spot_img
spot_imgspot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 46

آخر المقالات

هاني الترك OAM-هذا ليس خلقاً من العدم

مجلة عرب أستراليا- بقلم هاني الترك OAM طوّر العلماء الاستراليون...

كارين عبد النور- قصّة أنف نازف… وإبرة وخيط

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور «فتنا على...

د. زياد علوش- قرار مجلس الأمن الدولي”2728″يؤكد عزلة اسرائيل ولا ينهي العدوان

مجلة عرب أستراليا- بقلم د. زياد علوش تبنى مجلس الأمن...

هاني التركOAM- البحث عن الجذور

مجلة عرب أستراليا-بقلم هاني الترك OAM إن الانسان هو الكائن...

إبراهيم أبو عواد- التناقض بين الحالة الإبداعية والموقف الأخلاقي

مجلة عرب أستراليا-بقلم الكاتب إبراهيم أبو عواد الإبداعُ الفَنِّي يَرتبط...

عصام جميل ـ قصة قصيرة”تعويضات”

مجلة عرب أستراليا سيدني-قصة قصيرة

الكاتب عصام جميل
الكاتب عصام جميل  

بقلم عصام جميل

كان  يخشى ان يقترب كثيراً من سياجات تلك البيوت التي يمر عليها ، وغالباً ما كان يرمي لفائف الصحف المحلية التي يوزعها عن بعد ، وبالاخص تلك البيوت التي يستشعر ان خلف سياجاتها كلاب حراسة. في الواقع كان توزيع تلك الصحف التي توزع مجانًا يدر على ساشا مبلغا تافهاً لا يعول عليه مقارنة براتب الرعاية الاجتماعية الذي وإن كان لا يسدد كل احتياجاته إلا انه يجعله يشعر في مأمن من تقلبات الزمن .

أما لماذا  قبل بهذا العمل فالجواب هو لا حباً به وانما لغايةٍ في نفسه، فتوزيع الصحف والمشي من شارع لآخر  يوفر له فرصة ليلتقط بعض الحاجيات مما يزيد عن حاجة الناس فيلقون بها على الارصفة المحاذية لبيوتهم قبل ان تجمعه البلدية كقمامة. ولكن هذه القمامة غالباً ما تتحول بين يدي ساشا الى سلعة للبيع يعرضها في سوق السبت المفتوح فيجني منها مبالغ لا يستهان بها. ولا يقتصر الامر على ما يلتقطه من قارعة الطريق بل يتعداه الى ما يغفل عنه اصحاب البيوت من  عُدَد  يدوية او كهربائية ملقاة في حدائقهم او امام أفنية منازلهم

إلا  ان الامر اخذ يزداد صعوبة في هذه الايام بعد ان انتشرت كاميرات المراقبة وصار ثمنها زهيد جدا حتى صار كثير من الناس مغرمين بوضعها في منازلهم  دون سبب موجِب ، مما جعل ساشا اكثر حرصاً وتدقيقاً في النشل.

حين اقترب من احد الدور وقبل ان يرمي الصحيفة انتفض فور ان سمع نباح كلب حراسة يقبع خلف الجدار . تراجع بسرعة مجتازاً ذلك البيت بينما بقيَّ صوت نباح الكلب خلفه مستمراً. تحسس كفه الايسر التي تقبض على رزمة الصحف التي يوزعها، كانت آثار عضة كلب ما زالت تطبع آثارها على كفه تاركةً اخدوداً عميقاً يشوه تضاريسها. في الحقيقة لم تكن ذكرى عضة ذلك الكلب محزنة لديه، لا بل على العكس ، فقد اعتاد على تسميتها عضة السعد . وكيف لا تكون ذلك وقد درّْت عليه مبلغ تعويضات لا بأس به استثمره ليكون اول دفعة لاول منزل يمتلكه

كان ساشا في السابعة والاربعين من عمره وينحدر من اب روسي وام بولونية. وبالرغم من شكله الوسيم وشعره الاشقر الذي يغطي اذنيه وطوله الفارع الا انه لم يستطع ان يحض بزوجة تهتم به وترعاه. ومن هي تلك البائسة التي تفكر في الارتباط برجل مثله ، اذ ان اطول علاقة له لا تقوى ان تدوم  لاكثر من اسبوع ، إن طالت ، وغالبا ما تنتهي بصراخٍ وسبابٍ متبادل بين الطرفين يقود الى أستدعاء سيارة الشرطة في أغلب الاحيان.

