرا عظيما أنه من خلالها تخرج حياة أخرى وفضولها ‏ ‏أكبر وأوسع من الرجل حقيقة علمية بأن كل شيء أنثى حتى في أخوات كان ولما نسيان كسر التاء وهيا حقيقة أنت وأنتم.

فضولها يجعلها تبدع في كل التخصصات والمجالات الأخرى، في نظري إن كل علم من العلوم البشرية يحمل بعد معين من أبعاد الفلسفة الألف، وربما يتسنى لنا اكتشافه في رحلتنا الدراسية أو لا، ذلك يعتمد اعتمادا كليا على حجم المساحة الفكرية التي يهبها المرء لعقله كي يبحر إلى ما وراء بحار الحقائق، وهذا الإبحار هو بعينه تلك العملية المسماة بالتفكر والتدبر والتأمل في جميع المخلوقات، والتي ذكرت مرات كثيرة في القرآن الكريم وجميع الأديان السماوية وفي الحضارات القديمة.

ففي علم الفلسفة، يبحث الإنسان عن الحقيقة أو عن أقرب صورة لها، وكذلك في التفكر والتدبر، فما التدبر سوى البحث عن لمسة الله تعالى في كل شيء حولنا، أو نستطيع القول إنه عملية تقصي الإعجاز في هذا الكون، والمعنيين متشابهان جدا.
دائما ما أكتب عن الفلسفة في نصوصي ومقالاتي، وعلى الأرجح أنني أجهل السبب الواضح وراء حبي للفلسفة، وما الفلسفة إلا هيا حكمة متشابهان جدا في تقدير وحكمة الوجود .

كما نعلم، لكل شيء جانب مظلم أو سلبي، مهما كان ذلك الشيء جميلا، وأظن أن القمر خير مثال على هذه القاعدة. إن لصديقتي الفلسفة جانب مظلم أيضا، وهو الاستفزاز، غالبا ما تستفز الفلسفة العقول المستنيرة، إنها تستثيرنا لنعصر ألبابنا حتى تنتفض في أعماقنا صرخة، حتى تطالبنا عقولنا المسكينة بالرحمة، دائما أقول إن الفلسفة هي جلاد العقول، وتحديدا عقول المفكرين، ذلك أنها تستمر بتعذيب العقل وجلده بسوط المنطق حتى يعترف ذلك المفكر المسكين بسطحية أفكاره، فدائما هناك قاع أعمق للفلسفة. فإن الفلسفة ما هي إلا زلزال يهز أيديولوجياتنا الثابتة ويزلزل قناعاتنا الراسخة وفي هذا العصر أزيد يزلزل برمجتنا وما تعلمنا من حيث أتينا.

ولا شك في أن هذا الوصف بالغ الدقة، فالفلسفة لم تكن يوم خط مستقيم مكون من سبب ونتيجة، بل هي تفتح لك بابا فكريا آخر في اللحظة التي تظن فيها أنك قد وصلت إلى آخر جدار. إن الفلسفة من منظوري الضيق هي جريمة كبرى، وكلما تعتقد أنك قد حللت اللغز أو وصلت إلى طرف الخيط، تجد أمامك دليلا آخر وأطرافا كثيرة لخيوط متشابكة. وقد قادتني عصا الفلسفة إلى إجابة ذلك السؤال المطروح في بداية المقال، وتتكون تلك الإجابة من كلمة واحدة: الحرية.

يبحث الإنسان دوما عن الحرية، في مختلف العصور والأزمنة، ذلك أن الفطرة هي بذرة الإنسان، والحرية هي قمة الفطرة. عندما يولد طفل إلى هذا العالم، يقطع ذلك الحبل السري الذي يربطه بأمه، فيصبح حرا طليقا بعد أن كان حبيس رحم ضيق، يغدو حرا منفصلا بعد أن كان مرتبطا بكيان آخر. تلك هي أول رشفة من كأس الحرية. ثم تسير بنا سفينة الحياة، ونستمر بالبحث عن أنماط أخرى للحرية، في محاولات مستميبتة للعودة إلى الفطرة، إلى تلك الصفحة البيضاء التي لم تلوث، لكن الفطرة تبدأ بالتلاشي شيئا فشيئا. إن حقيقة هذه الحياة هي أنها رحلة بحث مستمرة عن الحرية، وبالأخص حرية الاعتقاد والتصديق والتفكير.

لكننا نجد بعد أن يلتهم النضج أرواحنا، وبعد أن نمر بمراحل الحياة ونصبح أعضاء فعالين في العالم الخارجي، نجد أن هذه الحرية تنقشع تدريجيا من مساواتنا اللامتناهية، ذلك أن أولئك الآخرين سيبدأون باقتحام مساحة حريتنا كجزء من طقوس البلوغ أو نوع من إثبات الوعي والرشاد لديهم. يبدأ أولئك “الآخرون” بتصميم القوالب الضيقة ليضعونا داخلها وكل ما علينا هو إلا استكشاف قدراتنا الباطنية.

نحن مجرد كائنات بسيطة باحثة عن مساحة لممارسة الفطرة بعد أن قتلت في تدخل المتطرفين وعقمها في كلمات أذهبت عقلنا في أوهام ووضعت أغلال اليأس في اللاوعي ،وكل ما نريده حقا هو أن نبحث عن مكان هادئ ليتسنى لنا الإنصات إلى ذلك الصوت الطفولي الخافت في أعماقنا، ألا وهو صوت الشغف الحقيقي، الصوت العفوي الذي اعتدنا على تجاهله وطمسه للأسف.
أطلق عنانه فإن الحياة قصيرة جدا جدا…

رابط النشر-https://arabsaustralia.com/?p=29604

ذات صلة

spot_img