spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 47

آخر المقالات

هاني الترك OAM- نعم كان قبلها وإعتذرت له

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM دخلت المواطنة أولغا...

ريما الكلزلي- قراءة في فكر الباحث ماجد الغرباوي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة ريما الكلزلي تجلّيات التنوّع...

أ.د.عماد شبلاق ـ الشعب يريد تعديل النظام!

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق-رئيس الجمعية الأمريكية...

كارين عبد النور- الحسم لـ”الدونكيشوتية” والفرز السياسي في “مهندسي بيروت”

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «ما رأيناه...

علي شندب- اجتماع باريس اللبناني والتخادم مع إيران

مجلة عرب أستراليا سيدني   

اجتماع باريس اللبناني والتخادم مع إيران

علي شندب

بقلم الكاتب علي شندب

دخل لبنان عملياً عصر الدولرة الشاملة. فتسعير السلع الغذائية والدوائية والنفطية والحاجات الأساسية للناس بات خاضعاً لبورصة الدولار التصاعدية أمام انهيار الليرة التي وصلت قيمتها لحد غير مسبوق. فسعر الخمسة وستين ألف ليرة اليوم للدولار الواحد كان خارج التوقعات لأشهر قريبة مضت، ولا شيء يمنع أن يصل سعر الدولار إلى 500 ألف، وبعض يقول مليون ليرة.

بديهي جداً أن سعر الدولار لا يعكس قيمته الحقيقية، وقد أصبح من أبرز أسلحة القوة الناعمة التي كانت محصورة بالدبلوماسية والعلاقات العامة والإعلام. فارتفاعه المجنون بات أحد أسلحة الدمار الشامل المختلفة عن جنازير الدبابات وإغارة الطائرات. فمقولة أن الحروب غالباً ما تشنّ لأسباب اقتصادية، تزاملها اليوم مقولة جديدة مفادها أن الهيمنة الاقتصادية باتت بديل جدي لمعارك عسكرية وحربية، والأمثلة لا تحتاج لعناء تفكير.

فليس مصادفة أن تتخبط دول محور الممانعة، أي الدول التي تتغوّل فيها وعليها وعبرها إيران، في أوضاع مالية واقتصادية مزرية. فانهيار الدينار العراقي والليرة السورية وشقيقتها اللبنانية فضلاً عن التومان الإيراني أسطع دليل على ذلك. لكن لماذا العراق الغني بموارده النفطية يعيش هذا الانهيار في قيمة عملته الوطنية؟ هل فقط بفعل فساد منظومته الحاكمة منذ 2003 وحتى اليوم؟ أم لأنّ هذه المنظومة الناتجة عن “زواج الرهط” بين إيران والولايات المتحدة تواطأت وارتضت أن يكون العراق مجرد سوق سوداء ترفد إيران بالعملة الصعبة ومؤخراً مقابل “دينار عراقي مزور”.

ما نحن بصدده لبنان، الذي يعقد على نيته اجتماع خماسي في العاصمة الفرنسية باريس، يضم المسؤولين عن الملف اللبناني في كل من مصر والسعودية وقطر وفرنسا والولايات المتحدة التي يمثلها مساعدة وزير الخارجية الأميركية بربارا ليف، التي سبق لها أن رجّحت “تفكّك لبنان وزوال الدولة فيه” كما وبشّرت “بموجة جديدة من المظاهرات لتكثيف الضغط على الطبقة السياسية في ظل الفراغ الدستوري وشلل مؤسّسات الدولة إلى ما بعد الانهيار”. وقد أتى كلام ليف بعد فترة بسيطة من توقيع “اتفاق الترسيم” بين “إسرائيل” ولبنان. ويومها، اعتقد كثيرون أن الترسيم منح حزب الله وحليفه جبران باسيل كفالة سياسية لخمسين سنة قادمة.

ويرجّح أن اجتماع باريس الخماسي لأجل لبنان لن يحدث خرقاً في الواقع السياسي المأزوم دستورياً وعلى كل صعيد. لكنه سيضع “خارطة طريق” تستند إلى مجموعة البيانات والمقاربات العربية والسعودية مع فرنسا والولايات المتحدة، وتتركز على انتخاب رئيس جمهورية توافقي، وتشكيل حكومة تنفذ أجندة الإصلاحات البنيوية السياسية والاقتصادية الضرورية لإبرام اتفاق مع صندوق الدولي، وتنفيذ القرارات الدولية 1559 و1680 و1701، كما والالتزام بتطبيق اتفاق الطائف، وحصر السلاح بمؤسّسات الدولة وبسط سيطرتها على المعابر الحدودية، ومنع تحول لبنان الى منصّة عدوان ضد الدول الصديقة والشقيقة.