كانت آخر علاقة له من هذا النوع قد وقعت قبل شهرين مع امرأة انكليزية الاصل في الخمسينات من العمر سرعان ما نشبت بينهما معركة استخدمت فيها اقذر انواع الشتائم ، أما سبب الخلاف فكان  انها اتهمته بسرقة خاتمها الذي كانت ترتديه في اصبعها، فادعت بأنه استغل نومها العميق بعد احتسائها الخمر معه ليلاً ليجردها   من الخاتم

في الواقع ان كل سكان الشارع الذي يقطن به ساشا كانوا حانقين و متعبين من وجود هذا الجار السيئ في وسطهم . لم يكن الامر يقتصر على الصراخ والازعاج الذي يسببه لهم جار السوء هذا ، لا ولا حتى رمي قناني البيرة الفارغة على الجيران او على قارعة الطريق بل انهم حتى بدأوا يتأثرون مادياً من وجوده معهم. فقبل اسبوع واحد فقط لا غير كان احد سكان الشارع يشكو لجيرانه كيف ان بوليصة التامين على سيارته قد ارتفعت بمقدار  اربعين بالمئة بسبب جار  السوء هذا ، وحين شكك البعض في صدق دعواه صار يؤكد لهم انه اتصل بشركة التأمين بنفسه واخبروه بان كثرة المشاكل التي صاحبها استدعاء الشرطة قد جعلت اسم شارعهم في خانة المناطق الغير آمنة مما زاد من كلفة بوليصة التأمين ، حسبما اخبروه

وليت الامر قد اقتصر على شركات تامين السيارات ، لا بل حتى اسعار المنازل المجاورة لهذا الساشا قد انخفضت بسبب سلوكه الشائن . حدث ذلك قبل شهر حين اراد احد اصحاب البيوت بيع بيته والفرار بعيداً عن هذا الشارع فلم يستطع ان يبعه بنصف الثمن الذي كان عليه من قبل بعد ان وصلت سمعة هذا الشارع الى الحضيض وصار حديثاً يتندر به سكان الحي بأكمله

نعم ، لقد صار  أمر هذا الجار يؤرقهم نهاراً وليلاً ، حتى ان أحد الساكنين اقترح  ان يتحدث الى قسيس كنيسته لكي يزور ساشا ويتحدث معه بكلام الله لعله يهتدي الى الطريق القويم ،ولقد لاقت هذه الفكرة استحسان الجميع بعد أن يئسوا عن ايجاد حل للمسألة

حينما وصل ساشا الى البيت قادماً من جولته الصباحية في توزيع الصحف ركن سيارته قرب الرصيف المحاذي لبيته ثم صار ينقل ما اكتظت به سيارته الى داخل المراب . كانت سيارته الصالون القديمة  قد أُتخِمَت بأغراضٍ شتى مثل ماكنة قص حشائش صدئة ، ماكنة خياطة قديمة، ابريق شاي يعمل بالكهرباء، عدد يدوية، سنارة صيد قُطعَ خيطها، ساعة حائط ، مروحة كهربائية قديمة، سجادة مهترئة ، هذا اضافة الى رزم الصحف المحلية التي يقوم بتوزيعها قبل عطلة نهاية الاسبوع

اما المراب الخاص ببيته فحدِّث ولا حرج ، فلم يكن باحسن حال من سيارته ، بل كان يحوي على كل ما يخطر ببال انسان ، ولقد تكدست فيه الاشياء حتى لم يعد فيه  متسع لموضع قدم  ، مما اضطره ان ينقل بعض من هذه الاشياء الى داخل بيته

ويبدو ان عملية نقل الحاجيات من المراب الى البيت لأكتظاظه قد تكررت من قبل مراراً  فاصبح يستخدم البيت أيضاً لتكديس ما يلتقطه من حاجيات مستعملة.  وهكذا صارت غرف النوم ملاذاً  لألواح التزلج على المياه والدراجات الهوائية وأقفاص العصافير ومضخات المياه العاطلة. وبسبب هذا الامر احتشدت روائح تلك الحاجات القديمة وتربعت في كل زوايا البيت حتى ان أيةَ تيارات هواء نقي مهما قويت، بدت عاجزة عن طرد هذه الروائح المتعفنة.

وبينما كان ساشا ينقل حاجياته من السيارة الى البيت شعر ان احداً ما كان يراقبه . وقف لبرهه وجال ببصره في شتى الاتجاهات ثم ثبت بصره يساراً باتجاه منزل جاره جورج فلم يلمح أحد

كان جورج كهلا متقاعداً يقضي معظم وقته في العناية بحديقته ويتنقل بصعوبة من زاوية لأخرى لثقل وزنه . وفي الواقع كان هذا الامر يفسح له المجال لكي يتلصص ويستطلع آخر اخبار جار السوء ، ثم لينقل اخباره اولا باول الى سكان الشارع.  ولم يكن هذا الامر بخافٍ على ساشا الذي لاحظ في اكثر من مرة  ان جاره هذا كان يتذرع بسقي الزرع الملاصق لبيته كلما جاء بامرأة الى بيته او كلما جاء بحمولة جديدة الى المراب ، ولذلك فقد كان يتحين الفرص للنيل منه. حين انتهى ساشا من تفريغ حمولته لم يبق غير  رزمة الصحف المحلية فأخذَ يفكر حائراً وهو ينظر الى الصحف المتبقية بغيظ ، ثم استقر قراره أخيراً ان يتخلص منها اليوم اذ لم يكن راغباً بالعودة الى العمل ظهراً .

وهكذا حمل الرزمة كلها ثم القى بها بعيداً في حاوية القمامة ولكنه ما ان ابتعد بضع خطوات حتى عاد متبرما يسبب ويشتم الصحيفة ومن يعمل بها فرفس حاوية القمامة بقدمة وقلبها ثم أخرج رزمة الصحف من جديد  وبدء يرتب لاعادتها مرة ثانية  الى السيارة

كان قد فعل هذا من قبل حين رمى حزم الصحف في مكب النفايات بدلاً من توزيعها ، الامر الذي جعل سكان ذلك الحي يشكون عدم وصول الصحف المحلية لبيوتهم ، وبصعوبة استطاع ان يهديء من روع متعهدة توزيع الصحف، تلك العجوز  المتصابية ذات اللسان اللاذع ، بعد ان اقنعها بصعوبة انه يقوم بالتوزيع على اكمل وجه وانه مندهش ايضاً من عدم وصول الصحف الى الناس

“حسناً ، ساعود مرة ثانية بعد الظهر لتوزيع هذه الزبالة”

قالها وهو يلقي حزمة الصحف في السيارة ويغلق الباب الخلفي بغضب ولكن… وقبل ان يخطو داخلا الى بيته  لاحظ امراً ما استوقفه ، اذ كانت الارضية الكونكريتية التي تفصل بين واجهة البيت والرصيف قد  تشققت محدثة اخدوداً طويلاً  امتد حتى المراب. تلفت حوله وهو يقذف اقذر انواع الشتائم من فمه كمن يبحث عن سبب هذا الصدع فوقعت عيناه على الشجرة الكبيرة التي تقع في منزل جاره جورج والتي كانت  تحاذي منزله. اقترب قليلا ونظره يتنقل من الارض الى الشجرة كأنه يتتبع أثرا ما ، ولكن ما أن صار بمواجهة الشجرة حتى اكتشف ان جاره جورج كان ينزوي جنب الحائط الذي يفصل بين  البيتين متلصصاً ،وما ان التقت عيناهما حتى اصفر وجه جورج وارتعدت فرائصه خوفاً

” اها .. هذا انت هنا ، ايها المتلصص يا برميل الشحم ”

تلفظ ساشا الكلمات الاخيرة بقوة وبغيظ جعلت جورج يهرع خائفا و ينزوي خلف غسيل الملابس المعلقة