من سمات اجتماع باريس أنه يعقد على إيقاع الحرب الأوكرانية الروسية التي تنخرط فيها إيران إلى جانب روسيا، كما وعلى مسافة أيام من غزوة المُسيرات الإسرائيلية ضد مواقع وزارة الدفاع الإيرانية في أصفهان، وأيضاً غزوة المُسيرات ضد شاحنات الحرس الثوري والميليشيات الإيرانية في البوكمال قرب الحدود السورية. وهي الغزوات التي هشّمت صورة إيران وهيبتها كدولة لطالما ارتفعت عقيرة قادتها العسكريين والسياسيين فأطلقوا الصواريخ الصوتية والتصريحات العنترية حول اقتدارهم على “تدمير إسرائيل خلال 7 دقائق ونصف”. غزوات، أكدت بوضوح أن إيران ما اقتدرت على تغوّلها في العراق وعبره إلا عبر تخادمها مع الغرب والولايات المتحدة خاصة. فهل انتهى زمن التخادم، وبالتالي الدور الوظيفي لإيران في إعادة عدة بلدان عربية إلى ما قبل القرون الوسطى؟

هذا السؤال ربما يشكل أحد رموز الشيفرة غير السرية لاجتماع باريس الخماسي، الذي ينطلق على ارتفاع دوي قرقعة السلاح في المنطقة وليس في أوكرانيا فقط، سيما إذا ما أخذنا بعين الاعتبار التداعيات العصيّة على التوقع للاشتباك القضائي بين المدعي العام التمييزي غسان عويدات وبين المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق بيطار الذي يواجه حرباً إلغائية ضروس من داخل الجسم القضاء المتداعي ومن خارجه على السواء.

ربما مطالعة بربارا ليف في اجتماع باريس غداً، تفتح المشهد على الصورة الدراماتيكية التي سبق وبشّرت بها اللبنانيين وتحدثت عن “حزب الله بوصفه اللعنة أو الطاعون” الذي حلّ بهم. واللبنانيون اليوم، يتوجسون ممّا تحمله الأيام القادمة خصوصاً بعدما أبلغهم نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب من واشنطن بأن “استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان خارج أجندة صندوق النقد الدولي”. الفيتو الأميركي واضح، ولم يشفع لحزب الله تضحيته بموافقته على “الترسيم مع إسرائيل” مع ما يعنيه ذلك من دفن حيّ لأدبيات خامنئي “سنصلّي في القدس”، كما يبدو أنه لم يشفع له أيضاً تضحيته بعدم ترشيحه شريكه وحليفه جبران باسيل لرئاسة الجمهورية، وانفتاحه على الحوار للتوافق على رئيس جديد ربما يكون سليمان فرنجية أو جوزاف عون.

لكن “السينوريوهات السوداء” هي الأكثر حضوراً بين الناس وعلى ألسنة المراقبين الذين يترقبون بشغف وخوف “وثائقي قناة TV5 الفرنسية” الذي سيبث اليوم، والذي ملأت تسريباته الأجواء عن دور حزب الله المركزي في رعاية زراعة وتسويق المخدرات والاتجار بالسلاح وتهريبه حول العالم، وأيضاً في إستجلاب نيترات الأمونيوم وتخزينها ما أدى لانفجار مرفأ بيروت، مع أخبار عن جهود لتشكيل لجنة تحقيق دولية باغتيال لقمان سليم.

الأمور تسير بشكل منهجي ومنضبط الإيقاع حتى الآن. فتغيير الواقع يقتضي بالضرورة تغيير الوقائع. والتجارب المرّة وشت بأن العرب دفعوا أثمان التخادم الأميركي الإيراني، فهل سيدفعون أيضاً أثمان إنهاء هذا “التخادم” إذا ما حصل؟.

إن غداً لناظره قريب.

رابط مختصر- https://arabsaustralia.com/?p=27471

ذات صلة

spot_img