“اخرج ايها الجرذ السمين ، اخرج لأُرِيك ماذا فعلت شجرتك اللعينة ببيتي ، لقد مدّت جذورها عميقاً حتى كسَّرت الصبة الكونكريتية” كان ساشا يتحدث وهو يلوح بقبضته غاضباً بينما كان جورج يقتنص النظرات اليه من خلف الملابس المعلقة على حبل الغسيل

” حسناً ، ساخبرك بما سافعله يا برميل الشحم ، سوف اقاضيك ، هل تسمعني ؟ سوف اقاضيك واجعلك تدفع التعويضات التي ستقصم ظهرك” قال ذلك ثم دخل بيته ينفث غضباً ، اما جاره جورج فقد بقي مختبئاً خلف الغسيل المنشور يرتعد خوفاً .كان بعض الجيران ممن سمعوا صراخ ساشا وتهديده قد وقفوا وراء ابواب بيوتهم يمدون رؤوسهم خلسة ليستطلعوا ما الامر ولا يجرؤون على الخروج خوفاً من ساشا، الا ان واحداً منهم تجرأ وجازف فخرج من بيته يمشي حذراً ، حتى اذا صار بمواجهة منزل جورج    صار يناديه من خلف السياج بصوت مكتوم ، ملتفتاً كل حين باتجاه منزل ساشا خشية ان يخرج فيراه

“جورج..جورج.. لقد ذهب ، تعال لا تخف” قالها منادياً جورج الذي تجرأ فمد رأسه من بين حبل الملابس، ثم اخذ يقترب بحذر من السياج حيث يقف جاره

” تعال هنا ، قلت لك لا تخف ، لقد دخل بيته ، ما الأمر ؟ لماذا كان يصرخ”

“انه يقول بأن شجرتي قد مدت جذورها عميقاً وكسَّرَت الصبّة الكونكريتية امام منزله ”

“هل يعقل هذا ! ان شجرتك تبعد اكثر من عشرة امتار عن بيته ، فكيف حدث هذا ”

”         يقول بأنه سيقاضيني” قالها جورج مرتعباً

“لا عليك ، كلنا سنشهد معك ، حسنا انا ذاهب ، لو خرج ووجدنا نتحدث معا سيعتقد اننا نتآمر عليه” قالها الجار وعاد الى بيته مسرعاً

اما ساشا فقد كان منشغلا في بيته يتحدث مع  محامي التعويضات ويقص عليه ما حدث

وبعد ان ارشده المحامي الى بعض الامور التي يجدر اتباعها لرفع قضية من هذا النوع أقفل خط التلفون

” حسناً يا برميل الشحم ، حان الوقت لأنالَ منك” قالها ساشا ثم خرج مرة اخرى ليلتقط بهاتفه الجوال بعض الصور التي توضح مدى الضرر الذي أصاب الارضية الكونكريتية

كان المحامي الذي تحدث معه قبل قليل هو نفسه ذاك المحامي الذي عرفه قبل خمسة عشر عاما والذي ترافع له عن قضية التعويضات الاولى التي تخص عضة الكلب. لقد كان زبوناً دائماً لهذا المحامي الذي كانت له معه صولات كثيرة في اروقة المحاكم واستطاع ان يربح له كثيرا

من قضايا التعويضات، إلا ان اكثرها ربحاً كانت قضية الكلب بلا شك، تبع ذلك بعض القضايا الصغيرة مثل حصوله على تعويض بسيط لتعثره في المشي في احد المولات التجارية ، أو تعويض لتعرضه لأضرار نفسية سببها حادث مروري حصل له أثناء القيادة، وغير ذلك من تعويضات كانت تدر عليه بعض المبالغ التي لا يستهان بها بين فترة واخرى والتي غالباً ما كان ينفقها في القصف والعربدة مع بنات الليل. وها هو اليوم وجد ضالته ، قضية تعويضات جديدة ومضمونة كما قال له المحامي ، والاكثر اهمية من ذلك هو انه سيقيمها ضدَّ جاره اللَّدوُد الذي كان يتحين الفرص ليوقع به. بعد ان أخذ قيلولة قليلة وتناول بعض الطعام خرج ساشا ليكمل جولته الثانية في توزيع الصحف، وقبل ان ينطلق بسيارته وقف يتأمل شجرة الجميز الكبيرة التي تضلل واجهة منزل جاره ، ولم ينسَ ان يلتقط بعض الصور لتلك الشجرة ولجذورها الضاربة في الارض

كانت الساعة قد قاربت الثانية ظهراً حين ابتدأت غيوم كثيفة تتجمع في سماء سدني بعد صباح مشمس. ادرك ساشا ان الوقت ليس بصالحه وان عليه الانتهاء من عملية توزيع الصحف باسرع ما يستطيع قبل هطول المطر ، إلا ان أمراً ما استوقفه وجعله يبطئ  السير. كان شيئا ملتمعاً قد لفت انتباهه في الحديقة الامامية لأحد المنازل. اقترب اكثر ليرى مصدر اللمعان فشاهد من وراء السياج مقص اشجار ذو اذرع طويلة مما يستخدم في قطع الاغصان المرتفعة. كان يبدو جديداً  لم يعتليه الصدأ، وعلى ما يبدو ان صاحب المنزل قد نسي ان يُدخله الى البيت فبقيَ معلقاً على اغصان الشجرة. كان أمرٌ مثير لساشا لا سيما وان اصحاب المنزل لم يغلقوا البوابة  الخارجية.

أقترب قليلاً وتفحص واجهة المنزل فاطمأن ان لا وجود لكاميرات مراقبة. وسيراً على عادته قبل ان ينشل اي شئ فهو يركن سيارته قريباً من الموقع حتى يضع ما تلتقطه يده بسرعة في داخل السيارة ثم ينطلق. هذه المرة ايضاً فعل نفس الشيء ، فبعد ان ركن سيارته ، ترجل و اجتاز البوابة الرئيسية مستطلعاً المكان من كل زواياه وهو يحمل معه بعض الصحف ملوحاً بها بيده ،احترازاً، في حالة خروج شخص ما من البيت فأنه سيجد عذراً مقبولاً. وبعد ان تأكد من عدم وجود أحد انعطف يمينا باتجاه الشجرة ناظراً الى باب المنزل خشية ان يخرج شخص ما. مد يده نحو المقص وهو ما يزال يثبت انظاره نحو الباب فشعر بلدغة محرقة اخترقت ساعده افقدته توازنه. كانت افعى رابضة على الشجرة سرعان ما اختفت عن الانظار. ورغم انه لم يرها بعينه الا انه علم انها افعى . هرع مسرعاً الى الشارع وهو يتلوى الماً محاولاً  اخراج الدم المتسمم بعصر مكان اللدغة بيده اليسرى ولكن تشوه كفه الايسر  جعل ضغطته  غير مجدية. فكر بسرعة ان يأتي بقطعة قماش من سيارته ليلف بها ذراعه ويوقف سريان السم ولكنه قبل ان يصل الى سيارته كان السم قد بدأ يسري في كل دمه مما جعله غير قادر على حمل جسده الطويل فهوى على الارض . حاول بعض المارة نجدته فجاءوا يقلبونه عسى ان يكتشفوا مصدر المه وصراخه  فلم يعرفوا سبب وجعه.

كان يريد منهم مساعدته بربط وحبس مجرى الدم الذي بساعده ولكن لسانه كان قد بدأ يتثاقل فلم يستطع ان يتلفظ بكلمات صحيحة. كان السم يسري في جسمه بسرعة حتى ان كل ثانية تمضي كانت تزيد من الشلل الذي اخذ يُرخي عضلاته. وابتدأ الناس المتجمهرين حول رأسه يبدون له كاشكال تتماوج وتمتزج الوانها . ارتخت عضلات رقبته فسقط رأسه جانباً بينما كانت عيناه مفتوحتان  ناظرتان باتجاه البيت الذي لدغته فيه الافعى،  ثم تلفظ بأحرف متقطعة سأُ …قا…ضيهم ، ثم اغمض عينيه.

رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=14924

 

ذات صلة

spot_img